كونفوشيوس (551-479 ق.م) هو فيلسوف وسياسي ومعلم عظيم في فترة الربيع والخريف (770-476 ق.م)، وتشيوفو هي مسقط رأس كونفوشيوس وفيها متحفه الذي عاش فيه هذا الفيلسوف ومارس فيه التعليم. وقد اكتشف في تشيوفو ثلاثة مواقع تاريخية: معبد كونفوشيوس وغابة كونفوشيوس وقصر كونفوشيوس، وأدرجت هذه المواقع الثلاثة في قائمة التراث العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.
تقع مدينة تشيوفو في جنوب غربي مقاطعة شاندونغ، على بعد 135 كيلومترا عن عاصمة المقاطعة مدينة جينان، ومناخ تشيوفو قاري معتدل دافئ متأثر بالرياح الموسمية، الفصول الأربعة واضحة، المطر متوفر نسبيا، الجفاف في الربيع والخريف، المطر كثير في الصيف، الشتاء جاف وبارد وقليل الثلج.
ومدينة تشيوفو، واحدة من المواقع الأثرية التي حددها مجلس الدولة الصيني ضمن الدفعة الأولى التي شملت أربعا وعشرين موقعا وهي مدينة لا تشتهر بتاريخها العريق وكرم أبنائها وأدبهم في التعامل مع الناس فحسب، بل تشتهر بالكمية الكبيرة بها من الآثار الثقافية المكنوزة تحت وفوق أرضها. يوجد فيها 112 موقعا أثريا محميا رئيسيا، 4 مواقع منها على مستوى الدولة، و12 موقعا على مستوى المقاطعة، بينما أدرجت اليونسكو معبد كنفوشيوس وغابته وقصر أسرته التراث التاريخي والثقافي العالمي . منذ زمن بعيد، تعرض تشيوفو أمام العالم قيمتها ومكانتها التاريخيتين والثقافيتين اللتين لا مثيل لهما، فأصبحت مزارا سياحيا تتشوق شعوب العالم إلي زيارته، وميدانا ثقافيا للباحثين الصينيين والأجانب حول كونفوشيوس وأفكاره وفلسفته.
كونفوشيوس :
1- ولد سنة 551 ق.م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu
2- اسمه كونغ وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها ، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف ، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها .
3- ينتسب إلى أسرة عريقة ، فجده كان واليًا على تلك الولاية ، ووالده كان ضابطاً حربياً متميزاً ، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي ، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات .
4- عاش يتيماً ، فعمل في الرعي ، وتزوج في مقتبل عمـره قبل العشرين ، ورزق بولد وبنت ، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب .
5- تلقى علومه الفلسفية على يد أستاذه الفيلسوف لوتسي صاحب النحلة الطـاوية ، حيث إنه يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق ، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها وذلك إحقاقاً للعدل .
6- عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة ، وتكـاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات النجابة والذكاء .
7- تنقل في عدد من الوظائف، فعمل مستشاراً للأمراء والولاة ، وعيّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل ، ووزيراً للعدل ، ورئيساً للوزراء في سنة 496 ق.م حيث أقدم حينـها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعدد من رجال السياسة وأصحاب الشغب ، حتى صارت مقاطعة " لو " نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها .
8- رحل بعد ذلك وتنقل بين كثير من البلدان ، ينصح الحكـام ويرشدهم ، ويتصل بالناس ويبث بينهم تعاليمه ، حاثاً على الأخلاق القومية .
9- أخيراً عاد إلى مقاطعة " لو" فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه ، منكبـًّا على كتب الأقدمين يلخصـها ، ويرتبها ، ويضمنها بعض أفكاره . وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره ، وفقـد كذلك تلميذه المحبّب إليه ( هو وي ) فبكى عليهما بكاءً مرّاً .
10- مات في سنة 479 ق. م بعد أن ترك مذهبًا رسمياً وشعبياً استمر حتى منتصف القرن العشرين الحالي .
صفاته الشخصية :
11 - دمث ، مرح ، مؤدب ، يحب النكتة ، يتأثر لبكاء الآخرين ، يبدو قاسيًا وغليظًا في بعض الأحيان ، طويل ، دقيق في المأكل والملبس والمشرب ، مولع بالقراءة والبحث والتعليم والمعرفة والآداب .
12 - مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخـلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها
13 - خطيب بارع ، ومتكلم مفوّه ، لا يميل إلى الثرثرة ، وعباراته موجـزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم البليغة . 14- لديه شعور ديني ، يحترم الآلهـة التي كانت معبودة في زمانه ، ويواظب على تأدية الشعائر الدينـية ، يتوجه في عباداته إلى الإله الأعظم أو إله السماء ، يصـلي صامتاً ، ويكره أن يرجو الإله النعمـــة أو الغفران ، إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفـراد ، والدين - في نظره - أداة لتحقيق التآلف بين الناس . 15 - كان يغني ، وينشد ، ويعزف الموسيقى ، وقد ترك كتاب الأغاني BooK of Songs كما أنه كان مغرماً بالحفلات والطقوس ، إلى جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة ( الحسـاب ) ودراسة التاريخ .
منقوووووووووول