أعلن نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان في لقاء صحفي عقده اليوم في حاضرة الدمام اكتشاف قرية أثرية تعود لفترة صدر الإسلام تتكون من مجموع منازل يقدر عددها حتى الآن بـ 20 منزلاً، وتحوي غرفا ووحدات سكنية قائمة عثر فيها على قطع من الفخار والخزف والزجاج والحجر الصابوني والقطع المعدنية التي يمكن إرجاعها للقرنين الأول والثاني الهجري.
وأوضح الدكتور الغبان أن هذه الحفرية تعد أحد مشاريع التنقيب الأثري التي تقوم بها الهيئة حاليا في عدد من مناطق المملكة بمتابعة واهتمام من سمو رئيس الهيئة , مشيرا إلى أن أعمال التنقيب في هذا الموقع بدأت قبل حوالي شهرين من خلال فريق سعودي مؤهل من مكتب الآثار بالمنطقة الشرقية بإشراف ومتابعة من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة.
ولفت الدكتور الغبان النظر إلى أنه قد تم اكتشاف الموقع لأول مرّة بتاريخ 24/2/1397هـ الموافق 12/8/1977م خلال أعمال المسح التي نفذتها وكالة الآثار والمتاحف، وأخذ رقم (208/105) ودخل الموقع ضمن أملاك شركة أرامكو منذ سنوات عدّة.
وبين أنه وفي إطار اتفاقية بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركة أرامكو قامت الشركة بتمويل عملية الحفر في الموقع لكون الموقع يقع في منطقة تمتلكها الشركة.
وكشف الدكتور الغبان أن الموقع الأثري المكتشف يقع شمال الراكة في حاضرة الدمام في المنطقة الشرقية ما بين مدينتي الخبر والدمام، شمال الخط السريع وجنوب مصنع سافكو للأسمدة سابقاً، وتبعد عن ساحل الخليج حوالي كيلو متر واحد جنوباً مشيرا إلى أن الموقع يمثل فترة سكنى واستيطان واحدة تعود لفترة صدر الإسلام والعصر الأموي وربما بداية العصر العباسي وذلك من خلال قراءة قطع الفخار والخزف والزجاج والحجر الصابوني والقطع المعدنية التي يمكن إرجاعها للقرنين الأول والثاني الهجري، كما أمكن كذلك تمييز مرحلتين معماريتين بالموقع مرحلة أولى تعود إلى بداية سكنى الموقع، يمكن تأريخها بفترة القرن الأول الهجري، ومرحلة ثانية أدخلت فيها تعديلات على التصميم الأصلي للوحدات السكنية وتعديلات في المدخل وإضافات لبعض المرافق ورفع لمستوى الأرضيات القديمة، ويمكن نسبة هذه المرحلة إلى نهاية القرن الأول وفترة القرن الثاني الهجري.
وأبرز الدكتور الغبان أنه تم التقاط عدد من نوى التمر وكمية من حبات التمر بعضها مكتمل أخذت منها عينه للتحليل بالكربون 14، كما عثر بالموقع على كميات كبيرة من القواقع والمحار وعظام الأسماك التي يبدو أن سكان الموقع كانوا يعتمدون عليها بالإضافة إلى التمر في غذائهم مفيداً أن عملية الحفر حتى الآن أسفرت عن اكتشاف قرية من فترة صدر الإسلام تتكون من مجموع منازل يقدر عددها حتى الآن بـ 20 منزلاً، موزعة على ثلاث مجموعات متباعدة بعضها مترابط وبعضها الآخر منفصل ويتكون كل منزل من مبنى أبعاده 16×12م في المتوسط، ويحتوي على ثلاث أو أربع غرف مختلفة الأحجام، وفناء خارجي بمدخل مستقل، وإحدى هذه الغرف وأحياناً اثنان استخدمت لتخزين التمر واستخراج الدبس (عسل التمر)، ويستدل من أسلوب بنائهما أنهما استخدمتا لهذا الغرض مقارنة بما ظهر في حفرية ميناء العقير، وهو أسلوب مستمر إلى القرون المتأخرة في المنطقة، وتشتمل المدبسة على أرضية مكونة من قنوات مجصصة تتجه بانحدار، وتصب في مخزن صغير أسفل الأرضية المجصصة ( جابية أو مجبى)، وأبقي حوالي ثلث أرضية الغرفة كمنطقة حركة داخل المخزن، وللغرفة مدخل صغير له عتبة خارجية مليسة بالجص، وجدران الغرفة مكسوة بلياسة جصية أما بقية الغرف فكانت تستخدم للمعيشة وبالإضافة إلى هذه الغرف يشتمل المنزل على فناء خارجي يحتوي على عدد من الأفران بنظام التنور. ومن خلال وجود طبقة رماد في الفناء وأدلة أخرى، يمكن الاستدلال على وجود سقف من الخشب كان يظلل مكان الأفران.