القى نحو 40 ألف شخص ما بين مشجع ولاعب ومسئول نظرة الوداع الأخيرة على حارس المنتخب الألماني روبرت إنكه خلال مراسم التأبين التي أقيمت في ملعب "ايه دبليو دي" بمدينة هانوفر.
وحمل لاعبو فريق هانوفر نعش إنكه بعد انتهاء مراسم التأبين وسط وقوف جميع من في الملعب والتصفيق للحارس ، وكأنهم مازلوا يصفقون له منذ سبعة أيام بعد أن ساعد الفريق على التعادل مع هامبورج 2/2 .
وكان إنكه /32 عاما/ ، الذي أصيب بمرض الاكتئاب قبل أربعة أعوام ، قد لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي بإلقاء نفسه أمام قطار قادم بسرعة فائقة.
وبرغم أن إنكه يتلقى العلاج من مرض الاكتئاب منذ عدة سنوات ، إلا أنه أخفى هذا الأمر عن الجميع باستثناء أصدقائه المقربين وعائلته.
وأثارت وفاة اللاعب موجة هائلة من الحزن والحداد لم تشهدها ألمانيا منذ جنازة المستشار الألماني السابق كونراد أديناور عام 1967 .
وسيتم دفن إنكه خلال مراسم جنازة خاصة في وقت لاحق اليوم الأحد بجوار أبنته لارا التي توفيت عام 2006 وهي في الثانية من عمرها بسبب مرض في القلب.
وأجمع المتحدثون في مراسم التأبين على أن إنكه كان نجما على صعيد كرة القدم ولكن على المستوى الشخصي فإنه مثل باقي البشر يعيش لحظات من القوة ولحظات من الضعف.
وأكد ثيو تسفانتسايجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم أن الجميع يجب أن يتعلم من وفاة إنكه أن كرة القدم لا يمكن أن تصبح كل شيء.
وأوضح تسفانتسايجر أن الطريقة المثلى لتذكر إنكه هي تذكر أن كرة القدم لا يجب أن تصبح كل شيء "ليس مسموح لها بأن تصبح كل شيء".
وأضاف "أعتقد أن إنكه كان سيطالب الجماهير بمزيد من الإنسانية والمزيد من الشجاعة المتحضرة ، يجب أن يقوموا بالتصدي للمحرمات التي مازلت قائمة في رياضتنا الاحترافية."
واعترف رئيس هانوفر مارتين كيند بالمساهمات التي قدمها إنكه للنادي.
وقال "طريقته في التعامل مع الجماهير أكسبته الكثير من الإعجاب ، إنه لم يكن نجما يفكر في أنه أفضل من الأخرين ، لقد كان واحدا منهم لقد أنقذنا في العديد من المواقف".
وأشار كريستيان فالف نائب رئيس نادي هانوفر إلى أنه يقدم تعزيه إلى تيريسا أرملة إنكه ، التي شاركت في مؤتمر صحفي بعد يوم واحد من وفاة زوجها وأعلنت نبأ مرضه بالاكتئاب.
وأضاف "الذي عانيت منه يمكنا فقط تخيله ، التصفيق الذي حصلت عليه اليوم يظهر أننا معك".
وتمنى فالف لزوجة إنكه وأبنته بالتبني التي تبلغ من العمر ثمانية أشهر ، ليلى القوة من أجل المستقبل.
وبعد صلاة قصيرة عند قبر لارا أبنة إنكه ، انتهت مراسم التأبين بقيام مطرب شاب /17 عاما/ بغناء نشيد كرة القدم "لن تسير وحدك أبدا".
وقبل وقت قليل من بدء مراسم تأبين إنكه قام زملاؤه بوضع إكليل من الزهور على النعش الذي وضع وسط ملعب هانوفر.
وانتحر إنكه /32 عاما/ يوم الثلاثاء الماضي بعد فترة طويلة من معاناته من الاكتئاب حيث ألقى بنفسه أمام أحد القطارات على خط السكك الحديدة الذي يمر بالقرب من منزله.
وعلى عكس التوقعات التي ظهرت في وقت سابق لم يمتلئ الاستاد تماما حيث تسع المدرجات 45 ألف شخص.
وتبث العديد من القنوات الألمانية التلفزيونية مراسم تأبين إنكه الذي سيدفن في وقت لاحق اليوم بجوار طفلته لارا .