د. رولا نصري عواد
أخصائية أمراض قلب الأطفال
تعتبر امراض القلب الخلقية واحدة من الأمراض الأكثر انتشارا لدى الأطفال حديثي الولادة حيث ان ما يقارب 8 ولادات من كل 1000 ولادة حديثة تكون مصابة بمرض في القلب وترتفع هذه النسبة عند المواليد الخدج.
وحسب الاحصائيات العالمية, فان حوالي 50% من تلك الحالات يتم تشخيصها في الأسبوع الأول من ولادة الطفل, بينما 60% من الحالات يتم تشخيصها حتى عمر شهر. ومن الجدير ذكره أن تشوهات القلب الخلقية تشكل السبب الاول للوفاة عند الأطفال الذين يولدون بتشوهات خلقية في باقي أعضاء الجسم.
ما هي اسباب تشوهات القلب الخلقية ؟
معظم حالات تشوهات القلب الخلقية سببها غير معروف ويعزى الى تفاعل عوامل جينية وبيئية
وان نسبة قليلة من الحالات تعود الى خلل جيني كمتلازمة داون ، اذ أن حوالي 50% من المنغوليين يصابون بتشوة خلقي للقلب .
ولعل العامل الوراثي يعتبر العامل الرئيسي في اصابة الأطفال بالتشوه الخلقي للقلب حيث لوحظ ان التاريخ العائلي للأسرة له دلالاته ويعطي مؤشر واضح على احتمال اصابة الطفل بتشوهات القلب الخلقيه ويمكن تفسيرها كالاتي :
تصل نسبة اصابة المولود الجديد الى 3% في حال أن اخيه او اخته مصاب بنفس المرض.
بينما قد تصل النسبة الى أكثر من 10% في حال ان احد الوالدين مصاب بذات المرض.
وأن نحو 4% من اسباب تشوهات القلب الخلقية يعزى لعوامل بيئية مرتبطة بحالة الام وقت الحمل مثل اصابتها بسكري الحمل او الحمى الذؤابية أو الحصبة الألمانية.
اعراض الاصابة بتشوهات القلب الخلقية ؟
معظم حالات تشوهات القلب الخلقية المعقدة تظهر اعراضها عند الاطفال المصابين في الاسابيع الاولى من العمر اهمها:
1. الازرقاق في وجه الطفل بشكل عام والشفتين بشكل خاص .
2. سرعة التنفس لدى الطفل (أكثر من 55 مرة للدقيقة للطفل حديث الولادة)
3. صعوبة في التنفس وبشكل خاص وقت الرضاعة.
4. ومن الاعراض الأخرى الهامة عدم زيادة في وزن الرضيع رغم إرضاعه بشكل جيد .
اما لدى الاطفال الاكبر سنا فتظهر الاعراض كالاتي:
1. صعوبة في التنفس اثناء ممارسة الرياضة .
2. اعياء عام .
3. رفة في القلب.
4. فقدان الوعي اثناء ممارسة الرياضة وهي الاخطر بين الاعراض السابقة اذ قد تكون ناتجة عن ضيق شديد في الصمام الاورطي او لسبب اضطراب في كهرباء القلب .
العلاج :
من المعلوم ان هناك دلالات واضحة للتغيرات التي قد تحصل لتشوهات القلب الخلقية مع عملية النمو الطبيعي للطفل , فبعض الحالات قد تتحسن دون الحاجة الى تدخل جراحي وبعضها مثل تضيق الصمام الاورطي او الرئوي قد تزيد حدتها ان لم يحدث نمو لفتحة الصمام مع نمو الطفل, وهنا قد يلزم اجراء عملية قسطرة علاجية او عملية جراحة القلب المفتوح .
واود التنبيه هنا ان بعض الحالات الأكثر تعقيدا إن لم يتم تشخيصها في سن مبكرة , فان مضاعفات المرض قد تظهرلاحقا قي سن الشباب او في متوسط العمر بحيث تكون الاثار السلبية على القلب مستديمة, ويستحيل علاجها بالجراحة.
ان مراقبة الأطفال من خلال عيادة الطفل السليم في مراكز الرعاية الصحية الأولية وعيادات الأمومة والطفولة يعتبر صمام الأمان لصحة الأطفال والاكتشاف المبكر لكافة الأمراض والاعتلالات الصحية التي قد تصيب الطفل أو يولد معها .