نجيب محفوظ (1911 – 2006)

روائي مصري حائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1988م ، أديب متميز في مجال الرواية وقد وهب حياته كلها لهذا العمل، يتميز بالقدرة الكبيرة على التفاعل مع القضايا المحيطة به، وإعادة إنتاجها على شكل أدب يربط الناس بما يحصل في المراحل العامة التي عاشتها مصر.
ولد نجيب محفوظ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد باشا في 11 ديسمبر 1911م بميدان بيت القاضى فى حى الجمالية بالقاهرة وله اربعة اخوات هو اصغرهم.
وتنحدر اسرة نجيب محفوظ من مدينة رشيد وكان جده قد نزح الى القاهرة ولقب (بالسبيلجى) لانه يملك سبيلا يشرب منه عابرو السبيل.
توفى الأديب الكبير نجيب محفوظ صباح الأربعاء 30 / 8 / 2006 عن عمر يناهز 95 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
التحق بالجامعة سنة 1930م ، وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1934
وعمل في بداية حياته العملية كاتبا بادارة الجامعة 1934 ثم سكرتيرا برلمانيا لوزير الاوقاف العام 1939 ثم مدير مكتب بمصلحة الفنون العام 1955 ثم مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية العام 1959 وتولى رئاسة مجلس ادارة مؤسسة السينما العام 1966 ثم عمل مستشارا لوزير الثقافة العام 1968.
وكان عضو بالمجلس الأعلى للثقافة وبنادى القصة وجمعية الأدباء، وهو أول كاتب مصرى وعربى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب نوفمبر عام 1988.

http://back.sis.gov.eg/Images/Arts&C...01/L_07492.jpg
بدأ نجيب محفوظ بكتابة الرواية التاريخية ثم الرواية الاجتماعية. وتزيد مؤلفاته على 50 مؤلفاً. و يتميز أسلوب محفوظ بالبساطة، والقرب من الناس كلهم، لذلك أصبح بحق أشهر الأدباء العرب.
وقد جاء فى حيثيات استحقاقه لجائزة نوبل ان انتاجه أعطى دفعة كبرى للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادة له كما اسهم فى تطوير اللغة العربية كلغة أدبية.
لكن ما حققه نجيب محفوظ هو أعظم من ذلك فأعماله تخاطب البشرية كلها .. فثلاثيته وتصويرها للحياة فى مدينة القاهرة فى الفترة مابين الحربين تضارع أعمال الأديب البريطانى تشارلز ديكنز عن الحياة فى لندن والأديب الفرنسى أميل زولا عن الحياة فى باريس.
ومن أهم الجوائز التي حصل عليها :-

http://www.sis.gov.eg/Images/Arts&Cu...01/L_07494.jpg

• جائزة قوت القلوب في الرواية.
• جائزة وزارة التربية و التعليم.
• جائزة مجمع اللغة العربية عن وصفه خان الخليلي.
• جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1959م.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968 .
• وسام الجمهورية من الدرجة الأولي عام 1972 .
• قلادة النيل وهي أرفع الأوسمة المصرية.
• جائزة ( نوبل ) العالمية في الآداب عام 1988 .
قدمت عن حياته وأعماله عشرات الرسائل الجامعية لنيل رسالتى الماجستير والدكتوراه فى مصر والعالم العربى، وكتب عنه العديد من الكتب، وسجلت أعماله فى مكتبة الكونجرس الأمريكى باعتباره أحد الكتاب البارزين فى العالم، وصدرت عن حياته وأعماله الأدبية مع تحليل لأدبه الروائى موسوعة باللغة الألمانية بعنوان "نجيب محفوظ حياته وأدبه" العام 1978.
وقدم نجيب محفوظ للسينما اكثر من (100) فيلم و30 سهرة و12 مسلسلا بدأها عام 1945 بكتابة السيناريو لفيلم (مغامرات عنتر وعبلة)، وقد أختار النقاد 17 فيلما من أعماله ضمن ال 100 فيلم الاهم فى تاريخ السينما، واذا كان قد حصل على جائزة نوبل فى الادب فان اهمية وجودة فى السينما لا تقل عن اهمية وجودة فى ادبنا المعاصر.
اهتم نجيب محفوظ بتسجيل تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث واهتم ايضا بتقديم حياة الناس البسطاء بالاحياء الشعبية الشهيرة وربطهم بالاحداث السياسية.
وفى مجال السينما المصرية تعاون نجيب محفوظ مع كبار المخرجين وكتاب السيناريو وقد اختيرت اقلامه ضمن أفضل مائة فيلم مصرى وقد ترجمت العديد من اعماله لمعظم اللغات ومنها الانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية والالمانية والهولندية ومن هذه الاعمال ثرثرة فوق النيل، قصر الشوق، السمان والخريف ، لمرايا ودنيا الله.


