قبل نحو 14 عاما استضافت جنوب أفريقيا بطولة كأس الأمم الأفريقية 1996 والتي شهدت مشاركة 14 منتخبا آخر في فعاليات البطولة بخلاف منتخب الدولة المضيفة والذي اشتهر بلقب "بافانا بافانا" أو "الأولاد".
ولم يكن منتخب جنوب أفريقيا مرشحا على الإطلاق للمنافسة على لقب هذه البطولة خاصة وأنها البطولة الأفريقية الأولى التي يشارك فيها الفريق بعد التخلص من سياسة الفضل العنصري التي سيطرت على هذا البلد لعشرات السنين.
ولكن الفريق نجح في إحراز لقب البطولة بعدما تغلب في النهائي على المنتخب التونسي بفضل هدفين أحرزهما مارك وليامز.
ومنذ ذلك الحين لم تستضف جنوب أفريقيا أي بطولة كبيرة في كرة القدم باستثناء بطولة كأس العالم للقارات التي أقيمت فعالياتها في حزيران/يونيو الماضي ووصل فيها الفريق للدور قبل النهائي على الرغم من أدائه المهتز ونتائجه المتذبذبة في الدور الأول للبطولة.
وكانت بطولة كأس القارات 2009 بمثابة أفضل استعداد لمنتخب جنوب أفريقيا قبل المشاركة في بطولة كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في منتصف عام 2010 والتي ستكون أول بطولة كأس عالم للكبار لكرة القدم تقام بالقارة الأفريقية.
وعندما يخوض منتخب جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم 2010 لن تكون التوقعات بالطبع هي فوز الفريق بلقب البطولة ، فإذا كان الفوز باللقب الأفريقي عام 1996 نجاحا غير متوقع فإن الفوز باللقب العالمي عام 2010 يمثل معجزة حقيقية.
والأكثر من ذلك أن منافسي الفريق في البطولة الأفريقية كانوا من المنتخبات الأفريقية فقط مثل الجزائر وتونس وغانا بينما سيكون منافسو الفريق في كأس العالم من الفرق العالمية.
وكان لفوز منتخب جنوب أفريقيا بلقب أفريقيا عام 1996 أهمية هائلة لدعم الديمقراطية الناشئة في هذا البلد كما منحت الملايين من مشجعي كرة القدم بجنوب أفريقيا الأمل في مستقبل أفضل.
ولكن منذ ذلك الحين لم يحقق الفريق التوقعات المطلوبة منه في البطولات الكبيرة التي شارك فيها على مدار أكثر من 13 عاما رغم تأهل الفريق إلى المربع الذهبي ببطولة كأس القارات 2009 .
وشهدت هذه السنوات مشاركتين غير ناجحتين للفريق في بطولات كأس العالم وذلك في عامي 1998 بفرنسا و2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
كما تراجع مستوى مشاركات الفريق في البطولات الأفريقية تدريجيا ولم تختلف نظرة المتابعين للكرة الأفريقية إلى منتخب البافانا بافانا حتى مع وصوله للدور قبل النهائي في كأس القارات خاصة وأنه حقق فوزا وحيدا في خمس مباريات خاضها بالبطولة.
وكان هذا الفوز على حساب المنتخب النيوزيلندي أضعف فرق البطولة بينما تعادل الفريق مع نظيره العراقي.
وخلال تسع مباريات خاضها منتخب جنوب أفريقيا منذ فوزه على نيوزيلندا كانت مباراته مع العراق والتي انتهت بالتعادل هي الوحيدة التي تجنب فيها الفريق الهزيمة بينما خسر باقي المباريات أمام منتخبات أخرى متباينة في القوة مثل ألمانيا والنرويج وأيرلندا وأيسلندا علما بأن الأخير هو المصنف 96 عالميا.
ودفعت هذه الهزائم اتحاد كرة القدم في جنوب أفريقيا إلى التخلص من المدير الفني البرازيلي جويل سانتانا بإقالته بينما ذكرت بعض التقارير أنه استقال من تدريب الفريق.
ونجح الاتحاد في إقناع البرازيلي الآخر كارلوس ألبرتو باريرا بالعودة إلى تدريب الفريق الذي تركه من قبل لمواطنه سانتانا.
