علم النفس العسكري
السلام عليكم
نظرا لتحديات كثيرة تواجة الامه الاسلامية من الاعداء سواء في الشرق او الغرب .. . ,
وبما ان هناك ضعف او غياب وعي نفسي عسكري ولتأثرنا بالاعلام و الشائعات وووو الخ
هذا مجهود صغير ارجوا ان يستفاد منه و سيقدم على هيئه فصول . .. . ,,
الفصل الاول :
التربيه العسكريه عند العرب:
لقد اكتسبت الشجاعه عند العرب قبل ضهور الاسلام معانيها من خلال الصفات التي تحلو بها . فقد كان لطبيعة حياتهم الاثر الكبير على ان تكون شخصياتهم من طراز خاص فالصحراء الواسعه قد فرضت على العرب أخلاقا وطباعا خاصه وتقاليد معينه لا زمتهم على مو السنين وصارت لهم رمزا بين الا خرين . ان هذه الطبيعه الخشنه قد اثرت على نفس العربي قوة وصرامه لا يرهبها ولا تتزعزع نفسه امامها . فتراه لا يخاف الليل ولا يرهبه ولا يتعب من السفر ويتحمل كل المشاق في سبيل ذلك .هذا من جهه ومن جهه اخرى لم يكن للعرب قديما قصور محصنه يسكنوها بل كانوا يقيمون في بيوت من الشعر تهزها الريح كلما هبت ويجرفها السيل اذا تدفق وليس لهم حارس سوى سيوفهم وأ سنة رماحهم.
إن العيش في هذه الطبيعه القاصيه قد رسخت في نفس العربي هذه القوه فصار يحس بالخطر قبل قدومه ويعرف عن الطبيعه وأ حوالها مالا يعرف كثير من الناس قي حياتنا الحاضره . لقد علمته هذه الطبيعه الصبر والكفاح ورسخت في نفسه صفات متميزه منها الشجاعه . لقد كانت الشجاعه في بلاد العرب قبل الاسلام تهدف الى المجد القبلي او الفردي وجاء الا سلام موجها لها في سبيل خدمه الامه جمعاء والدفاع عن مبداء شريف ودين كريم فلم تعد القبيله العصبيه الجاهليه هي الحافز للجهاد ولكن الدفاع عن الحق ونصرهة الدين هي الدافع والهدف لقد استند الا سلام الى الأ صول الأ خلاقيه لدى العرب وهذبها ووجهها وجهة خيرة واعتمد عليها في نشر مبادئه كما ان الدعوه الا سلاميه وجدت رجالا خالدين. تعودوا بالصحراء وخيروها بعد ان تشربت ننفوسهم بحب الاسلام حتى امتزجت القوة والشجاعه العربيه بالمثل الأخلا قيه والدينيه
لقد كان الجهاد في سبيل الله يتطلب قوة وشجاعه ولقد اهتم المسلمون بذلك .لقد كان العر ب من المسلمون يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون بالسيف وبالكلمه من اجل نصرةالقيم الرفيعه والمبادى الساميه وإشاعة نور الا يمان والمعرفه بين الأمم والشعوب وذلك استجابة لنداء الخالق((ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)). كما ان الاسلام حث على التدريب وإيتقانه وفي القران الكريم قوله((واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)). والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يحث على التدريب وإيقانه بقوله (( من تعلم القران الكريم ونسيه فليس منا ) ومن تعالم الرمي ونسيه فليس منا ((وكان الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم يدعو المسلمين إلى تعلم الرمي والطعن بالحراب والتفنن بإعمال القتال )) وركوب الخيل والمصارعه وقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ المسجد ميدانيا للتدريب ويذكر ان بعض الا حباش كانوا يلعبون بحرابهم عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل عمر رضي الله عنه فأنكر عليهم لعبهم بالحراب في المسجد فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم((دعهم ياعمر المسجد موضوع لا من جماعة المسلمين فأي عمل من الاعمال يجمع بين منفعة الدين وأهله فهو جائز )).
لقد ضهر من المسلمين الاوائل شباب كانوا يتطوعون لكل مهمة ويتصدرون الصفوف فهذا علي ابن ابي طالب السلام عليه الذي لقب بغزوة أوحد بالفتى الشجاع نضرا لشجاعته وقيل (لا فتى الا علي ).
ومن امثلة الشجاعة عند شباب العرب مادار بين الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبين رافع وسمره أ ثناء الذهاب الى معركة أحد حيث ان سمرة طلب من الى الرسول ان يضمه الى الكتيبه المحاربه فلم يضمة الرسول لصغر سنه فقال له سمره : ( ان السيف لا يقاس بعمر بعمر الفتى ولكنه يقاس بضربة شجاعة). ثم قال يا رسول الله اني اصرع رافعا وهو الذي قبلته بالكتيبه فناداهما الرسول صلى الله عليه وسلم للمصارعه فصرعه سمره فقبله الرسول صلى الله عليه وسلم وضمه الى الكتيبه.
وهذا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما الت اليه الخلافه فاخذت الوفود ترد عليه من جميع انحاء البلاد مهنئه ومستبشره وكان من تلك الوفود وفد من الحجاز وكان فيه صبي صغير يبلغ من العمر 12عاما قام في مجلس الخليفه يتكلم .فقال له الخليفه ليتكلم من هو اكبر منك
سنا فقا ل الصبي أيها الخليفه إن كان المقياس للكفاءه كبر السن ففي مجلسك من احق بالخلافه منك) فتعجب الخليفه عمر بن عبد العزيز من هذا الكلام وأيده على ذلك ثم أذن له بالكلام .