http://www.sis.gov.eg/Images/Arts&Cu...01/L_07493.jpg


أهم أعماله :
• همس الجنون (1938)
• عبث الأقدار (1939)
• رادوبيس (1943)
• القاهرة الجديدة (1945)
• خان الخليلي (1945
• زقاق المدق (1947م)
• السراب
• بداية و نهاية (1950)
• ثلاثية القاهرة:
• بين القصرين (1956م)
• قصر الشوق (1957م)
• السكرية (1957م)
• أولاد حارتنا (1959)
• اللص والكلاب (1961م)
• السمان و الخريف (1962)
• الطريق (1964)
• الشحاذ (1965)
• ثرثرة على النيل (1966)
• ميرامار (1967)
• المرايا (1972)
• دنيا الله
• تحت المظلة
• خمارة القط الأسود
• حكاية بلا بداية ونهاية
• شهر العسل
• الحب تحت المطر
• الجريمة
• الكرنك
• حكايات حارتنا
• قلب الليل
• حضرة المحترم
• ملحمة الحرافيش
• الشيطان يعظ
• قشتمر
وتناول نجيب محفوظ المعاني الإنسانية في رواياته الأدبية ففي رواية (خان الخليلي) كانت الحارة صورة حية لمجتمع مصر في صراعاته وتطوراته المختلفة مع كل جديد في الحضارة الحديثة.
كان نجيب محفوظ محبا للضحك والنكتة والموسيقى والطرب وصديقا للناس يخاطب العامة
يزور المقاهي ويلتقي بالأصحاب والأصدقاء وكان يرتاد مقهى عرابي في حي الجمالية
حيث زاره أكثر من عشرين سنة وكازينو الأوبرا ومقهى ريش .
وتعد ثلاثية نجيب محفوظ كما يحلو لمحبية وقرائة تسميتها من أعظم الاعمال التى قام بها بل وصنفت كأعظم عمل روائى عرفه الادب

http://www.sis.gov.eg/Images/Arts&Cu...01/L_07495.jpg

العربى المعاصر.
فالثلاثية التى تضم ( بين القصرين، قصر الشوق والسكرية) بالاضافة الى ثرثرة فوق النيل من الاعمال الادبية التى اتسمت بالروعة والواقعية حيث ترجمت الى أكثر من 25 لغة وجسدت هموم ثلاثة أجيال عاشتها مصر وهى جيل ثورة 1919 وجيل ثورة 1952 وجيل مابعد الثورة والتى كانت بمثابة ملحمة صورت الواقع الاجتماعى والتجربة الانسانية فى الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة.
وكان نجيب محفوظ قد وافته المنية في الساعة الثامنة من صباح الاربعاء 30/8/2006 بمستشفى الشرطة بالعجوزة التي دخلها فى منتصف شهر يوليو 2006 .
وظل نجيب محفوظ يتلقى العلاج منذ ذلك التاريخ وحتى لحظة وفاتة بمستشفى الشرطة مرورا بمراحل متغيرة من الصراع مع المرض .
وبوفاة الاديب الكبير نجيب محفوظ تفقد مصر والأمة العربية علما من أعلام الأدب العربي ورائدا من رواد الرواية العربية المعاصرة الذى أثراها بفكرة وثقافتة على امتداد أكثر من 70 عام
صور لنجيب محفوظ

