سماحة الشيخ
عبدالعزيز بن باز "رحمه الله"
نسبه :
هو عبدالعزيز بن باز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن باز (أبوعبدالله) ولد في مدينة الرياض في 12/12/1330هـ . نشأ يتيماً بعد وفاة والده عام 1333هـ . فربته والدته فأحسنت تربيته.
طلب العلم صغيراً ، فحفظ القرآن الكريم ، ثم تلقى العلم على يدي كثير من العلماء ، ومنهم (سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ) رحمه الله ، لازمه ملازمة تامة ، وقرأ عليه في أكثر العلوم الشرعية .
كان محافظاً على أداء الشعائر التعبدية ، ملازماً للسنة ، مكثراً من التنقل بالقيام والصيام وقراءة القرآن ، لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى .
من أبرز أخلاقه التي كان يتمتع بها :
حلمه وأناته ، ولينه ورفقه وصبره ، وتواضعه وإيثاره البعد عن الشهرة ، وكرمه وجوده ، حتى أنه انخلع من ماله كلّه من مرة في سبيل الله ، بل كان يقترض ليغيث منكوباً ويواسي فقيراً ، وكان كريماً بجاهه ، لا يتوقف عن الشفاعة لكل من تثبت عنده حاجته .
كان صلباً في دينه ، لا يغضب إلا لله تعالى ، أما لنفسه فلا يغضب ، وإن غضب كظم غيظه ، وعفا عمن أساء إليه .
كان من أقوى الناس ذاكرة ، وأوسعهم علماً ، حتى بر علماء زمانه في الحديث والفقه ، وكثير من علوم الآلة .
أعماله التي تقلدها :
عين قاضياً بالخرج في 25/6/1357هـ . ثم مدرساً في المعهد العلمي بالريـاض في 1/1/1372هـ . ثم مدرساً في كلية الشريعة بالرياض عام 1373هـ . ثـم عـيـن نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 10/4/1381هـ . ثم رئيساً لها في 15/10/1390هـ ثم رئيساً عاماً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في 14/10/1395هـ . ثم مفتياً عام للمملكة العربية السعودية عام 1414هـ .
وكان حين وفاته ، إضافة إلى ما ذكر ، يشغل منصب رئيس هيئة كبار العلماء ، رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء ، رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، ورئيس المجلس العالمي للمسجد ، رئيس المجلس العالمي للمساجد ، رئيس المجمع الفقهي الإسلامي ، عضو المجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي ، عضو المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية ، عضو الهيئة العليا للدعوة ، عضو الصندوق الدائم لتنمية الشبابية .
عمله في اليوم والليلة :
الاستيقاظ في السحر للتهجد ، ثم يؤدي صلاة الفجر في المسجد ، ويجلس للدروس العلمية فيه ، وهي دروس تمتد إلى ثلاث ساعات ثم ينصرف إلى منزله مع ضيوفه لتناول الإفطار ، ثم ينطلق إلى مكتبه ويظل فيه مفتياً ، وموجهاً ، وناصحاً ، ومرشداً ، ثم يؤدي صلاة الظهر في المسجد ، ثم يعود إلى عمله إلى الساعة الثانية والنصف ، ثم ينصرف إلى منزله . ليجد الضيوف بانتظاره ، فيجلس مع ضيوفه ، ويرد على استفساراتهم ، وعلى الهاتف إلى أن يحين وقت الغذاء ، ثم يتناول غداءه مع ضيوفه ثم يعود إلى مجلسه مجيباً على أسئلة المستفتين ،
ثم يذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة هناك ، ثم يلقي درساً ، ثم يعود إلى منزله للراحة . ثم يذهب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب ، ويعود إلى منزله يجيب على أسئلة المستفتين ، ويستقبل الضيوف إلى صلاة العشاء ، ثم ينطل إلى المسجد لأداء صلاة العشاء ، ثم يعود إلى منزله مع بعض الضيوف وطلاب العلم ، ويكون الجلوس معهم بعد العشاء للأمور العلمية غالباً ، ويتناول العشاء مع ضيوفه، ولا يدخل بيته إلا بعد الحادية عشرة.
وكان ، رحمه الله ، حريصاً على عدم الإخلال ببرنامجه اليومي ، إلا لمحاضرة يلقيها ، أو درس يعقده ، أو مناسبة خيرية يحضرها ، وكان يواظب على صوم الاثنين والخميس ، ويقرأ عليه تقرير وكالة الأنباء السعودية كل يوم .
أبرز ماكان يتمتع به من خصال ، إضافة إلى ما ذكر :
اقتفاؤه آثار السلف في جميع ما يأتي ويذر .
عفة لسانه ، فلا يذكر أحداً بسوء ، ولا يرضى ذلك في مجلسه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، ومناصحته للكبير والصغير . سعيه في إنجاز حاجات الفقراء والأيتام ، وأصحاب الديون . حرصه على التعاون على البر والتقوى مع كل المسلمين ، حتى مع من يختلف معهم في بعض الأمور ، واحترامه لأهل العلم، وتبجيله لهم .
حرصهم على الاستفادة من جميع أوقاته أشد من حرص التاجر على ماله.
اهتمامه بقضايا المسلمين في جميع أنحاء الأرض .
وفاته :
توفي يوم الخميس 27/1/1420هـ في مدينة الطائف ، عن زوجتين ، وتسعة أبناء ، أربعة ذكور ، وخمس بنات ، ودفن يوم الجمعة بمكة المكرمة .
رحم الله سماحة الوالد ، وأسكنه فسيح جناته ، وألحقنا وإياه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً آمين
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
منقوول