وللمرأه الشابه أيضا دور بارز في مشاركة الرجل في ميادين القتال في الجبه الداخليه ففي معركة بدر كانت عايشه تحمل الماء لتسقي المقاتلين وفي احد كانت فاطمه بنت النبي صلى الله عليه وسلم مع المقاتلين تقوم بالخدمه الطبيه فلما أصيب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المعركه اسرعت ضمد جراحه .فجاءت بقطعة من حصير مصنوع من عسف النخيل وحرقتها واخذت رمادها .ووضعته على الجرح .وهذه صفيه بنت عبد المطلب تشارك في القتال دفاعا عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في معركة أحد وهذه الخنساء ذات الروح المعنويه العاليه والتي تقبلت نبأ استشهاد أولادها الأربعه بصبر وجلد وتقول الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته
التربيه العسكريه في بعض اقطار الوطن العربي:
1- نشأة فكره التدريب العسكري للطلبه في مصر عام 1957وكانت وزاره التربيه والتعليم مسؤله عن الأمور الا داريه فيها ةتشرف وزارة الدفاع علىأمور التدريب العسكري إلا ان هذا التدريب لم يكن بصورة منتظمه وإنما كان يخضع لعوامل التوقف في فترات مختلفه وهنالك كذلك تجربه المدرسه الثانويه العسكريه وقد شملت برامج التدريب للبنين والبنات .
2- وهنالك تجربه اخرى في سوريا حيث يدرب طلبة المدارس الثانويه على برامج عسكريه (نضريه وعمليه) وقد صدر أول نضام للقوه عام 1945غير ان هذه تجربه أيضا كانت تخضع لعوامل التوقف احيانا
3- وفي دولة الامارات العربيه المتحده هنالك تجربة لتدريب الناشئة من عمر 12سنه ضمن برامج مختلفه منها برامج التدريب العسكري
4- فلسطين وبعد احتلال التراب المقدس في فلسطين وتدنيسه من قبل الصهاينه وإنشاء كيانهم عليه .أ خذت منظمات الشباب الفلسطيني داخل الارض المحتلهاو في مكان اخر من ارض الوطن العربي تدرب الناشئه من الفلسطينيينعلى استحدام السلاح.لان الكيان الصهيوني يدرب ناشئته منذ الطفوله المبكره تربيه عسكرية فاشيه وذلك عن طريق منظمات (الجدنا gadna والنحال nahal).
5- إما في العراق فقد اخذت هذه التجربه المدى الاول 1932عندما بداء التدريب العسكري على طلاب الثانويه المركزيه في بغداد واتسعت هذه التجربه بعد ذلك وشرعت عدة انظمه بعد ذلك ومنها نظام1935 ح1939حيث الزم التدريب على جميع طلاب الثانوياتفي العراق وصدر نظام اخرعام 1939وعام1941وعام1954وعام1968
6- وفي السودان هنالك عدد من المنظمات تقوم بإعداد الشباب في بعض جوانب الحياة ومنها التدريب شبه عسكري
التربيه العسكريه في بعض دول العالم
1- في الاتحاد السوفيتي السابق توجد منظمات للشباب(الكمسمول)KOMSOMO أخذت تشجع على التدريب العسكري بين الشباب القادرين حيث ينظم اليها الشباب بين سن 15-28 سنه .وكذلك منظمات اخرى من عمر 10-15 سنه أما الغايه من التدريب العسكري فهي جعل الشباب قادرا على استيعاب برامج التدريب الاوليه التي تعطي للجنود واكتساب الحد الا دنى من المعارف والخبرات الضروريه في احد التخصصات العسكحريه في الجيش وتشمل برامج التدريب فعاليات رياضيه وعسكريه مثل العاب القوى والرمايه ولهبوط بالمضلا ت وغيرها من البرامج الا خرى .
2- وفي كوبا توجد منظمات الشباب الثوري the association of revolutionary youth :
التي تاخذ على عاتقها الاهتمام بالشباب ومنها الجانب العسكري وتوجد كذلك
السلام عليكم
الفصــل الثاني :
1- اهمية علم النفس في ميادين الحياة
2- علم النفس في المجال العسكري
3- التطور التاريخي لنشاة علم النفس العسكري
اهمية علم النفس
لقد اصبح ( علم النفس psychology ) اليوم يحتل مركزا متقدما في الكثير من المجتمعات واصبحت هذه المجتمعات بحاجة ماسة له , حيث اصبحت عملية الاستغناء عنة عملية صعبة وخطيرة لان الكثير من المجتمعات صارت في عصر تزداد فية الضغوط الذهنية وتقوي فية التوترات النفسية , ويرفع طموح الناس , ويتطلعون الى مستويات اعلى . كما ان طبيعة التقدم العلمي والتكنلوجي , تلقي اعباء ثقيلة على عقلية الافراد , كذلك الحياة الاجتماعية تاثرت بالتعقيد والتشابك , الامر الذي يجعل من الصعوبة بمكان ان يتكيف الفرد لبعض المواقف احيانا وان يشعر بارضاء والسعادة .
