"شاعر المليون" وانطلاقة قوية..الشاعر "سطام بن بتلا الحربي" و"علي الغياثين المري" أول المتأهلين
عذب القوافي زانتْ لعيونها تنقالْ
دار الظبي لا بانتْ صار الكلام افعالْ
بهذه الأبيات المتألّقة انطلقت ليلة أمس الأربعاء فعاليات النسخة الرابعة من البرنامج الجماهيري الأضخم والأشهر في تاريخ الشعر النبطي والإعلام المرئي "شاعر المليون"، الذي يحظى برعاية كريمة ودعم لا محدود من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظّمه وتشرف عليه وترعاه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
و"شاعر المليون" الذي غيّر ومنذ انطلاقته خارطة الشعري النبطيّ وأعاد فرز الساحة الشعرية وترتيبها وإنصافها بطريقة فريدة ومبتكرة، بعد أن اعتمد على ساحة مفتوحة ومنافسة شريفة ولجنة تحكيم منصفة وجمهور يتمتّع بذائقة وحسّ فنّي كبير، إضافة إلى الشفافيّة والمصداقيّة في الطرح والأداء. أصبح محطّ أنظار الملايين من الشعراء وعشّاق الشعر النبطي ومحبيه، والظهور على منبره أصبح حلما لجميع شعراء النبط في الوطن العربي .
وقد جاءت الانظلاقة مميّزة وقويّة كما كان متوقعاً وشهد حفل الافتتاح العديد من المفاجآت والمتعة والإثارة، وجاءت النسخة الرابعة بحلة جديدة ومتألّقة، وقدمت لأسماء شعرية رائعة تبشر بموسم شعري ناري ومنافسة قوية على اللقب والبيرق.
حضر فعاليات الحلقة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيّات وأعضاء السلك الدبلوماسيّ في دولة الإمارات، وحشد من وسائل الإعلام العربيّة والأجنبيّة، إلى جانب جمهور غفير ملأ مدرّج مسرح شاطئ الراحة.
استديو التحليل...
البداية كانت من استوديو التحليل في مسرح شاطئ الراحة، وهو أحد المفاجآت في هذه النسخة والذي يتمّ استحداثه لأوّل مرّة، وقد استضاف الشاعر والإعلامي عارف عمر من خلاله كلاً من الشاعر والناقد سالم المعشني والشاعر مانع بن شلحاط، حيث تحدثا في البداية عن برنامج شاعر المليون، وأكّدا أنّه ظاهرة فكرية متميزة، أخذت حيزاً كبيراً، وأنّ كل اسم شارك في البرنامج أصبح نجماً من الوهلة الأولى وفي أول ظهور، كما تحدث الضيفان عن الآلية الجديدة التي اعتمدتها لجنة التحكيم لاختيار الشعراء، واعتبرا أنّ هذه الآلية هي محك أصيل يُعرف من خلاله ما هي حقيقة الشاعر، وحول ما يميّز النسخة الرابعة من البرنامج، قال المعشني: إنني سعيد جداً برؤية أسماء ووجوه شابة، وفي رده على سؤال حول تأثير منافسة الشعراء الشباب على الأسماء الكبيرة في الساحة، قال المعشني إنّ الإبداع ليس له زمن وليس له عمر، والوجوه الشابة ذات خصوصية جديدة ومفردات لفظية وصور شعرية مبتكرة، وهناك أسماء لها دورها وإبداعاتها، وقد استطاع شاعر المليون أن يضع الجيمع في مكانهم الصحيح، وعن تقليص عدد أعضاء لجنة التحكيم إلى ثلاثة قال المعشني إنّ اللجنة تمثّل اتجاهات ومدارس أدبية مختلفة بحيث تستطيع أن تنصف الجميع، وتقليص اللجنة ليس انتقاص حقّ بل عامل تركيز.
*
بعد ذلك انطلقت فعاليات الحلقة الأولى للنسخة الرابعة، والتي تأتي بالتزامن مع الاحتفالية السنوية بمئوية الشيخ زايد الأول (زايد الكبير) حيث تتوسط "قلعة الجاهلي" التي بناها زايد الأول مسرح شاطئ الراحة كرمز وشاهد على كفاح الماضي، وبهذه المناسبة تمّ بثّ تقرير مصوّر عن قلعة الجاهلي الواقعة في مدينة العين بدولة الإمارات والتي تعتبر رمزاً للسلطة والإقامة الصيفية لحاكم أبوظبي في العقود الماضية، وقد تمّ البدء ببناء القلعة عام 1891م في عهد الشيخ زايد الكبير وتمّ انجازها في العام 1898 بفضل الاستقرار السياسي الذي كانت تتمتع به المنطقة، واشتمل التقرير على وصف للقلعة وما قامت به هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خلال مشروع لحفظ وترميم وتطوير القلعة التي أصبحت تضم الآن مركزاً ومساحتين للعرض، وسيكون الصرح (قلعة الجاهلي) مرافق لأمسيات الموسم الرابع لشاعر المليون في الذكرى المئوية لزايد الكبير.
