قصة وقصيدة رواها لنا أحد رواة الشعر النبطي المتميزين عن الشاعر الكبير / محمد بن شريِّف الجبرتي السلمي - رحمه الله واسكنه فسيح جناته 00
يقول الرواي : كنا جلوس في مجلس الشاعر / محمد الجبرتي منذ زمن قديم وقام أحد الحضور بسؤاله عن قصته المشهورة مع ذيب حجر ..
فقال رحمه الله : بينما كنت في طريقي إلى بلاد حرب سيراً على الاقدام أدركني الليل في مكانٍ خالٍ من الناس بوادي حجر التابع لقبيلة حرب والذي يقع في منتصف الطريق تقريباً بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وكان الناس يحذرون بعضهم البعض من المرور بهذا الوادي من بعد صلاة العصر حتى طلوع الشمس خوفاً من الذئاب المفترسة التي تنتشرفي كل مكان من هذا الوادي الخالي من الناس ، ويقول لقد ادركت خطورة موقفي عندما بدأت تغيب الشمس وأنا في هذا المكان المخيف وبينما كنت اصلي المغرب سمعت عواء الذئب وحدث ماكنت اخشاه فقد بدأ يقترب من مكان تواجدي حتى تقابلنا وجهاً لوجه وجرت بيني وبينه مناوشات كادت تودي بحياتي لولا لطف الله وعنايته ولم نفترق إلا مع طلوع الشمس وبدء حركة الناس 0
المهم ان الجبرتي لم يكن صيداً سهلاً لهذا الذئب المتوحش الجائع - وهنا سأترككم مع القصيدة التي تحكي تلك المغامرة المثيرة 0
تمنياتي لكم جميعاً بالتوفيق والسداد 00
أنا هيِّـض عليـه طُرقـةٍ لمّْـت بنـا سرحـان
وانا مع درب حِجر اللي يعرفـون العـرب ذيبـه
شبكنا واشتبكنـا فـي الخـلا ماحولنـا عربـان
وكـلٍ مايعـرف اللـي يبـي يخطيـه ويصيبـه
قال:انا حظي كبير اللي جلب لي شاعر السلمان
وانا ماقط شفته ميـر احيـت النـاس تطريبـه
قلت :الا ياذيب قُدمك ذيب ، ذيب مجرد الذرعان
وانا ماني بطفلٍ مع ظـلام الليـل تسـري بـه
معي سكين غداري لهـا جـوف الجـراب لسـان
معبيهـا لسبـع الليـل ذا مـا الله بلانـي بــه
ترى مالـك عشـا باطرافنـا ياذيـب ياسرحـان
لكنـك دوّر اللـي تـقـدره يـاذيـب وتجيـبـه
وانا وايـاه ظلينـا كمـا الفرسـان فـي الميـدان
عيونـه فـي عراقيبـي وعينـي فـي عراقيبـه
نبيع ونشتـري حتـى وصلنـا قريـة العربـان
بعد شاف العرب عوّد وذاك الذيـب عهـدي بـه
واختّْمهـا بذكـر الله وذكـر الله عظيـم الشـان
وانا ضاري بذكر الله نصبـح بـه ونمسـي بـه
منقول