ولقد اصبح من الامور المعروفة اليوم انة كلما زاد تعقد الحضارة الانسانية زادت حاجة الفرد الى الرعاية النفسية لذا اصبح المجتمع بحاجة ماسة الى علم النفس , لا بل اصبح كل شخص منا بحاجة الية بصورة مباشرة او غير مباشرة لان مشكلات الحياة اليومية والمواقف المختلفة التي تواجهنا تفرض علينا ذلك . كما ان للعلم (لعلم النفس ) مهمة اخرى فهو لا يقتصر على تقديم المساعدة للمرضى فقط واصحاب الازمات النفسية كما هو معروف عند بعض الناس بل يقدم المساعدة للاسوياء من الناس ايضا : لذا فان التوجية والارشاد التربوي والمهني واساليب التدريب والادارة والقيادة ومجال العلاقات الانسانية , كلها تقوم على اسس نفسية من هنا امتد ميدان علم النفس واتسع نشاطة بحيث اصبح يشمل مظاهر الحياة العصرية تقريبا وبهذا فقد تعددت ميادين علم النفس النظرية منها والتطبيقة .
وقد صار الاهتمام بالانسان ودوافعة وميولة وبناء شخصيتة سمة بارزة يتسم بها علم النفس فالطفل الصغير مثلا بحاجة الى الرعاية النفسية والمعاملة القائمة على الفهم , كذلك طلبة المدارس على مختلف مراحلها الدراسية , والعمال في معاملهم وكل العاملين في الدوائر الاخرى وكذلك الجنود في وحداتهم العسكرية . لذاء فهم بحاجة الى الرعاية النفسية والى المحافظات على عقولهم كالمحافظة على اجسادهم وجعلهم دائما في حالة نفسية جيدة بحيث تكون مردودات اعمالهم ايجابية وفعالة
ان الحياة العقلية السليمة مهمة وضرورية لكل واحد منا لذا يحاول كل منا ان _ يتجنب الاضرار بها , من هنا فقد اعتبر علم النفس من اعلوم التي تسعى الى سعادة الانسان وتسعى الى _كشف الحقيقة وتفسير الظواهر النفسية ومعرفة الاسباب .
ووضع النظريات والقوانيين التي تفسر هذة الظواهر . ويمكن ان نجمل تعريفا لعلم النفس هو (( الدراسة العلمية لسلوك الانسان من حيث توافقة او عدم توافقة مع البيئة من خلال نشاطاتة الحركية والعقلية والانفعالية منذ بدء تكوينة وخلال طفولتة ومراهقتة واكتمال نضجة الى نهاية حياتة )).
اهداف علم النفس العسكري
1- تهيئة كوادر متخصصة في مختلف الميادين العسكرية لسد الحاجة النفسية فيها.
2- القيام بابحاث ودراسات نفسية تخص الميادين العسكرية.
3- نشر الثقافة والمعرفة النفسية بين الطلبة التي تخص الميدان العسكري.
4- استيعاب مفاهيم علم انفس العسكري والتطورات الجارية في الميدان.
5- ترجمة الموضوعات النظرية الى تطبيق في الميدان العسكري .
6- استخدام وسائل علم النفس كالاختبارات والمقاييس وطرق التجريب استخداماً خلاقا في الميدان العسكري .
7- استيعاب وفهم العلاقات الانسانية ودراسة الشخصية العسكرية والقيادة والحرب النفسية
8- التعرف على الاسس النفسيةفي رعاية المعوقين وتاهيلهم وتاهيل اسرى الحرب .
9- التعرف على الامراض النفسية الناتجةعن الحروب .
10- الاستفادة من البارا سايكولوجي في الميادين العسكرية .
علم النفس في المجال العسكري
ان لعلم النفس وظيفة مهمة في القوات المسلحة , وذلك من خلال تنوع الاعمال في مختلف الوحدات العسكرية , مثلما تتنوع الاعمال في المعامل والمؤسسات الاخرى ,وتتطلب وحدات الجيش المختلفة قدرات واستعدادات مختلفة ومثال على ذلك , صنف المشاة يختلف عن صنف المدفعية او صنف التروع او القوة الجوية او البحرية .. الخ , وذلك بسبب المواصفات
والقدرات التي يتطلبها كل صنف من هذه الصنوف ولو دققنا النظر اكثر لوجدنا في الصنف الواحد تنوعا في الاعمال , وهذا التنوع في العمل يحتاج الى قدرات تختلف من فرد الى اخر .
واليوم تحاول المؤسسات العسكرية ان تستفيد من خبرة علماء النفس بالتعاون مع الاطباء والخبراء العسكريين بالجواب الاتية :-
1- الاسهام في تخطيط احسن الوسائل لتدريب وتاهيل الجنود .
2- محاولة تصميم الالات الحربية ومعداتها طبقا لمبادىء الهندسة البشرية .
3- الاسهام في تهيئة احسن الظروف التي تساعد على رفع الروح المنعوية للعسكريين والمدنيين .
4- فرز المجندين وتوزيعهم على الوحدات المختلفة تبعا لما تتطلبة هذا الوحدات من قدرات واستعدادات حول الذكاء والقدرة العقلية وسلامة الحواس .
5- الاسهام في علاج المشكلات النفسية والاجتماعية للعسكريين .
6- دراسة السلوك الاجتماعي للافراد داخل الوحدة العسكرية .