*
بعد ذلك رحبّ مقدما البرنامج حسين العامري وحصه الفلاسي بأعضاء لجنة التحكيم والتي تضمّ في هذه النسخة كلاً من: الدكتور غسان الحسن، والأستاذ سلطان العميمي، والأستاذ حمد السعيد.
وقبل الإعلان عن أسماء الشعراء الـ 48 وانطلاق المنافسات شرح العميمي لآلية المنافسة والتأهّل في جميع مراحل المسابقة ومعايير اختيار الشعراء وتوزيعهم على الحلقات، وأكّد أنّ الآلية الجديدة لاختبار قائمة الـ (100) كان لها دوراً كبيراً في اكتشاف مواضع القوّة عند الشعراء، حيث ساعدت بشكل كبير على الاختيار الدقيق للشعراء المتميّزين، وقال العميمي إنّ الكرة الآن في ملعب الشعراء وأنّ المطلوب منهم تقديم النصوص القوية التي ترقى للمنافسة.
*
بعد ذلك تمّ عرض تقرير مصوّر عن الشعراء الـ (48) المتأهّلين للمنافسة على لقب وبيرق شاعر المليون للنسخة الرابعة وهم :
من الأردن:
تيسير الزلابية، حليمة صالح خضر الزيادات العبادي، ربا الدويكات، محمد فياض الدمانية، ومهند مفلح ساكت العظمات.
من الإمارات: أحمد الضباعي، سالم محمد عبيد الكعبي، عبدالله محمد سالم الجابري، وعبيد خميس بن صويلح الهاملي.
من البحرين: لافي الظفيري.
من تونس: منير محمد بننصر.
من السودان: محمد بركي الرشيدي.
من السعودية: إبراهيم عواد عويضه البلوي، بندر سعود عوض الجهني، ثاني الدهمشي، جزاء بجاد البقمي، حصة هلال (ريمية)، رائد الشيباني، سطام بندر بتلا الحربي، سعود العواجي العنزي، سعيد عبدالله آل مانع القحطاني، عبدالله حديجان العتيبي، عبدالله سكات الرشيدي، عبدالمحسن المسعودي الشمري، عريمان السبيعي، فرحان محمد فرحان العازمي، فواز بن سلطان السعدون، محمد بن علي السعيد، مستورة الأحمدي الحربي، مسعود حسين الوايلي، ونايف بن عرويل.
من سلطنة عُمان: علي عبدالله الكعبي، وفهد سرور السعدي.
من سوريا: سليمان العلو.
من العراق: خالد منذر معيوف.
من قطر: حمد عبدالله البريدي، خالد صالح السديري الشمري، علي معيض علي جابر الغياثين.
من الكويت: سلطان الأسيمر، عبدالله علوش بصيص المطيري، فلاح المورقي، مبارك نايف بوظهير، محمد فهد العرجاني، مشاري الشليمي، ناصر بن طاحوس العجمي، ونصار السويط.
من اليمن: حميد صالح المرادي، ومحمد بن حسين الجرموزي.
فرسان الحلقة الأولى.. ومجريات المنافسة...
بعد ذلك انطلقت منافسات الحلقة الأولى حيث تنافس فيها الشعراء: إبراهيم البلوي من السعودية، أحمد الضباعي من الإمارات، ثاني الدهمشي من السعودية، حميد المرادي من اليمن، ربا الدويكات من الأردن، سطام بن بتلا من السعودية، عبدالله بن بصيص المطيري من الكويت، علي الغياثين المري من قطر.
البداية كانت مع أول الفرسان المتسابق ابراهيم البلوي الذي قدّم قصيدة "مواساة لكل أخت طالها ظلم القريب وشماتة الغريب" كما قال عنها، ورأى الدكتور غسان الحسن أنها جاءت على نسق قصصي فيه استدعاء للذكريات وبثوب جميل متماسك وشاعرية عالية، وفيها حكم ونصائح وبوح، وتضمّنت الكثير من أساليب البيان..
