" ثرثرة الأزواج " .. إفشاء لأسرار البيوت ونهاية عشرة العمر !
ريم سليمان – سبق - جدة: يساهم الرجل والمرأة على السواء في إفشاء أسرار الأسرة ، فلكل منهما مجتمعه الخاص الذي يتحدث فيها وبكل طلاقة عن علاقته بالطرف الأخر ، حتى صارت أسرار البيوت في أروقة المشاغل والاستراحات ، دون مراعاة من الطرفين لحرمة المنازل و لقدسية العلاقة الزوجية .
ودائماً ما كانت توجه أصابع الاتهام للمرأة باعتبارها الطرف الثرثار الذي لا يستطيع أن يغلق فمه ، إلا أن واقع الحال أختلف كثيراً وبات للرجل نصيب ليس بالهين من الثرثرة إما بالسباب أو التباهي والتفاخر بإمكانياته ، فكم من زيجات وقعت بالفشل وكم من علاقات غير مشروعة كانت نتيجة كلمات خرجت من أحد الطرفين أمام الآخرين.
"سبق" تحذر من إفشاء أسرار البيوت والذي يقضي على الأسرة ويعرضها للفشل وتستعرض قصصاً واقعية في المجتمع:
ضحية الثرثرة
أميرة الحسن إحدى المترددات على المشاغل النسائية قالت لـ "سبق" : كنت ضحية الفضفضة والحديث مع الصديقات اللاتي اعتبرتهم بمثابة أخوات، إلا أنني كنت متوهمة في ذلك .
وتابعت : أتردد دائماً على أحد المشاغل واتفقت أنا وصديقاتي على الالتقاء داخل المشغل وكنا نقضي ساعات أسبوعياً في الحديث ، و أحكي لهن عن مشاكلي الزوجية وبعض الأحداث الخاصة ، وكانت لدي أحد المقربات التي دائماً ما تنصحني بأشياء وكنت أثق بشدة في كلامها .
واستكملت حديثها قائلة :كانت صديقتي تتدخل بيني وبين زوجي مرات ومرات ، إلا أن العلاقة كل مرة تتدهور أكثر من الأول ، بيد أن ذلك كان لا يلفت نظري وقتها ، وسرعان ما انهارت العلاقة بيني أنا وزوجي إلى أن وصلت للنتيجة الحتمية وهي الطلاق ، ودائما ما كانت صديقتي بجواري تساندني في أصعب المواقف ، وفجأة ودون مقدمات خرجت بدون تمهيد من حياتي وفقدت كل طرق التواصل معها ، إلى أن اكتشفت بعد فترة ليست بالطويلة أنها تزوجت طليقي وأنها كانت على علاقة به.
وسكتت برهة ثم استكملت حديثها : لقد تمادت بي الأرض بعد أن سمعت بخبر زواجهما وانهرت في البكاء ، إلا أنني أدركت وقتها الخطأ الذي وقعت فيه منذ البداية بإفشائي لأسرار بيتي وزوجي، والنتيجة التي وصلت إليها هو خيانة أقرب صديقاتي لي.
أما المواطن ع- أ فقد أعترف لـنا بخطئه في حق نفسه أولاً وفي حق زوجته ثانياً وقال : دائماً ما كنت أجلس مع الأصدقاء أتباهى بعلاقتي الطيبة مع زوجتي ووظيفتها ومساعدتها لي وحسن خلقها ، وكنت أشعر وقتها بأني أمدح فيها ولا عيب في ذلك، و دائماً ما أتحين الفرص لأشكر فيها مع الأصدقاء وأشعر أنه حقها علي .
وذات يوم رأيت زوجتي في حالة نفسية صعبة جداً وبدأت تبتعد عني يوماً بعد يوم، وبعد فترة وجدتها تنهار في البكاء طالبة الطلاق مني بحجة أنها تعاني من مرض نفسي جعلها تشعر دائماً بالاكتئاب وعدم الرغبة في إقامة أي علاقة معي، وأنني أستحق أفضل منها كثيراً.
وتابع : حاولت معها كثيراً, إلا أنها كانت مصرة على الطلاق حتى لا تظلمني معها ، وبالفعل طلقتها وكلي أمل في أن تسترح فترة في بيت أهلها ثم تعود لي ، إلا أنني فوجئت بأنها صارت زوجة ثانية لأقرب أصدقائي الذي أستغل علاقتنا وحديثي المستمر عنها في التقرب لها حتى تعلق قلبه بها .
