"أشكر الدولة على هذا الربيع .."
*قبل سنوات استضاف التلفزيون أحد المواطنين لسؤاله عن مشاعره حول ربيع ذلك العام، وكان تعليقه:"أشكر الدولة على هذا الربيع الجميل".وعلى قناة "الإخبارية" هناك فقرة يومية ممتعة، وهي (سؤال اليوم). لو دققنا في تعبير بعض المستضافين عن آرائهم، لحمدنا الله أن البرنامج غير مباشر، ولأدركنا كم أن مسؤوليه يبذلون جهداً في "المونتاج". رغم ذلك تخرج علينا آراء ركيكة تفتقد لأبجديات الحوار عند الحديث لوسيلة إعلام.
قمت بمسح ميداني قبل بضع سنوات لعدد من المدارس بهدف تقييم الحالة النفسية والعقلية لطلابها، ومن ضمنها مدارس "أرامكو السعودية". فذكر مدير إحداها أن زرع الثقة في نفوس الطلاب هو من أولى اهتماماتهم، لذا عمدوا إلى تخصيص حصة أسبوعية ضمن الأنشطة اللا صفية. يقوم فيها الطالب بارتجال كلمة على المسرح، ليعتاد على مخاطبة الجمهور بكل ثقة. في الوقت الذي لا يزال ضمن ثقافتنا المحلية حديث الطفل بحضور من هم أكبر منه، ينم عن عدم الاحترام، وغالباً ما يعاقب بمنعه من الجلوس معهم على أقل تقدير.
لنقارن بين طريقة تعبيرنا عن الرأي مع الغرب، حتماً سنكتشف البون الشاسع نتيجة ضعف ثقافتنا الحوارية. أسوق الغرب كمثال ليس إعجاباً بهم، لكن لإيضاح كيف أن طفلهم يستطيع أن يعبر عن رأيه بأسلوب أفضل من بعض مسؤولينا.
الخلل ينشأ من التربية، والتربية تنبع من طرفيها: المدرسة والأسرة. فالتعليم لدينا يتمركز حول المعلم كمحور للعملية التربوية لا الطالب، معتمدا سياسة "التلقين". إذ يتم حقن المسكين منذ مراحله الأولى بالمعلومات دون أن يكون له رأي، فيتحول إلى أداة استقبال بلا إرسال.
الطرف الآخر الأسرة، والتي تتحمل جزءاً من ذلك من خلال وضعها لابنها على تماس مرحلتي الطفولة والرجولة. تحدد موقعه بحسب الموقف. فعندما يبدأ بمناقشة فكرة مع من هو أكبر منه ـ وإن كان على حق - يطلب منه الصمت بحجة أنه مازال صغيراً. وعندما يتطلب الموقف تحميله المسؤولية - وإن كانت أكبر من سنه - يتم إسقاط كم لا بأس به من التعزيز.(ضرب "فيوز" الولد).
نتاج كل ذلك جيل خجول متلعثم مرتبك منعدم الثقة بنفسه. سيسألنا يوماً لم فعلنا به ذلك. فهلا أعددنا الحجة..؟
*بالبريد الممتاز: "تكفون .. لا تخلونها".
سارة مشعان السبيعي، ابنة شهيد الخفجي الوحيد، ناشدت ملك الإنسانية عبر الزميلة "الرياض" أواخر شهر رمضان المبارك أن يشملها بمكرمته مع بقية أبناء شهداء الواجب.
تقول سارة ذات الـ17 ربيعاً إنها فقدت والدها وهي في الشهر الثامن، وتعيش مع خالها صاحب الأسرة الكبيرة المكونة من 16 نفساً، فيما تركت الدراسة وهي في الصف الرابع لضيق ذات اليد. وتتقاضى 862 ريالاً ما تبقى من تقاعد والدها ، ولجدتها مثله. إضافة إلى 783 ريالاً من الضمان الاجتماعي.
تقول إنها فرحت بسماع المكرمة الملكية لأسر الشهداء،لكنها فوجئت بأنها لم تشمل والدها، رغم أنه استشهد وهو يذود عن حياض الوطن.
منقووووول/الوطن