ووصفها سلطان العميمي بأنها قصيدة مهمة جداً في موضوعها وتحمل الكثير من الوعي والكثير من الشعر، وقال حمد السعيد إنّ القصيدة مميزة، وأنّ الشاعر كان ذكياً في اختيار موضوعها، ومقدمة القصيدة تدل على شاعرية فذة، كما أشاد بترابط أبيات القصيدة والصور الشعرية فيها.
المتسابق الثاني أحمد الضباعي شارك بقصيدة، رأى أعضاء اللجنة أنها لم ترتقي إلى مستوى المنافسة، وقال العميمي إنّ الشاعر لم يوفّق باختيار النص وانشغل بالعمل على قلب المعنى كما أنّ الصياغة مستهلكة جداً ولم تعطى القصيدة حقها رغم وجود بعض الصور الشعرية، وأيد السعيد رأي العميمي ورأى أنّ الشاعر انشغل بالمتضادات في القصيدة، بينما رأى الحسن أنّ القصيدة احتوت على أبيات جيدة، وخاطب الشاعر بالقول:(كنت أتوقع منك قصيدة جميلة جداً وخيّبت أملي).
ثالث المتنافسين ثاني الدهمشي قدّم نصاً جميلاً، وصفه حمد السعيد بأنّه نصّ لشاعر محترف ومتمكن اعتمد على شاعرية فذة في بناء القصيدة، كما أشاد بالإلقاء الجميل، ورأى الحسن أنّ موضوع النص فيه الكثير من الجمال، انقسم إلى أربعة مواضيع ربط بينها الشاعر بشكل جميل.. وقال العميمي إنّ الشاعر قدم شعراً جميلاً وأشاد بالإلقاء المميز للشاعر ورأى أنّ النص فيه الكثير من الجمال والبوح الذاتي والفلسفة والتجربة والرقي في الطرح والموضوع.
حميد المرادي كان رابع المتسابقين وألقى قصيدة حماسية مليئة بالفخر والمديح، قال عنها الحسن إنّها جاءت على النمط التقليدي وهو الأسلوب الذي درج عليه الأوائل من شعراء النبط، وبيّن أنّ الشاعر تنقّل بين موضوعات مختلفة ترابطت وتماسكت باستثناء الفقرة الأخيرة.. وتناول العميمي القصيدة بالنقد وقال إنّ اللجنة لا تبحث عن هذه النوعية من القصائد، وأنّ الشاعرية لا تكون بالمبالغة بالافتخار، والنص فيه الكثير من التقليدية، كما أنّ الصياغة افتقدت إلى التجربة.. السعيد أشاد بالحضور المسرحي للشاعر وطريقته إلقائه الحماسية، ورأى أنّ القصيدة كانت مترابطة.
المتسابقة الخامسة ربا الدويكات كانت أول الأصوات النسائية في هذه النسخة، وقدمت نصاً فيه تفاخراً ومدحاً، ورأى العميمي أنّ الشاعرة كان بإمكانها الاستغناء عن الفقرة الأخيرة، وقال إنّ النص فيه سلاسة وصور شعرية جميلة وصور عادية، وتمنى لو قدمت المتسابقة شيئاً أجمل. . ورأى السعيد بأنّ القصيدة كانت ردة فعل لواقع عاشته الشاعرة في فترة سابقة، وانتقد تضمين الشاعرة لشطرين فصيحين لانّ المسابقة مخصّصة للشعر النبطي..
ورأى الحسن أنّ إلقاء الشاعرة وحضورها كان جيداً ورغم أنّ المواضيع مرتبطة ببعضها إلا أنّ بعضها فكك القصيدة إلى حد كبير وجعل منها قصيدة تلبية حاجات ووفاء بالالتزامات، وانتقد الحسن تكرار صورة شعريّة في ثلاثة مواضع.
سادس المتسابقين سطام بن بتلا قدّم نصاً جميلا نال على ثناء أعضاء لجنة التحكيم، حيث رأى الحسن أنّ النصّ جميل وفيه إشراقات لطيفة وموضوعات تماسكت بشكل جيد وأنّ الشاعر انتقل من موضوع إلى آخر بسلاسة، كما أشار إلى تنوّع الصور الشعرية في النصّ ما بين التقليدي والمباشر.. وقال العميمي إنّ النصّ جميل ومتماسك، ووصف الشاعر بأنّه كان ذكياً بتناول الموضوع وصناعة الصور الشعرية المبتكرة، واستطاع أن يوازن بين الخيال والصور المباشرة ولم يذهب إلى الركاكة والتكرار.
