بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المسلم أختي المسلمة أيام عشر ذي الحجة من أفضل أيام السنة وتستحب الأعمال الصالحة بها
والتنافس فيها فيما يقربنا إلى الله ...
كما قال تعالى :-
(خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)المطففين
فمن فضل الله تعالى ومنته على عباده أن جعل لنا مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح،
ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم ؛؛وأيام عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى
الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛
ولذا يجب علينا أن نغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر علينا مروراً عابراً.
{**{**{ فضل عشر ذي الحجة}**}**}
{ أولاً }
{{ أن الله تعالى أقسم بها}}
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم،
كما قال الله تعالى :-
{ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) الفجر .
والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف،وقال
ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
كما قال الله تعالى:-
(ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28]
وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
{ ثانياً }
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
كما صلى الله عليه وسلم قال :-
(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في
سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
{ ثالثاً }
{{ أن فيها يوم عرفة }}
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي
الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً،
{ رابعاً }
{{ أن فيها يوم النحر }}
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء،
قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)
[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
{ خامساً }
{{ اجتماع أمهات العبادة فيها }}
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع
أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).
^&*&^&*^^&*&^&*&^&*&^&*
{&&{ كيف نستقبل عشر ذي الحجة؟ }&&}
نستقبلها بعدة أمور
{ أولاً }
{{ التوبة الصادقة }}
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله،
ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة،
كما قال الله تعالى :-
(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
{ ثانياً }
{{ العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام }}
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن
عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال
كما قال الله تعالى :-
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} 69العنكبوت
{ ثالثاً }
{ { البعد عن المعاصي} }
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد
يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه ؛؛ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر
الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ وجاهد هوى نفسك ..
قال صلى الله عليه وسلم :-
(أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه ) (صحيح الجامع الصغير 1099)
^&*&^^&*^&*^&*&^&*&^&*&^&^
{%%{ الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة }%%}
{أولا }
{{ أداء مناسك الحج والعمرة.}}
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه
المطلوب فجزاؤه الجنة؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء
أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
{ ثانياً }
{{ الصيام }}
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو
قدره فقال سبحانه في الحديث القدسي:-
(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية،
وبين فضل صيامه
كماقال صلى الله عليه وسلم :
(صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل
الصالح فيهاوقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
{ ثالثاً }
{{ الصلاة }}
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها
مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:-
(وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
{ رابعاً }
{{ التكبير والتحميد والتهليل والذكر }}
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -
(ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير
والتحميد) [رواه أحمد].
وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في
أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد
فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات
وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير
لجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد
بمفرده.
{ خامساً }
{{ الصدقة}}
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها
كما قال الله تعالى :-
(يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]،
وقال صلى الله عليه وسلم:-
(ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم :-
(والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي ..
^*^&*&^&*&^&*&^&*&^&*&^&*&^&*&
هذا ونفع الله به
اللهم اعندنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ؛وتقبل منا برحمتك ياأرحم الراحمين .
&^&*&^&*&^^&*&^&*&^&*&^&*&^&*
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت ؛ أستغفرك وأتوب إليك ؛؛
اللهم صلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛؛؛
م ن ق و ل