العمر يمضي والسنون تتابعت...
والعينُ تبكي حرقةَ التقصير!!
يا الله!
عام مضى من أعمارنا؟!
سبحان الله!
مرَّ كما يمرُّ السحاب...
لا زلتُ أذكر دخول (المحرَّمَِ) من عام 1430 للهجرة،كأنه كان أمس!
نعم،هكذا هي الحياة الدنيا،تنقضي بسرعة كأنها طيف خيالٍ أو ظل زائل!
وصدق الله إذ يقول في محكم التزيل : (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)!
فيا ساكنَ القبر المظلمِ الموحشِ غداً ماذا أعددت لدار الوحشة والغربة؟!
مالي أراك قد افتتنت بزهرة الحياة الدنيا التي حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم منها بقوله :(ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياةِ الدنيا لنفتنهم فيه،ورزق ربك خيرٌ وأبقى).
واللهِ ما هو إلا خروج الأرواحِ وحشرةُ الصدورِ ومعالجة السكراتِ وإن طال بك النعيم في هذه الحياة الدنيا!
فانفض غبار الغفلةِ عنك وأنت تستقبل عاماً هجرياً جديداً،واجعله عاماً مشرقاً بكل عملٍ صالح يقربك من ربك عز وجل،وتذكر أن العمر قصير،والناقد بصير،والمآلَ إما إلى جنةٍ أو إلى عذاب السعير!
فالكيسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والعاجزُ من أتْبع نفسه هواها وتنمى على الله الأماني كما أخبر الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم.
اللهم أيقظنا من سبات الغفلة قبل النقلة،واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا،ووسع به ضيق ملاحدنا،واجعل خير أيامنا يوم نلقاك يا ارحم الراحمين،وارزقنا اللهم توبة قبل الموت تمحو بها ما سلف من الذنوب والآثام يا رب العالمين.
أشكرك يالسيف على مرورك الكريم
.
بارك الله فيك وسدد على درب الخير خطاك.