7- دراسة احسن الاساليب التي تودي الى اكتساب الجندي للاساليب السلوكية الجديدة التي يجب ان يوديها من خلال وجودة ضمن المؤسسة العسكرية .
8- دراسة اساليب التكيف الجديدة للجندي من خلال انتقالة من الحياة المدنية الى الحياة العسكرية .
9- الاهتمام بدراسة مجال القيادة حسب تسلسلها من الميدان العسكري.
10- دراسات اساليب الحرب النفسية من اشاعات ودعايات من خلا تصميمها او تحليلها والرد عليها , وسبل تحصين الجنود والاخرين منها .
11- دراسة الشخصية المرضية التي تنتج عن الظروف الغير الطبيعية .
12- استخدام الاختبارات ووسائل القياس الاخرى لتعيين بعض الافراد للمهمات الخاصة .
13- الاهتمام بالمشكلات السيكلوجية المتعلقة باستخدام الحواس وخاصة البصر والسمع في ميدان القتال .
14- المشكلات النفسية المتعلقة بالطيران واختيار الطيارين.
15- توجية الجنود لحياة مدنية سعيدة بعد انهاء الحرب او الخدمة العسكرية الظيلة .
اذا فان الحاجة ماسة الى خدمات علماء النفس في الميدان العسكري وبالاخص في اوقات الحروب حيث تشتد الحاجة اكثر لخبراتهم وخاصة في مجالات الحرب النفسية وباشكالها واساليبها
كافة وكذلك في مجال الروح المعنوية الدفاعية والهجومية والاثار النفسية التي تتركهاالحروب على نفسية المقاتلين او المدنين, ودراسة مشكلات الهروب من الخدمة العسكرية خاصة اثناء المعارك وغيرها من الامور الاخرى التي تتطلبها المؤسسة العسكرية.
نبذة تاريخية مختصرة عن علم النفس العسكري :
يعتقد بعض المورخين بان ميلاد علم النفس الحديث على يد العالم
(فونت wun) حيث يعتبر عام 1879 هو العالم الذي انشا فية (فونت)اول مختبر حديث لعلم النفس ,(وفونت) هذا فيلسوف وعالم فسيولوجيا وعالم نفس اعتقد بعد دراستة للاحساسات المختلفة . انة جاء الوقت الذي يعلن فية ميلاد علم النفس الحديث من خلال انفصالة عن الفلسفة والفسيولوجيا . فاسس مختبرة في مدينة لايبزج leibzig ومن خلال الحرب العالمية الاولى 1914 استحدثت استحدثت في الولايات المتحدة الامريكية اختبارات للذكاء تطبق على المجندين , ومعنى هذا ان علم الناس بمعناة الحديث قد بدء بخدمة الجيش وهو لم يكد يبلغ الخامسة والثلاثين من عمرة وهي مدة تعتبر قصيرة جدا في تاريخ اعلوم والمعارف .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عام1918 ,كان علم النفس العسكري قد خطى خطوات متقدمة في الجيش الامريكي ولكن البحث قد توقف بانتهاء الحرب وعاد علماء النفس الى جامعاتهم .
وكتب احد العلماء نتيجة لهذا التوقف ما يلي :-
(ان الخطر الحربي في سنوات السلام القليلة القادمة يكمن في تناقص عدد الضباط القادرين على القيام باعباء الابحاث
النفسية من بعد مرور من حيث توقفنا بعدما انقضت الازمة , الحالية , واخشى ان تبد الامة اخرى في الابحاث النفسية من حيث توقفنا بعدما انقضت الازمة , وقد تستطيع هذة الامة اقامة علم نفس حربي سليم يكون اشد فتكا من اضخم المدافع , لذلك لان مجهودنا مهما كانت قيمتها وامتيازا انما انما هي البدايات الاولى)
وقد حدث هذا فعلا اذ اتخذ الالمان الوسائل العلمية النفسية لاقامة جيش قوي فقط ولكن لتعبئة الالمان الى دراسات عميقة لكثير من الظواهر النفسية والاجتماعية وخاصة ما يتعلق منها بفن القيادة( السياسة والعسكرية ) والروح المعنوية (المدنية والعسكرية ) وسيكولوجية القتال والدعاية وكذلك وضعت لكل صف من قواتها قسم للخدمة الفنية , وكان البحث النفسي يتناول موضوعات كثيرة منها :
1- الروح المعنوية الدفاعية DEFENSIVE Morals
2- ألروح المعنوية الهجومية Offensive Morals
وهناك ابحاث فرعية شملت التعبئة , ومفهوم القيادة وتحليل اعمال الجيش وخدماتة وانتقاء الشخصيات وسيكولوجية الحياة العسكرية والعلاقات بين الضابط والجنود , والحنين الى الاهل والانتحار , والجنس , ومعاملة الشواذ , والجبن , والديانة ,والعقائد وكذلك ابحاث تتعلق بالقتال وما ينتج عنها من ظواهر نفسية (العدوان الروح المعنوية, الخوف ,انتشار الشائعات الكاذبة , المفاجاة , انتظار الهجوم , الرعب , التسليم )
ومن خلال هذا السرد نستنتج ان الاهتمام انصب على هذة الابحاث بشكل فعال واساسي وبعد ذلك انتشر ميدان الابحاث النفسية التي تتعلق بالجانب العسكري بشكل كبير في الكثير من الدول التي بعدما اعتقدت باهمية هذا العلم في المؤسسة العسكرية .
