***
ربى شيخ طالبين في بيته تربية حسنِ الخلق كما عود فعلها وأسكنهما في بيته عدة سنوات يربيهم ويعلمهم القرآن الكريم ودينهم وبعد سنوات مضت، أطلق واحدا منهما لما لاحظ منه من حسن الخلق والعدل، ولكن الواحد الآخر يتساءل ويشتكي لعدة مرات، لماذا يطلق الشيخ صاحبي ولم يطلقني أنا أيضا؟، وجئنا معا هنا في نفس السنة؟ولما سمع الشيخ شكواه من الناس، أراد أن يعرّفه خلقه الذي أمكثه في البيت لحد الآن واختبره وقت الأكل بإناء أدخل فيه عصفورا حيا أغلقه فيه وأرسله واحدا من الاسرة بعد أن أوصاه بإدخاله في غرفة الطالب، وبعد خروج المرسل من الغرفة وبدون تمهل بادر الطالب إليه لفتحه ليكتشف ما بداخل الإناء من وجبة ولم يعرف لأي سبب وُضع الإناء في الغرفة، ثم طار العصور من الإناء وطارده في الغرفة ولكنه فلت ولم يمسكه وبعد فترة وجيزة طلب الشيخ الإتيان بالإناءَ ولما فتحه لاحظ أن العصفور قد طائر وعلم ما علم وتعلم الطالب أيضا بنفسه خلقه الذي أمكثه في البيت ولم يرجع أبدا يشتكي الإطلاق مثل زميله... لأن مرضه النفسي لم يبرأ بعد...
وهكذا كان حال الشيوخ يربون الطلاب في بيوتهم بكل خبرة وذكاء.
***