تستوقفني احياناً مواقف لا نلوم فيها اي طرف و نتكلم عنها بكل فخر واعتزاز , ونستطيع بمواقفنا نحن كشعب سعودي او عربي معرفة ثقوب الظلم او الخطيئة وسدها , وهذا مما يزيدنا شرف واعتزاز , ومما يرفع من مقامنا بين الدول العربية والغربية , ولكن عندما نقف امام موقفٍ يطأطئ برؤسنا كعربيين , يحق لنا السكوت , لنستمع لتعليقات الغرب الساخرة , و نقرأ ما يُنشر في صحفهم ومواقعهم عنا بسخرية و إستهزاء , و بعد كل هذا ...! نريد ان نعكس صورة اسلامية متكاملة للغرب و نحن ( متخلفون ).
اصبح الحديث عن مصر والجزائر هو حديث المجالس اليوم , وانشغلت به وسائل الاعلام والشوارع السعوديه والمصرية والجزائرية , وجميع الشوارع العربية . وعندما ننظر الى السبب , نجده سبب تافه , وتطور حتى اصبح بين كبار المسؤلين بالدولتين الجزائرية و المصرية . حيث ان سفراء الدولتين على وشك الانسحاب من الدولة المستضيفة ريثما تنتهي تلك القضية الغبية و المعقدة . و المخيف ان هذا الحاصل اشبه ما يكون بمرض السرطان , وسوف ينتشر بسرعة البرق في جميع المباريات العربية , وسوف تأخذه الشعوب العربية بما يسمى ( موضه ) رغم انه ليس الاول ولكنه الاعظم في تاريخ الكره العالمية . ونعلل ذلك الانتشار , بحب شعوبنا العربية للتقليد الاعمى .
فكرت كثيراً بأنني لو كنت مسؤلاً مهماً ومكلفاً بحل هذه القضية الواقعة بين شعبي مصر و الجزائر . بسبب فوز و وخسارة منتخبيهما , فكرت بأنه لاحل سوى وضع جميع اللاعبين العرب على زوايا الملاعب الاوروبية للّحاق بالكرة عندما تبتعد عن مربع الملعب . وتوزيع مياه الشرب على اللاعبين الاوروبيين , وتغسيل وجوههم من العرق بعد المباراة , وبالفعل هذا نكون قد وضعنا كل شخصية رياضية عربية في موقعها الذي تستحقه , ويتعلمون ما يفعله ابناء الغرب الرياضيين من سلوك حسن و احترام الكرة والرياضة بصفةٍ عامة و تقبل الهزائم بروح رياضية . والتفريق بين السياسة والرياضة لانهما يشبهان الخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان ابداً .
و لا أخفيكم انني تكلمت مع احد الأخوان المصريين بأحد المقاهي وجدته يتابع بشغف برنامجاً تحليلياً للحدث اسمه ( دائرة الضوء ) ويسب الجزائرين و كأنه على منصة امام الجمهور الجزائري . وتحدثت اليه حول القضية الكروية الحاصلة . فقال بسخرية جملة مضحكة بعض الشيء , يقول (( ان المصريين الموجودين حالياً بالجزائر عاصمة الجزائر قادرون على احتلال الجزائر بأسوارها . وانهم شعب ذكي وعظيم , ولا يقبل الهزيمة . ورجل مصري لا يموت حتى يقتل جزائريين اثنين )) وابتعد كثيراً عن محور حديثنا الكروي وسبب المعركة , وبدأ لي بسرد قصص و وقائع دارت بين الشعبين الجزائري و المصري , وأختتم الحديث بقوله (( المليون شهيد المعروفه بهم الجزائر , سيصبحون بفعلنا اشبه بسعر البطاطس , كل يوم يزيد عدد الشهداء عندهم )) ويحكم ...!
ابناء فلسطين بين النار والحديد , وكل يوم يُفقد منهم ابناً او اباً او اماً , و الشعب الافغاني يعاني من اليهود الامريكان المغتصبين , و العراقيون يريدون ان يتمتعوا بنصف الامن السائد لدى جيرانهم , و جنوب السعودية تغطّى بالدخان الاسود و اصبحوا شهدائه يُقارنون بالمليون شهيد .
وهؤلاء الاغبياء سماسرة الكلام بدون افعال , يتشدقون بفعلهم المشين , ويشعلون نار الفتنة بين ابناء المسلمين , من اجل كرة لم نسمع يوماً انها قدمت أو أخرت شعباً واعياً وفاهماً وزادته مكانه .
شدني كثيراً ما قام به الاخوان المصريين من خلال حديثهم على قناة النيل الرياضية في برنامج ( دائرة الضوء ) و جعلني اضع العرب بمخيلتي في زاوية سوداء كُتب عليها زاوية المتخلفون .
اللهم اني اسألك العفو والصلاح
قايد الفوج