ويعتبر (بارنلت bartlett ) 1926 اول من تناول بالبحث سيكولوجية الضبط والربط والروح المعنوية وعن دلالة التغيير الاجتماعي الذي يحدث بانتقال الفرد من المحيط المدني الي المحيط العسكري فقد تناولت بالبحث مسالة العقاب كوسيلة لاقامة الضبط والربط وحسن الانتظام العسكري . وبعد قيام الحرب العالمية الثانية بدء مجلس الابحاث الاجتماعية للجندي الامريكي
, وقداشرف على هذة الدراسة نخبة من العلماء هم : صمويل , وستوفر , وستشمان , وديفيني , وروبين . وتناولت ابحاثهم اختلاف مستوى نجاح توافق الافراد باختلاف اصولهم الشخصية واختلاف الخبرات التي اكتسبوها عند خدمتهم في الجيش كما تناولت تاثر تناول الجندي بترقيتة ومدى رضانة عن عملة وبنوع اتجاهاتة النفسية تجاة القيادة العسكرية .
وقد قام الاطباء بدراسة حالات الانحراف السلوكي في الجيش الامريكي وقد شكلت الدراسات (الهروب من الخدمة ,التمارض , السكر الشديد والجنسية المثلية , وادمان المخدرات ) كما تناولت المشكلات الانفعالية التي تتعلق بالتدريب والانتقاء والتعبية واتمام الخدمة العسكرية والعودة الى الحياة المدنية
وقام شيبليyومعة مجموعة من علماء النفس بتصميم ( الاستبيان اتلشخصي Personal Inventory ) للاتزان الانفعالي .
واختبار كورنل Cornall لانتقاء حالات الاضطراب الانفعالي , وهكذا تولت الابحاث في هذا الميدان الجديد .
اضافة لما تقدم , وفيما يخص مجال رجال الجيش الامريكي خلال الحرب العلمية الثانية هذة النتائج باسهاب في اربعة مجلدات كبيرة نشرت نشرت في سنة 1949 وسنة 1950 بالعنوان العام الأتي : (( دراسات في علم النفس الاجتماعي خلال الحرب العالميه الثانيه )) وفيما يلي عنوان كل كتاب على حدة :
1- الجندي الأمريكي ــــ التكيف في الحياه العسكرية .
Samuel A . Sotuffer and others : the American Soldier Adjustment During ARMY life
3- الجندي الامريكي ــــ القتال وعواقبه .
The american Soldier Combat and its Aftermath
3- تجارب في عمليه الاتصال الجمهور .
G.l.Howvland A.A. Lumsdaine F . D . Sheffeld : EXPERIMENTS On Mass Communication
4- القياس والتنبؤ .
S . A . Stouffer and others : Measurement and predication
هذا المجهود العملي الجماعي في مجال علم النفس الاجتماعي هو الاول من نوعه من حيث سعه نطاقه وعدد المساهمين فيه من علماء ومستشارين وفنيين واداريين من المدنيين والعسكريين . وأشرفت على المشروع لجنة خاصة من مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية . وقام بجمع البيانات واجراء التجارب والملاحظات فرع الابحاث التابع لقسم الاستعلامات والتربية بوزرة الحرب . وبلغ عدد مؤلفي الاجراء الاربعه خمسه عشر عالما وعدد اعضاء هيئه البحث 134.
وقد مر هذا المشروع العلمي الجبار بمرحلتين : مرحله إجراء الأبحاث الاستطلاعية لاتجاهات الجنود وجمع الببانات ، ثم مرحله تنظيم هذه البيانات وتنسيقها وتحليلها وتأويلها والتي انتهت بنشر الكتب الأربعة ، وقد قام بتنفيذ المرحلة الأولى فرع الأبحاث ـــ Research Branch التابع لوزارة الحربيه بالاشتراك مع فرع التصنيف والتوزيع التابع لرئيس أركان حرب الجيش . ومهمة فرغ التصنيف والتوزيع وضع مختلف الاختبارات والاقيسة السيكولوجية لاختبار الجنود وتوجيهها مع مراعاة التوفيق بين جدول توزيع القدرات وجدول احتياجات مختللف أسلحه الجيش .
ومهمه فرع الأبحاث مهمة عملية في جوهرها تدخل في نطاق مايعرف بالهندسية البشرية أو الهندسية الاجتماعية . فهو مكلف باستطلاع اتجاهات الجنود بالنسبة إلى مختلف المشكلات التي نشأت عن حركه ازدياد عدد رجال الجيش بسرعة وبمقادير ضخمه لمواجهه مقتضيات الحرب العالمية الثانية وخاصة الخدمة العسكرية فيما وراء البحار من اقصى المحيط الى ميادين القتال في اوربا وافريقيا .
ففي يونيو 1940 كان الجيش الامريكي مكونا من الجنود النظاميين المحترفين ويبلغ عددهم حوالي مأئتين وسبعين الفا بما فيهم حوالي سبعة عشر الفا من الضباط وارتفع هذا العدد بعد سنة إلى مليون ونصف واطرد في الزياده حتى بلغ في يوينو 1954 ثمانية ملايين ومائتين وسبعين الفا بما فيهم سبعمائة وثالثه وسبعون الفا من الضباط
وكانت المشكلة الرئيسية التي واجهت السلطات العسكرية العليا مدى تكيف المجندين من المدنيين مع النظم العسكرية الصارمة ومدى توافقهم مع ضباط الصف النظاميين الذين قامو بتعلم المجنديين المدنين وبين الاخرين نسبة كبيرة تفوق بمستواها الثقافي والاقتصادي مجموعة المعلمين العسكريين ذلك هو البحث الاستطلاعي الاول الذي اجراها فرع الابحاث سنة 1971 في احدى الوية الجيش .
