الصباح مكتظ كعادته بآهات الشتاء
ممتلئ بغضبه والمه و أوجاعه
كل شتاء يزورنا الشتاء غاضبا
ترى ياشتاء
لم تمتلئ عيناك بدموع غزيرة ؟؟؟
لم دائما تحضر باكيا حزينا ؟؟؟
أخبرني يا شتاء ماسرك العظيم
مالذي يوجعك كل تلك السنين ؟؟
أهو حبيب قد غاب
أم فراق عزيز قدطال
أخبرني ما السر وراء ليلك المظلم ؟؟
ما السر وراء دموعك التائه ؟؟
ماذا تخفي في حنيا صدرك البارد ؟؟؟
وما بال شمسك المريضة الحزينة ؟؟
تلك الشمس التي تسترق النظر
من بين تلك الغيوم الثقال
والغيوم مثقلةبالشجن فوق الضحى الباكي
والأزهار الذابلة تدمع مع كل إشراقة صبح جديد
ما بالك ياشتاء ؟؟ إلى إي حد وصل جنونك ؟؟
ما الآه التي أوجعتك كل تلك السنين
مالآه التي تستقر في أعماقك
ياشتاء حالك غريبة عجيبة
فكلما قدمت لأرضنا
سبقتك دموع تملأ الدنيا قاطبة
وإذا ما اشتد وجعك
نسجت كفنا يكفن الأرض والحدائق
وصغير ريحك يلفح وجه طفلة
تقف على شرفة منزلها
الذي كفنه الثلج الأبيض معلنا الأنتصار
طفلة تنتظر غائب ..رحل ولم يعد..
طفلة امتلأت عينيها دموعا
وتجمدت أصابعها الصغيرة
لكن قلبها ينبض بنبض الحياة الحارقة
ياشتاء كم تشبهنني
اسرارك عميقة كعمق الجحيم بصدري
الم تريحك تلك السنوات المكدسة على
أعتاب الماضي ..والحاضر ..و المستقبل
أما كانت كفيلة بمسح حزنك الأبدي
أم أنك تأتي لتذكرني ..بتلك الذكريات القاسية
ربما تأتي لتكفن أحلامي
وتمنع الضياء عن أيامي
وتطفئ شمعة عمري
فتعال ياشتاء
فصقيع أعماقي أشد بردا من بردك
تعال فلدي الكثير من الأحلام
دفنة تحت ثلجك الأبيض
فلم أعد أحتاج للمدافئ والنيران
أريد السلام .. الرحيل
كفني يا شتاء
كفني يا شتاء
وادفني تحت ذاك الثلج الأبيض الطاهر
جمد أقلامي ....بعثر أوراقي بريحك الهوجاء
فلم أعد أستطيع السير على الجليد
ولم تعد تسعفني أعواد الكبريت
فخذني معك وأنت راحل ياشتاء
مللت الأنتظار
بقلم
السراب