نالوا الشهادة دفاعا عن أطهر أرض وبطولاتهم تسجل بأحرف من نور
"شهداء الواجب".. لكل واحد قصة تُروى بفخر واعتزاز
فخر واعتزاز لنيل شرف الشهادة , ودماء سالت دفاعًا عن الدين والوطن, وعزم تصميم على مواصلة المسيرة , وإرادة صلبة وعزيمة قوية , وتلاحم شعبي مع ولاة الأمر يؤكد عمق الصلة بين الراعي والرعية.
قصص بطولات تسجل بأحرف من نور, سطرها رجال باعوا أنفسهم في سبيل الله دفاعاً عن أطهر بقاع الأرض , بلاد الحرمين الشريفين , مهوى أفئدة المسلمين , مهبط الرسالة الخاتمة , منها إنطلقت الدعوة لتشع نور الهداية في أصقاع العالم.
لكل شهيد قصة تستحق أن تروى بفخر واعتزاز , من أهله وذويه , وجيرانه وأحبابه, وزملاءه في الميدان, جنازات مهيبة , ومشاعر ملتهبة , وتصميم على مواصلة المسير,دفعا عن ثغور الإسلام.
أبناء وأخوة وأمهات يفتخرون ويتباهى آباءهم وإخوانهم وأولادهم بالشهادة , وتلاحم شعبي بين المواطنين والقيادة , وتصميم على مواجهة فلول المتسللين ,ودحرهم ورد كيدهم في نحورهم.
من يقرأ أقوال وتصريحات أسر وأصدقاء شهداء الواجب, يدرك قيمة الدم الذي سال في أرض المعركة , والفخر والاعتزاز من أهل الشهداء ، ورغبة الجميع في السير على الطريق ذاته.
دموع على الفراق ,يقابلها فخر واعتزاز وشعور كبير بعظمة ما قدمه هؤلاء الشهداء دفاعاً عن بلدهم من مجموعة المتسللين الفاسدين المأجورين.
الشهيد محمد فايع جابر آل حميد العسيري، كانت الشهادة حلماً يراوده , سأل الله أن ينالها في اشرف ميدان , وقدر الله أن يحقق حلمه , فجاء خبر استشهاده برداً وسلاماً على أهله وذويه , والده كان له شرف المشاركة في حرب الخليج , وهذا ابنه يستشهد في مواجهة المتسللين ,فلما نالها أعلن أهله- بكل فخر- أن هذه الروح تسكنهم جميعاً لان والدهم رباهم على حب الوطن، والتضحية من أجله.
وحسب ما قاله شقيقه "جابر" فإن أخاه الشهيد هاتف والدته قبل استشهاده بلحظات , وطلب منها الدعاء له ولإخوانه رجال القوات المسلحة بالنصر أو الشهادة قبل خوض المعركة ضد المتسللين.
وذكر "جابر" أن أخاه الشهيد كان قد طلب منه الإلتحاق بالسلك العسكري, ليحقق أمنية والده للدفاع عن الوطن، موضحاً أن أخاه نال الشهادة إثر طلقات غادرة من المتسللين لجبل دخان.
وتأكيداً على تغلغل هذه الروح، ناشد "جابر" ولاة الأمر السماح له بالإلتحاق بالجبهة من أجل المشاركة في الدفاع عن الوطن.
والى قصة الشهيد الوكيل رقيب مظلي صاعقة عبد الله بن سعيد العبدلي الذي نال الشهادة في أشرف ميدان , وكانت جنازة الشهيد "عبدالله" مهيبة ,شهدت حالة من التصميم بين أهله وذويه وباقي المشيعين على مواصلة طريق الشهادة , هؤلاء الأبطال في الدفاع عن أرض الوطن. وهو نفس ما حدث في باقي الجنازات، فخلال تشييع الشهيد الوكيل رقيب مظلي صاعقة عبدالله في "بادية الأحسبة" في القنفذة قال والده سعيد العبدلي وهو عسكري متقاعد: "تلقيت الخبر بوفاة ابني في المعركة وهو يدافع عن تراب وطنه بالفرح والسرور، فهذه شهادة في ميدان الشرف والبطولة".
وعن حياة الشهيد قال والده: "كان مقبلاً على الزواج خلال إجازة حج هذا العام ولكن مشاركته في الحرب جعلته يؤجل زواجه إلى وقت لاحق، وكان من صغره بطلاً شجاعاً لا يعتدي على أحد، وكان يضرب به المثل في كل شيء حميد".
وبدأ أهالي قرية "الركوبة" بنفس الروح عند تشييع الشهيد وكيل الرقيب عيسى بن علي هادي مدخلي بمحافظة صامطة, فيما أظهرت أسرة الشهيد الرائد مظلي نايف بن فالح السحيمي البلوي من الكتيبة الخامسة بلواء الإمام فيصل بن تركي فخراً كبيراً بما قدمه، معربة على لسان والده الشيخ فالح بن حماد السحيمي البلوى عن قناعتها بأن "استشهاد نايف هو حياة لأبنائها الآخرين". وقال الأب أيضاً: "أتمنى أن أقدم أكثر من شهيد من أبنائي، وأحمد الله أن جعل شهيداً من صلبي، وأسأل الله أن يتقبله ويرزقنا شفاعته".
ونفس مشاعر الاعتزاز كل من زار أسرة الشهيد المقدم مظلي سعيد بن محمد بن ظافر العمري الذي استشهد في ساحة القتال على الشريط الحدودي بعد أن وهب نفسه تضحية وفداء للوطن, ووكيل الرقيب علي أحمد إبراهيم المسعودي، وأسرة الشهيد الرقيب أحمد بن سعيد بن زامل الرافعي العمري (من قبيلة بني رافع بمحافظة النماص) الذي استشهد إثر إنفجار لغم أرضي أثناء قيام الفرقة بتمشيط جبل الدخان.
وجسدت قبائل "مركز بني عمرو" في محافظة النماص التلاحم الشعبي , فقد تدفقوا أفراداً وجماعات نحو منزل الشهيد المقدم العمري مؤكدون أنه ابن الجميع وليس أسرته فقط.
وخلال إستقباله لهذه الوفود، قال والد الشهيد الشيخ محمد بن ظافر العمري: "الحمد لله إن ابني استشهد في ميدان الشرف والبطولة، وهو شرف له ولأشقائه ولكافة قبائل بني عمرو، يكفي أنه أبلغني أثناء وصوله لمطار جازان أنه سجد لله ودعا أن يجعله من شهداء الواجب".
وأضاف: "ابني كان يتمتع بحبه الشديد لوطنه وقيادته ويتميز بالشجاعة والصبر والحكمة، وخير دليل على ذلك مشاركته الفعالة في حرب تحرير الكويت, وفي قوات حفظ السلام في الصومال وكذلك مشاركة الأخيرة في حرب جبل دخان مع عصابة المتسللين الذين يسعون لزعزعة الأمن والنيل من مكتسبات هذا الوطن المعطاء".