ثم تعاقبت الابحاث في شتى الموضوعات وفي مختلف مراكز الجيش في الولايات المتحدة وفيما وراء البحار حتى بلغ عندها 243 بحثا اجرى الاخير منها عام 1945 في جزر الفلبين وكان موضوعة اتجاهات الجنود ازاء الامراض الزهرية .
ومن اهم الموضوعات التي تناولتها هذة البحوث الاستطلاعية موضوعات الحالة الصحية والعناية الطبية , والخدمة في المستشفيات العسكرية من ضبط وربط ومناهج التعليم والتدريب والحاجة الى رفع المستوى التعليمي , ومقدار الرضاء عن نوع العمل المخصص لكل جندي نظام الترقيات , ونظام الاجازات ونظام الاستبدال واوقات الفراغ , وبرامج الراديو واثر الافلامالتعليمية والافلام التلقينية والجرائد والمجلات الدعاية وموقف الجيش الامريكي من جيوش الحلفاء , موقفة من الانجليز ومن الاعداء ومن اليابانيين خاصة ومن الحزب عامة ومن المدنيين , وموقف الجنود من النساء المتطوعات واتجاهات المتطوعات وموقف الجنود البيض من الزنوج واتجاهات المجندين من الزنوج واتجاهات رجال السلاح الجوي ودراسات سوسيومترية , ومشكلات التسريح , ومشكلات اعادة التكيف للحياة المدنية , ومشكلات تاهيل مشوهي الحرب .... الخ
ولكن يمكن القول ان الجيش الامريكي استفاد الى حد كبير من نتائج الابحاث الذي قام بها فرع الابحاث لاستطلاع الاتجاهات وقياسها , كما سبق لة في الحرب العالمية الاولى استفادة من مساهمة علماء النفس في تطبيق الاختبارات لقياس الذكاء والقدرات .
تلك هي المرحلة الاولى المطبوعة بطابع عملي غير انة يجب ان تقول ان جميع التطبيقات التي عملت كانت مسبوقة بدراسة وافية لتكوين العينات بحيث تكون صادقة التمثيل والاعداد الاسءلة حتى يكون سلم تقدير الاتجاهات قائما على اسس سليمة من حيث الدقة والوضوح والتميز بين المتغيرات لكي تضمن القسط الازم من الصدق والصحة والدلالة الاحصائية من النتائج التي نتواصل اليها اما المرحلة الثانية وهي المرحلة العلمية البحثة التي ادت الى تنظيم البيانات وتحليلها وتاويلها فقد قامت بتنفيذها لجنة خاصة تابعة لمجلس الابحاث في العلوم الاجتماعية الذي انشى عام 1923 والذي يضم هيئات علمية من الانثروبولوجيا والاقتصاد والتاريخ والعلوم السياسية وعلم النفس والاجتماع والاحصاء .
ومما يجب المبادرة اللا ذكرة بصدد هذا المجهود العلمي ان العلماء الذين ساهموا فية محسين احساسا واضحا بقصور نظريات علم النفس الاجتماعي عن ان تقدم احداها دون الاخرىتفسيرا شاملا للمظاهر السيكولوجية الاجتماعية التي اسفرت عنها هذة الابحاث فاستعانوا باكثر المفاهيم العلمية ملاءمة لطبيعة الظاهرة النفسية الاجتماعيةوتعقدها كما انهم اصطنعوا بعض المفاهيم اللجديدة كمفهوم الحرمان النسبي Relatve Deprivation ومفهوم البناء الكامنLatent Structure
تفسير الاتجاهات التي تنشا عن تداخل عدد كبير من المتغيرات .
وبما ان الوسائل السيكولوجية لقياس الاتجاهات لم تتقدم كثيرا منذ ابحاث ثيرستون عام 1927 فقد اضطروا الى ابتكار وسائل جديدة لزيادة الاقيسة دقة وزيادة القيمة التنبيئية لنتائجها .
اما فيما يهتم باخص التيارات النظرية التي اثرت في مولفي هذا الكتب فيمكن ارجاعها الى اربعة تيارات الاول هو مايمكن تسميتة بعلم النفس الديناميكي الذي يقوم خاصة على الدراسات الاكلينيكية لاضطرابات الشخصية وانحرافاتها ويكشف عن العوامل اللاشعورية التي تتضمن الدوافع الفعلية العميقة للسلوك الظاهري . والعمليات الدفاعية اللاشعورية التي درسها التحليل النفسي والتي استخدمها علم النفس الاحتماعي في تفسير كثير من اتجاهات الاشخاص والعلاقات القائمة بينهم .
والنيار الثاني يمثل في الدراسات التي بداها بافلوف والتي ادت بعد عدة تظورات الى اقامة نظرية التعلم على اسس تجريبية . وقد اسفر تطبيق هذه النظرية على تكوين المعتقدات والاتجاهات وتطورها على نتائج قيمة فضلا عما اكتسبة علماء النفس الاجتماعيون من روح عملية تجريبية جعلتهم حريصين على البحث على البرهان التجريبي لما يقدمونة من تفسير وتاويل
ــ اما التيار الثالث فهو مشتق خاصتا من دراسات الانثروبولوجيا الاجتماعية أي دراسات الشعوب البدائية والجماعات مدى قابلية الطبيعة البشرية للتشكل بانماط مختلفة من المعتقدات والعادات .
