صبرت ومالذت بهمي إلى الشكوى = ولا قلت يوماً للهوى أنني أهوى
وأخفيته في خافي طال بؤسه = وغربته عن سارق السر والنجوى
وحاولت أن أسلو وأخفي مشاعري = عن الجاهل الواشي فلم تنفع السلوى
وجربت أن أبني من الحب عالماً = فكانت خيول الشر من قوتي أقوى
وفتشت طيات الحياة فلم أجد = سوى نخبة تشكو من الهم والبلوى
وباقي ثنبات الحياة وجدتها = غثاء - على درب العلا لونه - أحوى
فهذا طفيلي وهذا شبيه = وهذاك ذئب يرقب المن والسلوى
وهذاك يمتاح الغدير بدلوه = ويشرب ثلثي الغدير ومايروي
وأكبرهم قد يقبض مضاجعي = بأني قريب في مكاني من العدوى
وشيطانهم لا يترك المكر لحظه = فكم عاقل أردى وكم جاهل أغوى
وهذا مع الأيام شر مبرح = وكارثه كبرى ونازلة قصوى
وليس لمثلى غير شكوى يعيدها = على مسمع الدنيا فهل تنفع الشكوى ؟