وكان أول قرار لباريرا هو إعادة المهاجم المخضرم بينديكت (بيني) مكارثي إلى صفوف الفريق بعدما استبعده سانتانا من حساباته لفترة طويلة بسبب اختيار اللاعب للمباريات التي تناسبه ورفض المشاركة في البعض الآخر بدعوى عدم الاستعداد لخوضها.
ولكن مكارثي الذي يقضي معظم مبارياته مع فريق بلاكبيرن الانجليزي على مقاعد البدلاء لم يستطع تغيير حظوظ ونتائج منتخب البافانا بافانا سريعا فسقط الفريق في فخ التعادل السلبي أمام جامايكا واليابان وذلك في أول مباراتين للفريق منذ عودة باريرا لتدريب الفريق.
وأصبحت مهمة تكوين فريق قادر على المنافسة في كأس العالم والعبور للدور الثاني في البطولة مسئولية باريرا الذي قاد المنتخب البرازيلي من قبل للفوز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.
وقد ينتظر منتخب الدولة المضيفة لكأس العالم بعض المساعدة من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) خلال حفل إجراء قرعة البطولة ولكن باريرا يواجه مهمة صعبة للغاية حيث يرى كثيرون أن تحقيق أي نجاح مع منتخب جنوب أفريقيا سيكون أصعب كثيرا من الفوز مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 1994 .
المدير الفني :
بخلاف فوزه كمدرب بلقب كأس العالم لكرة القدم مع المنتخب البرازيلي عام 1994 بالولايات المتحدة ، يشتهر المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني الحالي لمنتخب جنوب أفريقيا بتوليه تدريب منتخبات أربعة بلدان مختلفة في بطولات كأس العالم هي الكويت عام 1982 والإمارات عام 1990 والبرازيل عامي 1994 و2006 والسعودية عام 1998 .
ولا يتفوق عليه في ذلك سوى المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش حيث قاد خمسة منتخبات في بطولات كأس العالم ، ولكن باريرا يستطيع معادلة إنجاز ميلوتينوفيتش عندما يقود منتخب جنوب أفريقيا في نهائيات كأس العالم 2010 .
وتولى باريرا /77 عاما/ تدريب العديد من المنتخبات في منطقة الشرق الأوسط مثل تركيا لكنه تعرض للانتقادات في بداية مسيرته مع منتخب جنوب أفريقيا قبل أن يستقيل من تدريب الفريق في نيسان/أبريل 2008 متعللا بالمشاكل الصحية التي تعاني منها زوجته.
ولكنه عاد لتدريب الفريق بعدما أقال اتحاد كرة القدم في جنوب أفريقيا مؤخرا مواطنه جويل سانتانا بسبب سوء النتائج.
نجم الفريق :
يبرز لاعب خط الوسط ستيفن باينار /27 عاما/ المولود في جوهانسبرج كأفضل اللاعبين في صفوف منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم وهو أقرب نجوم الفريق إلى مرتبة النجوم العالميين خاصة وأنه من اللاعبين الأساسيين بشكل منتظم في صفوف إيفرتون الإنجليزي كما ارتبط اسمه بإمكانية الانتقال إلى ناد أكبر.
وبدأ باينار مسيرته في مدرسة "التميز" قبل توقيع أول عقد احترافي في مسيرته الكروية وذلك مع فريق أياكس كيب تاون الذي يمد أياكس أمستردام الهولندي ببعض النجوم.
ومع تألق باينار انتقل إلى أياكس الهولندي ولعب دورا كبيرا في فوز الفريق بلقب الدوري الهولندي عامي 2002 و2004 قبل الانتقال لفريق بوروسيا دورتموند الألماني وبعدها إلى إيفرتون الإنجليزي على سبيل الإعارة ثم بعقد نهائي.
منتخب جنوب أفريقيا في سطور :
اللقب : بافانا بافانا (الأولاد). تأسيس اتحاد كرة القدم في جنوب أفريقيا : عام 1991 . الانضمام للفيفا : عام 1992 . أفضل مركز في تصنيف الفيفا : 16 في آب/أغسطس 1996 . أسوأ مركز في تصنيف الفيفا : 124 في كانون أول/ديسمبر 1992 . مشاركاته السابقة في كؤوس العالم :مرتان في عامي 1998 و2002 . أفضل نتيجة في كؤوس العالم : الدور الأول. تاريخ التأهل للنهائيات : 15 أيار/مايو 2004 بصفته ممثل الدولة المضيفة.