وقد اتضح ان الفروق القائمة بين الجماعات المختلفة اكثر من الفروق التي نشاهدها داخل جماعة واحدة . ومن الحقائق الهامة التي تمخضت عنها دراسات علماء الاجتماع وفي آن واحد سواء كانت هذة الاثار متناسقة او متناثرة , ثم ما هو خاص بالطبقات الاجتماعية وفي ان واحد مدى قابلية هذا النظام الطبقي للتغير والتعديل . وتحليل الدور الاجتماعي او الادوار الاجتماعية او الادوار الاجتماعية التي يتحتم على الشخص القيام بها يسمح لنا بفهم طبيعة التوترات التي تتنازع الافراد تحت الضغط المفروض عليهم لكي يتمثلوا القيم الجمعية التي كثيرا تكون متعارضة .
واخيرا هنالك اتجاة رابع لاينصب على دراسة الفرد من حيث هو عضو في مجتمع بل على المجتمع من حيث هو نظام قابل للتغير والتطور وخاضع في تطورة لقوانين عامة استخلصها علماء الاجتماع من الحقائق التي يقدمها مؤرخوا الشعوب والحضارات , فالوقائع الاجتماعية يمكن دراستها من حد ذاتها دون الرجوع الى الافراد مثل النظم والعادات والتقاليد , فالقانون الاجتماعي العام الذي يقول بان التوترات الاجتماعية تنشا حين تتفاوت سرعة عمليات التطور في نواحي متعددة من المجال الحضاري يمكن تطبيقة بنجاح على ما حدث في الجيش
الامريكي عندما اضطر الى مواجهة مقتضيات الحرب الحديثة .
وفي انجلترا اقتصرت بعض الابحاث على استقصاء حالات الاضطراب الانفعالي واستبعادها منذ البداية من الوصول الى جبهات الوصال . وعلى الرغم من ان هذا وصلت الى تحديد بعض العوامل الهامة التي توثر على توافق الجندي مع النظام العسكري الا ان تفسيراتها ظلت في المستوى الذي يتضمن الانتقاء او الاستبعاد او العلاج , وبذلك اغفلت هذة الابحاث الصورة المبدئية للمشكلة وهي الصورة التي يمكن ان نبينها كما يلي :-
وهي انتقال مجموعة كبيرة من الشخصيات المختلفة من اصولها وانماطها من الحياة المدنية الى الحياةالعسكرية . ومن خلال هذا الانتقال تتعرض الى تغير مباشر في المحيط الاجتماعي ذات صور مخالفةلما هو معهود في الحياة المدنية , وتتضمن موثرات مستمرة تتناول هذة الشخصيات بلون معين من التنشئة الاجتماعية وتهدف الى تغيرها الى صورة نمطية واحدة هي الصورة العسكرية.
الفرق بين علم النفس العسكري وعلم النفس الحربي :-
تعتبر المعركة او الحرب ساعة من ساعات عمل الجنود لغرض خوض هذه المعركة او الحرب ..... اذا فان علم النفس الحربي نقصد بة دراسات الحالة او الظواهر النفسية التي تحدث للجنود اثناء الحرب فقط .
اما علم النفس العسكري فنقصد بة دراسه الظواهر النفسية ايم السلم زائد ايام الحرب ويمكن تحديد تعريف واضح ومفهوم لعلم النفس العسكري او الحرب بما يلي :-
( هو احد فروع علم النفس التطبيقية يدرس الظواهر النفسية في الحياة العسكرية بصورة عامة وفي ساحات المعارك بصورة خاصة )
السلام عليكم
الفصــل الثالـــــــــــث :
1- الحياة العسكريه
2- التكيف للحياة العسكرية
الحياة العسكرية :-
ان الشجاعة وحدها في الميدان العسكري لا تفي بالغرض المطلوب اذا لم تصاحبها المقدرة والخبرة على استعمال السلاح . ان اسلحة اليوم قد تنوعت واصبحت في غاية التعقيد وهذا يتطلب فرز المتجندين الذين يوهلون لهذه الانواع من الاسلحة فبندقية اليوم تختلف عن بندقية الامس , لكونها اصبحت باشكال مختلفة ومتعددة من بنادق عادية الى بنادق الية وصاروخية وهذا ينسحب على الانواع الاخرى من الاسلحة , كالمدافع , والدبابات , والطائرات .... الخ
فالبدايات الاولى تشير الى ظهور نماذج بسيطة من الاسلحة كان الانسان يستخدمها قديما ابتداء من الاسلحة الخفيفة والتي تستخدم في الدفاع والهجوم ومنها الرمح والحربة ,والخنجر , والسيف والفاس , وهي من الاسلحة التي تستخدم في الاشتباك القريب وانواع اخرى من مثل القوس , ويستخدم كسلاح يسند عملية التقدم للمقاتلين .