http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/1.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=1%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/2.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=2%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/3.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=3%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/4.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=4%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/5.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=5%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/6.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=6%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/7.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=7%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/8.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=8%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz...y/thumbs/9.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...img_id=9%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/10.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...mg_id=10%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/11.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...mg_id=11%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/12.jpg (http://javascript%3Cb%3E%3C/b%3E:lar...mg_id=12%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/13.jpg (
http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/13.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=13%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/14.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=14%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/15.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=15%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/16.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=16%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/17.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=17%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/18.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=18%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/19.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=19%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/20.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=20%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/21.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=21%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/22.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=22%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/23.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=23%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/24.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=24%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/25.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=25%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/26.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=26%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/27.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=27%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/29.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=29%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/30.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=30%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/31.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=31%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/32.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...mg_id=32%27%29) http://www.shorouk.com/naguibmahfouz.../thumbs/33.jpg (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:lar...?img_id=33%27%
كلمه نجيب في محفوظ حين تسلم جائزة نوبل
فى البدء أشكر الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل التابعة لها على التفاتها الكريم الاجتهادى المثابر الطويل وأرجو أن تتقبلوا بسعة صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، ولكنها هى الفائز الحقيقى بالجائزة، فمن الواجب أن تسبح أنغامها فى واحتكم الحضارية لأول مرة. وإنى كبير الأمل ألا تكون المرة الأخيرة، وأن يسعد الأدباء من قومى بالجلوس بكل جدارة بين أدبائكم العالميين ا لذين نشروا أريج البهجة والحكمة فى دنيانا المليئة بالشجن

سادتى

.أخبرنى مندوب جريدة أجنبية فى القاهرة بأن لحظة إعلان اسمى مقرونا بالجائزة ساد الصمت وتساءل كثيرون عمن أكون ـ فاسمحوا لى أن أقدم لكم نفسى بالموضوعية التى تتيحها الطبيعة البشرية. أنا ابن حضارتين تزوجتا فى عصرمن عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة وهى الحضارة الفرعونية، وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة وهى الحضارة الإسلامية. ولعلى لست فى حاجة إلى تعريف بأى من الحضارتين لأحد منكم، وأنتم من أهل الصفوة والعلم، ولكن لا بأس من التذكير ونحن فى مقام النجوى والتعارف

وعن الحضارة الفرعونية لن أتحدث عن الغزوات وبناء الإمبراطوريات فقد أصبح ذلك من المفاخر البالية التى لا ترتاح لذكرها الضمائر الحديثة والحمد لله. ولن أتحدث عن اهتدائها لأول مرة إلى الله سبحانه وتعالى وكشفها عن فجر الضمير البشرى. فلذلك مجال طويل فضلا عن أنه لا يوجد بينكم من لم يلم بسيرة الملك النبى أخناتون. بل لن أتحدث عن انجازاتها فى الفن والأدب ومعجزاتها الشهيرة الأهرام وأبو الهول والكرنك. فمن لم يسعده الحظ بمشاهدة تلك الآثار فقد قرأ عنها وتأمل صورها. دعونى أقدمها ـ الحضارة الفرعونية ـ بما يشبه القصة طالما أن الظروف الخاصة بى قضت بأن أكون قصاصا، فتفضلوا بسماع هذه الواقعة التاريخية المسجلة. تقول أوراق البردى أن أحد الفراعنة قد نما إليه أن علاقة آثمة نشأت بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية. وكان المتوقع أن يجهز على الجميع فلا يشذ فى تصرفه عن مناخ زمانه. ولكنه دعا إلى حضرته نخبة من رجال القانون. وطالبهم بالتحقيق فيما نما إلى علمه، وقال لهم إنه يريد الحقيقة ليحكم بالعدل. ذلك السلوك فى رأىى أعظم من بناء إمبراطورية وتشييد الأهرامات وأدل على تفوق الحضارة من أى أبهة أو ثراء. وقد زالت الإمبراطورية وأمست خبرا من أخبار الماضى. وسوف يتلاشى الأهرام ذات يوم ولكن الحقيقة والعدل سيبقيان مادام فى البشرية عقل يتطلع أو ضمير ينبض

