قم للمعلم وفّه التبجيلا ... كاد المعلم ان يكون رسولاً
يصعب علينا التفسير الصحيح للشلل النصفي الذي اصاب الادارات التعليمية لدى مملكتنا الحبيبة , بعدما كانت قديماً مصنعاً ينتج عقولاً واعية , تتصف بالاخلاق العالية و حب الوطن , والولاء له , قبل التعليم . حيث ان القدماء الذي كانوا يصعب عليهم مواصلة مراحلهم التعليمية , لقلة المؤنه . لديهم الاصرار و العزيمة , ورسم الهدف امام ناظري الباحث عن العلم , مما يجعله يتحدى تلك الصعاب , التي كادت ان تشكل عقبة كبيرة لاتسمح بتجاوزها , امام طريقه . و لكن هذا فقط لا يفسّر سر نجاهم وتفوقهم دينياً و أخلاقياً و علمياً . وربما يكون لاحترام المعلم و الانصات لحديثه و الاخذ به و اعطائه حجمه , دوراً قوياً لسير النجاح و اكتماله , ( و بالرغم من قلة المدارس و تهالكها , الا ان بركتها اكبر من فخامتها الحالية ) . و أي مدارسٍ حاليةٍ نتحدث عنها . هل هي التي فقد المعلم احترامه فيها , بعد ما كان ذو هيبة و بأس . وخرج من ابوابها من يكفر الدولة و يفخخ نفسة ليرمي بها الى الجحيم ؟ وايضاً هي المدارس التي اصبح الطالب فيها صاحباً للرأي . و آخذاً بزمام اموره ليقود نفسه ومن يتبعه الى حيث ما يطيب له الرقاد , واستغنى عن المعلم و توجيهاته الممله التي لم تعد تجدي , كما يرون .
اتذكر عندما كنت طالباً في الصفوف الاولية من دراستي . في عام 1994م بالتحديد , حدث غياب مفاجئ لأكثر من نصف المعلمين , وكان السبب هو ( مباراة منتخبنا الوطني ) حيث كان توقيتها هو الساعة التاسعة صباحاً . و ليت ان المنتخب السعودي آن ذاك يستحق الغياب و المساندة . وقرر مدير المدرسة في ذلك الوقت . اخراج طلاب الصف الاول و الثاني و الثالث من المدرسه لعدم وجود معلميهم . و كان رأيه صائباً . لأن الخروج افضل بكثيرٍ من البقاء بين الجدران بلا جدوى .
ومنذ ذلك الوقت , اصبحنا - اي الطلبة - نقدم اهمية المباريات على اهمية الدراسة و نجاح منتخبنا على نجاحنا , و لا نفكر في غير الغياب في حالة اقامة مباريات تخص الوطن في الوقت الصباحي . و لا نرى ذلك عيباً او خطأ بمعنى اوضح , لأننا تعلمنا هذا الشيء من معلمينا الافاضل .
و من المواقف ايضاً , دخل احد المعلمين يوماً وقبل ان يبدأ بأي شيء كعادته , اخرج ما في جيوبه اغراضٍ تخصه و وضعها على الطاولة الخاصة به . وكان من بين تلك الاغراض ( علبة السجائر ) , هل من المنطق ان يكون قدوة اولئك الطلبة معلماً يتفاخر و يترائى امامهم بتلك العادة الخبيثة . وهو يعلم انهم سيحذون حذوه , ويسلكون طريقه . طال الزمان ام قصر .
الى الآن لم استطيع تشخيص حالة الشلل التي تكلمت عنها في رأس موضوعي , هل هو من الطالب ام من المعلم . او من نظام إدارة التعليم الذي يتغير في كل لحظة الى الأسوأ , ولكن ,علمها عند الله .
- صورة مع التحية لوزير التربية والتعليم .
- صورة مع التحية لمدراء المدارس .
- صورة مع التحية للمعلمين الافاضل .
- صورة يحفظها الزمن لينقلها للجيل القادم .
قايد الفوج
16/11/1430هـ