إلى متى "نزُف" طفلاتنا إلى "حياة شاذة " ينتهين بسببها إلى أرامل أو مطلقات؛ كحال "أفراح" التي نشرت عكاظ قصتها الجمعة الماضية؛ غدت "مطلقة" وهي في الثالثة عشرة، بعد أن زوجتها أمها بسبب الفقر من "خمسيني" استغل مرض والدها؛ ليمارس ضربه بقسوة؛ وسبحان الله؛ لا تكفي طفولتها لتحصل على الطلاق؛ بل عليها أن تُصاب بكدمات موجعة يوثقها طبيب شرعي!! والمؤلم أن كل كدمة موجعة لجسدها "الطفولي"لم تنل تعويضا في تقدير القاضي سوى "600 ريال" فقط عن كل ضربة نالتها؛ لتخرج من المحكمة بـ"صك طلاق" وسؤال عظيم: من سيعافي جرح جسدها وبراءتها؟! من سيداوي أحلام أنوثتها التي "هتكت لرغبة شاذة" هي اشتهاء طفلة كزوجة؛ بعد تحرير عقد نكاح يبرر "استغلالها الجنسي" كحال كثيرات من الطفلات؛ مقابل حفنة من المال "العفن" أو للتخلص من "عارهن" خوفا من "فلتانهن" ؟!
ودعوني أسأل بصراحة؛ ماذا لو تعرضت طفلة للاغتصاب من مُسن أو رجل بالغ؟! أمر بشع؛ على اعتبار "الاغتصاب" جريمة في حد ذاتها؛ يزيد من فجيعة الجريمة أنها نتجت عن "اشتهاء طفلة" لا تبدو عليها مظاهر الفتنة؛ ولا تدركها بعد؛ ليكون اغتصابها انتهاكا لكل القيم الإنسانية؛ ما يوقع عليه أقسى العقوبات لتصل حد الحرابة تعزيرا!.
والأمر نفسه من البشاعة حين تتم هذه "الممارسة" مرات ومرات بعد "تحرير عقد نكاح" كهل أو رجل بالغ على طفلة؛ وصل جسدها لـ" البلوغ الجنسي" ولم يبلغ عقلها سن "الفراش"؛ ليكون "بلوغها" مبررا "لسفك" دماء عفتها! كما في قضية طفلة بريدة (12 سنة) التي تستغل أمها الآن قضيتها لنيل "مكاسبها" الشخصية؛ بعد أن مارس "أبوها" استغلاله "لبلوغها" كمبرر في بيعها لكهل ثمانيني؛ له ثلاث زوجات قبلها!!
وأتساءل: ما الذي دفع "الكهل" للزواج من طفلة خاصة أنه متزوج بثلاث قبلها؟! هل يطمح وأمثاله إلى بناء "أسرة" فيما هو "رجل في الدنيا ورجل في الآخرة"؟! أم لديه "فحولة" لا تكفيها ثلاث زوجات! فإن كان كذلك؛ لماذا لم يتزوج بثلاثينية أو حتى عشرينية؟! أم إنها الرغبة الشاذة في "اشتهاء طفلة".. مجرد طفلة!
لقد حان الوقت في ظل "عفونة" ضمائر "محارم" لا يخافون الله؛ من "سن قانون" يمنع الزواج من القاصرات، ويُجرم ولي الأمر والزوج والمأذون الذين يعقدون مثل هذا "العقد" لاستغلاله في ممارسة "رغبات شاذة" لا يقبلها ديننا العظيم ولا وعينا الإنساني؛ ويجعلنا أمام القانون الدولي وضمائرنا "منتهكين لحقوق الطفولة"!