وعن الحضارة الأسلامية فلن أحدثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بشرية فى رحاب الخالق تنهض على الحرية والمساواة والتسامح، ولا عن عظمة رسولها. فمن مفكريكم من كرمه كأعظم رجل فى تاريخ البشرية. ولا عن فتوحاتها التى غرست الآف المآذن الداعية للعبادة والتقوى والخير على امتداد أرض مترامية ما بين مشارف الهند والصين وحدود فرنسا. ولا عن المآخاة التى تحققت فى حضنها بين الأديان والعناصر فى تسامح لم تعرفه الانسانية من قبل ولا من بعد. ولكنى سأقدمها فى موقف درامى ـ مؤثر ـ يلخص سمة من أبرز سماتها. ففى إحدى معاركها الظافرة مع الدولة البيزنطية ردت الأسرى فى مقابل عدد من كتب الفلسفة والطب والرياضة من التراث الإغريقى العتيد. وهى شهادة قيمة للروح الإنسانى فى طموحه إلى العلم والمعرفة. رغم أن الطالب يعتنق دينا سماويا والمطلوب ثمرة حضارة وثنية

قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن هاتين الحضارتين. وأن أرضع لبانهما واتغذى على أدابهما وفنونهما. ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة. ومن وحى ذلك كله بالإضافة إلى شجونى الخاصة ـ ندت عنى كلمات. أسعدها الحظ باستحقاق تقدير أكاديميتكم الموقرة فتوجت اجتهادى بجائزة نوبل الكبرى. فالشكر أقدمه لها باسمى وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسى الحضارتين
سادتى..

لعلكم تتساءلون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث كيف وجــد من فـراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص

وهو تساؤل فى محله.. فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما يقاربها. يهلك منه أقوام فى أسيا من الفيضانات. ويهلك آخرون فى أفريقيا من المجاعة. وهناك فى جنوب أفريقيا ملايين المواطنين قضى عليهم بالنبذ والحرمان من أى من حقوق الانسان فى عصر حقوق الإنسان وكأنهم غير معدودين من البشر. وفى الضفة وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم. هبوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائى وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به. فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة ـ رجالا ونساء وشبابا وأطفالا ـ تكسيرا للعظام وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبا فى السجون والمعتقلات. ومن حولهم مائة وخمسون مليونا من العرب. يتابعون ما يحدث بغضب وأسى مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين فى السلام الشامل العادل

أجل كيف وجد الرجل القادم من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصا؟ ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم عطوف. وكما أنه يعايش السعداء فأنه لا يتخلى عن التعساء. ويهب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عما يجيش به صدره

