يانفس كفي عن هواك واقنعي ***لو كان هاتفه يأن بمسمعي
فلقد رضيتك للفؤاد موجها ***فوجدت انك تسرعين لمصرعي
كم ليلة قد بت فيها لاهياً ***أرضى مناك من الغرام بأربعِ
واطعت داعية الهوى فوجدتها ***ناراً تؤجج في خلايا اضلعي
والقلب صفق بالصبابة سارياً ***متى ما تلوح له البروق اللمعِ
وضننت ان السعد في ولع الهوى ***فإذا به شبحا يؤرق مضجعي
جددت معه طبائعي فخسرتها ***والطبع يغلب بدعة المتطبعي
ناديت بعد البين كل عواطف ***مهلاً لنبكي دارسات المربعِ
فأجبن قلبي والدموع رسولها ***فقرأت اهات العذاب بأدمعي
خدعتك امال الشباب وما هي ***الا سراباً في هجير البلقعي
فابكى على اطلال حبٍ زائلٍ ***ان المرابع سلوة المتولعي
قد سدت الابواب دونك فارتحل ***وسرى بليل بالمطايا واسرعي
قد كان لي في حب ليلى صبوة ***تزدان في المصطاف والمتربعي
وبقيت في الكأس من اشجانها ***واساً يطول على الجمال الاروعي
وهدية اهدت لكفي رونقاً ***كالبدر تبدوا للعيان بأصبعي
وقصائدٌ فيها بثثت مشاعري ***لعيون فاتنتي برغم ترفعي
لولا الحياء بثثتها لذوي الهوى ***ولقلت للدنيا الفسيحة اسمعي
واليوم ولّت وانقضت ايامها ***وورثت منها لوعتي وتوجعي
لولاك انت لما عرفت ان الهوى ***ولما وقفت مهدداً في موقعي
افدي اللتي قد صيرتني شاعراً ***مترنما بقصيدتي في المجمعِ
استلهم الابداع من قسماتها ***فأصوغه لحن الشجى المبدعِ
طلعت كبارقة الغمام بدنيتي ***الله اكبر يالحسن المطلعي
ومشت وهزت عند ذلك قامة ***تزري با ملود الرماح الشرعِ
فذهلت من هذا البريق وحسنه ***وقد انتشيت بطيبها المتضوعِ
عينان ساحرتان اقرأ فيهما ***شعراً ارق من النسيم الممتعي
وفمٍ كزهر الياسمين نضارة ***وحديثه سحر الأديب المصقعي
فتعثرت دون الاماني الخطا ***والعجز اقعدني وكبل اذرعي
لاجر اذيال الهزيمة بعدما ***اضحت لعيني في المقام الارفعي
حسبي على اهل التعصب والهوى *** منعوا من الامال من لا يمنعِ
ازف الوداع فهل ترى لقصيدتي ***اثراً يسر به الأديب الألمعي
شكراً لهذا الجرح فهو غنيمتي ***ومثابة لفؤادي المتصدعِ
هذا الوداع المر الا انه ***سلوى لاحساسي فقومي ودعي
ان السعادة في الحياة محالة ***الا لقلّب العابدِ المتورعِ