رأيته حائراً.. متردداً .. قلقاً .. خائفاً ...
اقتربت منه ، وضعت يدي على رأسه ، انحنيت إليه ، أجلسته بجانبي ، رأيت في عينيه الشيء الكثير ، سألته مالك يا بني ؟؟؟
سقطت دمعة ..!!
توالت دمعات ... تركته قليلاً .. أعدت عليه السؤال مرة أخرى...... ؟ مالك يا بني ؟ ما الذي جرى ؟ ما الذي حدث ؟ ما الذي أصابك ؟
عندها نظر ابني إلي !!!
نطق قائلا : أعتذر إليك يا أبي ؟ بان أفتح لك قلبي وأخبرك بما فيه !!
أبتي : كم أنا محتاج إليك ... لدي حاجات وحاجات أفكر بها .. أتمنى الجلوس معك لكي أخبرك بها ؟ إذا لم تسمعها يا أبي فسوف اخبر غيرك بها ؟.
أبتي : كم أنا مجتاح للجلوس بين يديك ، والحديث مع معك ، فانا أعلم أن لديك الكثير والكثير لكي تعلمني وترشدني ولكن أرى حقي قليل وغيري اخذ الكثير ؟
أبتي : كم تمنيت يا أبي أن أكون أحد زملاءك حتى تقبلني مثلما تقبلهم كلما التقيت بهم ..
أبتي : كم تمنيت أن تمسك بيدي وتأخذني معك للمسجد ، وكم تمنيت أن توصلني لمدرستي مثل أصحابي .
أبتي : كم أنا محتاجٌ لكي تسأل عني في مدرستي ، فكلما فتح باب الفصل ظننته أنت ؟ أتيت لتسأل عني وعن تفوقي .
أبتي : كم أنا محتاج لكي تطلع على دفاتري وكتبي المدرسية وتطلع على نجاحاتي وتفوقي .
أبتي : كم أنا محتاج إليك لكي أتعلم منك ، فحينما يسأل أستاذي عن مسألة ويجيب أحد زملائي أن والده كان السبب في حله ؟ كم تمنيت أن تكون ذلك الأب .؟؟
أبتي : كم انا محتاجٌ لكي آكل معك ، وأتعلم منك كيف آكل وكيف اشرب وكيف أتحدث ..
أبتي : كم أنا محتاج لكي أخرج معك وأتنزه والعب وأمرح وأسبح معك ، فزميلي يقول ويقول ذهبت مع أبي ولعبت مع أبي ووو ، فذهبت أسرح بخيالي فأتمنى أحياناً أن يكون أباه أبي ؟ .
أبتي : كم هو جميل حينما تحضني إليك ، وتمسح بيدك الجميلة على رأسي ، كم أشعر بالأمن والاطمئنان والراحة والثقة بالنفس .
أبتي : كم أنا محتاج لكلمة طيبة منك ، تحفزني وتشجعني بها ، تتقدم بي للأمام ، تخطط معي كي أصبح مثلك مهندساً ..؟
أبتي : كم أشعر بالسعادة حينما تفاجئني بهدية ولو كانت بسيطة فأنت تعلم كم أنا محتاج لرعايتك واهتمامك .
أبتي : كم أنا محتاج للسفر معك وكم تمنيت أن أكون زميلاً لك لكي أسافر معك في كل سنة ؟؟؟
أبتي : كم هي أخطاء أمارسها واحتاج منك أن توجهني فأنت تعلم يا أبي أن المجتمع الذي أعيش فيه مليء بالمتناقضات فأنا أعيش في حيرة من أمري أرجوك يا أبي أن تحاورني ؟؟
أبتي : كم أنا محتاج لكي تحفظني دعاءً أو ذكراً أو أيةً ، أستفيد منها في حياتي وتكون لك رصيداً في حسناتك .
أبتي : كم أنت قدوة لي ، ولكن أحيانا تنسى أو تتناسى يا أبي . فانت قدوة لي مهما كان أمري .
أعتذر منك يا أبي ...!!
أطلت عليك ، لتقرأ ما في نفسي ...!!
أردت يا أبي ان أخبرك بان لك دوراً كبيراً في حياتي ، فهل فهمت دورك يا أبي ..؟؟ !!
د. فواز عثمان السيف