وفى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الحضارة لا يعقل ولا يقبل أن نتلاشى أنات البشر فى الفراغ. لا شك أن الإنسانية قد بلغت على الأقل سن الرشد. وزماننا يبشر بالوفاق بين العمالقة ويتصدى العقل للقضاء على جميع عوامل الفناء والخراب. وكما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى فعل المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقى. فمن حقنا وواجبنا أن نطالب القادة الكبار فى دول الحضارة كما نطالب رجال اقتصادها بوثبة حقيقية تضعهم فى بؤرة العصر. قديما كان كل قائد يعمل لخير أمته وحدها معتبرا بقية الأمم خصوما أو مواقع للاستغلال. دونما أى اكتراث لقيمة غير قىمة التفوق والمجد الذاتى. وفى سبيل ذلك أهدرت أخلاق ومبادئ وقيم. وبرزت وسائل غير لائقة. وازهقت ارواح لا تحصى. فكان الكذب والمكر والغدر والقسوة من آيات الفطنة، ودلائل العظمة. اليوم يجب أنت تتغير الرؤية من جذورها. اليوم يجب أن تقاس عظمة القائد المتحضر بمقدار شمول نظرته وشعوره لمسئولية نحو البشرية جميعا. وما العالم المتقدم والثالث إلا أسرة واحدة، يتحمل كل إنسان مسئوليتة نحوها بنسبة ما حصل من علم وحكمة وحضارة. ولعلى لا أتجاوز واجبى إذا قلت لهم باسم العالم الثالث: لا تكونوا متفرجين على مآسينا ولكن عليكم أن تلعبوا فيها دورا نبيلا يناسب أقداركم. إنكم من موقع تفوقكم مسئولون عن أى انحراف يصيب أى نبات أو حيوان فضلا عن الإنسان فى أى ركن من أركان المعمورة. وقد ضقنا بالكلام وآن أوان العمل. آن الأوان لإلغاء عصر قطاع الطرق والمرابين. نحن فى عصر القادة المسئولين عن الكرة الأرضية. انقذوا المستبعدين فى الجنوب الإفريقى. انقذوا الجائعين فى إفريقيا. انقذوا الفلسطينيين من الرصاص والعذاب بل انقذوا الإسرائيليين من تلويث تراثهم الروحى العظيم. انقذوا المديونين من قوانين الاقتصاد الجامدة. والفتوا أنظارهم إلى أن مسئوليتهم عن البشر يجب أن تقدم على التزامهم بقواعد علم لعل الزمن قد تجاوزه
سادتى..

معذرة. أشعر بأنى كدرت شيئا من صفوكم ولكن ماذا تتوقعون من قادم من العالم الثالث. أليس أن كل إناء بما فيه ينضح؟

ثم أين تجد أنات البشر مكانا تتردد فيه إذا لم تجده فى واحتكم الحضارية التى غرسها مؤسسها العظيم لخدمة العلم والأدب والقيم الإنسانية الرفيعة؟ وكما فعل ذات يوم برصد ثروته للخير والعلم طلبا للمغفرة فنحن ــ أبناء العالم الثالث ــ نطالب القادرين المتحضرين باحتذاء مثاله واستيعاب سلوكه ورؤيته
سادتى..

رغم كل ما يجرى حولنا فإننى ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانت إن الخير سينتصر فى العالم الآخر. فإنه يحرز نصرا كل يوم. بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير. وأمامنا الدليل الذى لا يجحد. فلولا النصر الغالب للخير ما استطاعت شراذم من البشر الهائمة على وجهها عرضة للوحوش والحشرات والكوارث الطبيعية والأوبئة والخوف والأنانية. أقول لولا النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع وتغزو الفضاء وتعلن حقوق الإنسان: غاية ما فى الأمر أن الشر عربيد ذوصخب ومرتفع الصوت وأن الإنسان يتذكر ما يؤلمه أكثر مما يسره. وقد صدق شاعرنا أبو العلاء عندما قال
إن حـــزنا ســاعـة المـــوت أضعاف سرور ساعة الميلاد

مشكور بارك الله فيك


طرح موفق


لكن الصور ما تدونها بطريقة سليمة


حاول تتعلم كيف تضع صور بالمنتدى



تقبل خالص تحيتي

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي الجشعمي على هذا الطرح المميز

فأنا عن نفسي أشكرك جزيل الشكر لأنك أنرت لي

جانباً مهماً في شخصية الأديب الكبير نجيب محفظ

رحمه الله وغفر له

فهذه الكلمة الجميلة القيمة التي ألقاها وسط الحشد المثقف بالغرب

تنبض بالصدق والشفافية والثـقة الكاملة بماهو عليه وما وصل اليه

واستحقاقه لهكذا جائزة , لا ينالها الا العباقرة

هذه الكلمة المشرفة , سعدتُ كثيراً بقرائتها

وأزاحت عن عيني الضباب الذي كان يغطيها

بخصوص هذا الرجل الكبير قدراً ومكانةً

دمت يا أخي ولك تحيتي