منذ عدة سنوات مضت كنا نتذمر من مشاهدة نفس الوجوه صاح مساء على قناة واحدة
ليس لنا الخيار في تبديلها بغيرها....وكان الملل يساورنا وكم تمنينا أن يكون هنالك قناة أخرى
ننتقل اليها لتذهب عنا سأم مشاهدة المفروض
وما كنا نحلم بأكثر من ذلك ....ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال فظهر بعالمنا الدش وكم عمل من ضجة أن ذاك
بين مؤيد ومعارض ومحلل ومحرم فعشنا الفترة بكل صراعاتها ...كانت القنوات محدودة والأسعار فلكية
ومع هذا بدأت عاصفة التغيير تجتاح الناس بأطباق وكأنها ملاعب كرة قدم
وشيئا فشيئا بدأ الفضاء يزخ علينا القنوات بكل اللغات ما بين مشفر ومفتوح ونحن نركض خلف التجديد
وكأننا قطعان واردة الماء...حتى أصبحنا في هذه الأيام لا نعلم كم لدينا من القنوات وجميعها بلا إستثناء تجلب الملل والضجر
بأسوأ من حالنا زمان ...من التكرار الممل لما يعرض ويخيل لي بأن بعض القنوات لا تمتلك أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة
من المواد التي تعرضها وعلى مدار الساعة والمتغير الذي تشاهده هو ما يسمى بالشات والرسائل والتي في معظمها ماجنة وتدعو للإنحلال
ونشر الرذيلة غزل مفضوح وعبارات ساقطة ونعرات جاهلية...عرض أجساد ونشر فساد لا غير
وأقل ما يمكن أن يقال في تلك القنوات وأهلها ....غثونا الله يغثهم...
وهذه الظاهرة حصرية على القنوات العربية...فيا هل ترى لماذا؟
هل لتأصل الجهل في هذه الأمة؟
لا أدري بالتحديد فالجواب ربما يحتاج لخبراء ولكن في كل الأحوال ينطبق علينا المثل الشعبي المشهور
عنز بدو طاحت في مريسة...(المريسة هي التمر الذاب في الماء)فطبعا لأنه حلو لمن تجده عنزة تشرب
بكميات كبيرة وبالتالي تقتلها..لأنها زودت العيار
والقادم أسوء والله المستعان
ساهم بوجهة نظرك فيما طرح...