قصيدة في قمة الروعة للشاعر محمد عثمان ابو بكر واحببت ان انقلها حيث يوجد بها الكثير من المعاني الجميلة والمبكية في نفس الوقت وها هي الان بين ايديكم فتمتعوا بقراتها:
العزمُ في النفس مرهونٌ بفكرتهِ=فالعزم محمودٌ والخذلان محتقرٌ
وصاحب العزم مرفوع بهيبته=وصاحب الخذلان منبوذ ٌ ومُنكسِرُ
وباني المجد يَعظُم حالهُ=وإن تبدلت أحواله أو مسه ضرَرُ
إن الأسود إذا اختفت من غابة=أتى الثعالب للغاباتِ واستتروا
أتى الثعلب في بغداد يسرقها=وهل يُسرَقُ التاريخَ يا بشرُ
بغداد يا ملكة العواصم والمدائن=من ذا الذي فَضلُك يُنكرُ
بغداد يا عروس السحر ويا شدو البلابل=يا لؤلؤة ماس رُصعت بالدررُ
يا مجدنا الماضي ووجع الحاضر=مالي أرى نخلك لا زهر ولا ثمرُ
أين غزلانك الماجدات؟ أين الحرائر؟=أين الصبايا وأحلام الصبا السرر؟
إن النسيمَ إذا مر على الفرات دوائرٌ=فيصير كالقوس في دجلة وينتحرُ
الحب في القلبِ واللوم قاتلهُ=بغداد جنة الدنيا وان غدروا
تبقين يا بغداد حامية الحمى=تبقين عالية مهما استصغروا
يا مجمعاً للمجد يا قارورة ورد=لقد زاغ في جمالك البصر
يا كؤوس النرجس والياسمين=اسكرتِني من دون أن اشرب الخمر
الشعر والذوق والإحساس زينتها=والعلم والطب والتاريخ والفكر
أبا جعفر المنصور ما أغمضت جفناً=حتى بنيت المجد والعِبَرُ
هذا حفيدك هارون تُسَيرهُ=للروم في زهو وقد عُثِروا
فيعود بالنصرِ المؤزرِ حاله=وللفاتحِ المقدامِ يأتي العزُ والظفَرُ
وكان للأحفاد بعدك صوْلةٌ=مروا كمر الريح واندثروا
وكان لبغداد مثل اليوم سابقةٌ=فجيوش هولاكو على أسوارها انتحروا
وتناسينا ابن العلقمي زمناً=وابتكرنا طُرقاً نمحو بها الأثرُ
فالشر والخير في الدنيا وساكنها=فالشر يبقى وروحه تَحتضرُ
هذا ابن العلقمي قد عاد ثانية=فروحه في غيره تَنتشرُ
فقرامطةُ العصرِ تعالى صوتَهُم=وزنادقةُ المهدي جميعاً حضروا
شاركوا الجبناء في هجماتهم=هم الرومان ولو كانت وجوههم سُمُرُ
هم الغرباء عن وطني وان كانو=من الرصافة أو تكريت قد حضروا
هم الأعداء وان أخفوا ملامِحَهُم=فمظاهر السوءِ تُبدي الشَكل والصورُ
بغداد يا روح العروبة كلها=فكيف ينام الليل من يفقد القمر
يا غيمةً ضحك الرشيد لها=لما ذَهبت لم يسقط المطر!!!
يا ارض لأبي الحسنين خاتمةً=في سيفه الظفرُ في حده الشررُ
إن كان سيفهُ قد نام من زمنٍ=فهل تعدم الأرض ما فيها من الحجر
عفواً أيا بغداد معذرة!!=ففارسك الأمين يأمر والناس تأتمر
ولا زال صناع السلاح بأرضهم=فلا خرجوا ولا هانوا ولا انقبروا
وإني على يقين أن النهر متصل=وفي فصله الأعداء تنغمر
وان نمر بغداد لا بد منتصر=وثعالب الروم حتماً سوف ينكسروا