وللتعليق على هذه القصص , أفادت الباحثة الاجتماعية لبنى الطحلاوي أنه لابد أن تكون هناك حدود للفضفضة بالكلام من الزوجة ، فهناك أمور لا يجب أن تخرج لأحد ، مشيرة إلى أن الثرثرة والحديث لم تعد تقتصر على جلسات النساء حتى أصبحت مجالس الرجال للنميمة بل غطت في كثير من الأحيان على الجلسات النسائية.
وقالت: لابد أن يكون الطرفين على درجة من الحرص لعدة أسباب أولها الستر ، وأفضل طريقة هي التوعية بشيء من الحكمة والستر، مشيرة إلى أن الستر من أهم صفات المجتمعات العربية ولابد أن تتحلى به الأسرة في كل أمورها وليس في العلاقات الخاصة فقط.
ورأت أن هناك نساء محرومات من الحياة الطبيعية ويحقدن على الأخريات ولذا من الأفضل دائما التحدث مع الأصدقاء بحيادية بعيداً عن العلاقات الزوجية ، مشيرة إلى بعض النساء اللآتي تدخل للرجل من باب الخلافات الزوجية حتى تتوسع المشاكل بين الطرفين وتستفيد هي بعلاقة جديدة.
وأوضحت الطحلاوي أنه من الغباء أن تشكر المرأة في زوجها أمام الأخريات ، فهي بذلك تعمل صورة مغرية للزوج أمام الأخريات ، وبالمثل عندما يتحدث الزوج عن جمال وثقافة زوجته فهو يغري الآخرين دون أن يدري، موضحة أننا نعيش في الأرض حيث الغيرة والمشاكل والخلافات، كما أن هناك أفراد عندهم حب استطلاع ويذهبون إلى المشاغل لمعرفة أسرار الأشخاص.
ونوهت إلى أنه لابد أن نعلم أن أخطاء المرأة هي نفس أخطاء الرجل، فهم يساهمون معا في فتح المجال لخراب البيوت، وليس هناك قضية تخص المرأة وحدها ، مشيرة إلى بعض المجالس الرجالية التي يتم التحدث فيها عن علاقات خاصة جدا دون خجل ، كما أن هناك البعض يحكي من باب التفاخر بفحولته دون العلم بمدى تأثير كلامه على الأصدقاء وما ينتج عنه مكن إعجاب بتلك الزوجة دون وعي أو شعور.
ونصحت بضرورة الوعي بتبعات الأشياء حتى ننعم بحياة مترابطة هادئة بإخلاص من الطرفين، والبعد تماما عن الأحاديث الخاصة التي يكون أحد الزوجين طرفا فيها.
من جهته فقد أكد المستشار الأسري والباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح أن العلاقة الزوجية تقوم على احترام الزوجين لخصوصياتهما، موضحاً أن ما بين الزوجين يعد علاقة خاصة جداً لا توجد إلا بينهما، ورفض تماما إفشاء العلاقة الأسرية سواء بالإيجاب أو السلب ، وقال : لا ينبغي على الزوج أن يتحدث عن جمال زوجته أو وظيفتها أو مالها، ونفسه بالنسبة للمرأة. وأشار إلى ما يعانيه المجتمع من مرض الحسد الذي انتشر بشكل كبير ، مشيراً إلى حدوث رسول الله تعالى "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
ومن الأولى كتمان الأمور الخاصة التي تحدث بين الرجل وزوجته وأبنائه. كما أن من يتحدث من الطرفين على الآخر بشكل إيجابي فهو يعرض أسرته للحسد من أصحاب الإيمان الضعيف.
وأوضح الرميح أن المنازل لها قدسيتها ، ولا يجوز الحديث عنها ولو من باب المدح أو التهريج ، وواقع الحال يؤكد أن هناك تأثير سلبي من التحدث عن خصوصيات المنازل كما أن هناك آخرون يستفزوا ويستثاروا من الحديث ، لافتا أن الشواهد كثيرة لخراب البيوت.
ونصح الرجال بالاستفادة من الجلسات الخاصة في ذكر الله والتقرب إليه , وتساءل لماذا لا نجعل تلك الجلسات للتقرب إلى الله بدلاً من التباهي بالرجولة أو الشتم والإهانة للزوجة.
ووجه رسالة للزوجة بألا تفشي أسرارها للصديقات وفي المشاغل فما يحدث داخل سقف المنزل ليس مادة للتجاذب والحوار مع الأصحاب والأصدقاء