وقد تنوعت الاسلحة والتجهيزات وتطورت بتطور وسائل التكنولوجيا الحديثة المختلفة فلم يعد مكان لاسلحة الامس في يومنا اهذا وانما صنعت وسائل عسكرية مدمرة فقد تم تصنيع البنادق الاوتوماتيكيةوالرشاشات والقاذفات والدبابات والمداف البعيدة المدى والطائرات والصواريخ والاسلحة الكيمياوية المختلفة . ان هذا التطور في ميدان التصنيع العسكري , وخاصة في ميدان الاسلحة لة اضرار كبيرة , لذلك تحاول الدولة جاهدة التوقي من الاخطار الاسلحة النووية المدمرة وذلك من خلال ابتكار افضل الاساليب لمواجهة حالات الدمار الشامل .
وعلى سبيل المثال فان سويسرا قامت بتوفير اماكن امنة تحت الارض لــــــ
80% من مجموع سكانها فقدت شيدت 90 كيلو متر من الحصون تحت الارض تضم المستشفيات واماكن النوم والمدارس والمكتبات والمخازن وغير ذلك فالمستشفى الواحد يضم 500 سرير مفروش ليس بداخلة مرضى وليس لة نوافذ وانما اغلق بأبواب مصفحة ويدخل شخص مرة كل شهرين للتاكد من سلامة المعدات وصحة عملها وان هذه المستشفى اقيمت تحت الارض بعمق 12 مترا وعلى سبيل الحيطة يجري كل سنتين تشييد مستشفى تحت الارض مجهز بالوسائل المضادة لاي حرب نووبة او جرثومية او كمياوية والشكل (11) يوضح جانبا من هذة الاستعدادات لحماية السكان من اخطار وتاثير الاسلحة النووية.
ومن خلال ما تقدم يمكن القول ان المؤسسسة العسكرية بما فيها من تكنولوجيا حديثة تتطلب مهارات وشخصيات مختلفة اصبحت هذة الموسسة تعتمد على ركنيين اساسيين هما( الجندي والسلاح ) فلا السلاح يعمل لوحدة و ولا الجندي قادر ان يفعل شيا دون السلاح . لذلك فان الافراد يختلفون فيما بينهم في مجال الاتزان الانفعالي وفي حسن استعمالهم للبصر واليدين والتازر الحركي وثبت بالدليل لدى مختلف القيادات ان اداء الاسلحة الالية لوظائفها يتفاوت في جودتة بتفاوت القائمين على ادارتها وحسن استخدامهم لها .
لذا يمكن القول ان طبيعة الحياة العسكرية تختلف عن طبيعة الحياة المدنية فهي حياة ذات طابع معين , وهذا متات من طبيعة العسكري وطبيعة المهمات التي تقوم بها المؤسسة العسكرية وتتميز هذة المؤسسة ببعض الخصائص منها :
1- انها منطقة مسيطرة تتطلب من اعضائها اطاعة شبة مطلقة .
2- وجود التمايز الشديد بين مختلف الرتب ومن خلال هذة الرتب يتم تحديد الواجبات والحقوق والوظائف فلا نجد مثلا شخصين داخل المؤسسة العسكرية بنفس التبة وفي نفس الموقع فالتسلسل على اساس الرتبة والقدم والمنصب ابتداء من الجندي وصعودا الى اعلى الرتب .
3- وجود التقاليد والانظمة العسكرية التي تختلف عن تقاليد معظم المنظمات المدنية والتي نتجتة الى تحديد فردية العضو وعدم السماح لها بالانطلاق حسب طبيعتها ويترتب على ذلك نوع من السلوك العسكري (محمد,1959,ص: 31).
من هنا نستنتج ان الحياة العسكرية بما تميز بة من ضبط وخشونة تحاول خلالهذا الضبط ان تحول الفرد من حياتة المدنية الى حياتة الجديدة ( الحياة العسكرية ) . ان عمليات الضغط التي يواجهها بعض الافراد من خلال التحاقهم بالخدمة العسكرية قد تعرضهم الى فقدان الاتزان الانفعالي واضطراب الشخصية , كما ان هذا الضغط وهذة الصرامة قد تبلغ اشدها في ايام المعارك حينما تتطلب من الجندي ان يمتثل للاوامر التي تصدر الية ويطبقها , ففي وقت المعارك تبرز صور الجندية الحقة بين الثبات والتضحية من اجل المبادى والوطن او الفرار من ساحة المعركة طلبا للامن والبقاء وفي هذة الحالة تلاحقة مدى الزمن ان لم يتعرض للعقوبات العسكرية .
فالحياة العسكرية تحتاج الى شخصية ذات ارادة قوية وشخصية منضبطة . لان من اسس النجاح في الحياة العسكرية الشخصية المتزنة المنضبطة .
التكيف للحياة العسكريةAdjustment to military life
ان التحاق اعداد كبيرة من الافراد من الحياة المدنية الى الحياة العسكرية , قد يعرض بعضهم الى مواجهة مواقف حياتية لم يالفوها سابقا ولا يتمكنون من مواجهتها بشكل سليم مما يؤثر ذلك على تكيفهم من الاخرين فالعسكري الجديد قد يحاول ان يعبر عن حاجاتة للمساعدة لما يواجهة من مواقف صعبة في هذه الحياة الجديدة , او قد تخلق لة مشكلات مختلفة .... من خلال التحاقة بالخدمة العسكرية . والعسكري الجديد يحاول ازاء هذةالحالة ان يتعرف على نمط حياتة الجديدة من خلال وجودة كفرد
مـــــنـــــقــــــووووووووول