سابع الفرسان عبدالله بن بصيص المطيري، قدم نصاً فيه الكثير من الفلسفة، قال عنه الحسن أنّ موضوعه فلسفي وفيه رؤية وتأملات، حيث ذهب الشاعر إلى الإفتراضي من أجل التعبير عن المعاني، ورأى أنّ الشاعر كتب نصاً للنخبة من حيث الموضوع ولغة النص ووصفه بأنّه شاعر متمكّن، وقال العميمي إنّ النصّ فلسفي تفاعل معه الشاعر بطريقة جميلة وحمل صور شعرية جميلة جداً، وأشار إلى أنّ النصّ يحتاج إلى قراءة أكثر من الاستماع، لأنّه يحتاج إلى التأمل.. وقال السعيد إنّ النصّ جميل ويدلّ على ثقافة عالية للشاعر، كما أثنى على حضور الشاعر.
آخر فرسان الحلقة الأولى علي الغياثين المري، قدّم نصاً تفاعل معه الجمهور بطريقة جميلة، ووصفه سلطان العميمي بأنّه كدلة (القهوة المبهّرة) وأشاد بالحضور المسرحي والإلقاء المتميّز للشاعر، وأشار إلى التماسك الجميل في بناء النص والصور الشعرية متميزة.. وقال السعيد إنّ النصّ جميل ومليء بالشعر، ورأى الحسن أنّ المطلع كان أجمل ما في النصّ، وأشاد بالتلقائيّة والتسلسل الجميل جداً، ووجه ملاحظة حول القافية في بعض الأبيات.
جديد الموسم الرابع... والأمسية الأولى بنكهة أردنيّة..
من أجمل ا لمفاجآت في الموسم الرابع لشاعر المليون هي الأجواء التي سيحفل بها المسرح من خلال الحضور المشرّف للعديد من الدول العربية، وقد تميّزت الحلقة الأولى من البرنامج بأجواء أردنيّة، وحضر فعاليات الحلقة عدد من المفكّرين والمثقفين الأردنيين، إضافة إلى ضيف الشرف الشاعر ياسر البشابشة، نجم شاعر المليون في النسخة الثالثة الذي كتب قصيده مهداه إلى أبوظبي، تغنى بها الفنان الأردني عمر العبدلات بمرافقة فرقة البادية الأردنية. التي أمتعت جمهور الشعر خلال الأمسية الأولى.
وخلال الحلقة شاهد الجمهور تقريراً عن ضيف الشرف الشاعر ياسر البشابشة حيث تحدث من خلال التقرير عن تجربته الشعرية ومشاركته بالنسخة الثالثة من شاعر المليون والتي اعتبرها الانطلاقة الحقيقية لمسيرته، والتي غيّرت مساره ومنحته الشهرة والأضواء، كما ألقى البشابشة عدد من قصائده الجديدة خلال هذه الفقرة.
لحظة الحسم والإعلان عن النتائج...
في الختام أعلنت لجنة التحكيم عن نتائج منافسات الحلقة الأولى ، حيث منحت اللجنة بطاقتي التأهّل لكل من سطام بن بتلا من السعودية وعلي الغياثين من قطر، وجاءت درجات اللجنة كالتالي: (إبراهيم البلوي 46 من 50، أحمد الضباعي 31، ثاني الدهمشي 46، حميد المرادي 34، ربا الدويكات 37، سطام بن بتلا 47، عبدالله بن بصيص 44، علي الغياثين 49، وبعد تأهّل ابن بتلا والغياثين، انتقل الشعراء الستّة غير المتأهّلين للتصويت الجماهيري الذي سيستمر أسبوعاُ ويسفر عن تأهّل اثنين منهم مع بداية الحلقة القادمة.
الفقرة الختامية..
الفقرة الأخيرة من الحلقة كانت من استديو التحليل في مسرح شاطئ الراحة، حيث حلّل الضيفان سالم المعشني ومانع بن شلحاط لفعاليات الحلقة، وسجلا لرأيهما حول مشاركات الشعراء وتقييمات لجنة التحكيم.
فرسان الحلقة الثانية...
وقبل نهاية الحلقة تمّ الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة القادمة يوم الأربعاء القادم وهم: حصه هلال ومسعود الوايلي ورائد الشيباني من السعودية، فهد السعدي من عُمان، منير بن نصر من تونس، محمد الدمانية من الأردن، مشاري الشليمي وناصر العجمي من الكويت..
برنامج شاعر المليون تدعمه وتنتجه وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويعدّه الشاعر والإعلامي عارف عمر. ويحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون والبيرق على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم. إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم.
المصدر : أبيات
التاريخ : 16/12/2009
المصدر أبيات