أثبتت الأقدار مجددا أن الحياة يمكن أن تتبدل من السعادة الغامرة إلى التعاسة الشديدة في أسرع مما تستغرقه لفتة العين ، وكان نادي اسبانيول هو المثال الحي هذه المرة.
أعلنت وسائل الإعلام الأسبانية أن داني خاركي لاعب نادي اسبانيول توفي أمس السبت عن عمر يناهز 26 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة خلال وجوده بمعسكر الفريق بمدينة فلورنسا الإيطالية ، لينتقل فريق مدينة برشلونة ، شمال شرقي البلاد ، من النعيم إلى الجحيم في أقل من أسبوع.
وتحولت أفراح اسبانيول بافتتاح ملعبه الجديد يوم الأحد الماضي بفوز عريض على ليفربول الإنجليزي 3/ صفر ، بعد أن ظل النادي يلعب 12 عاما على ملعب مستأجر عقب بيع استاده القديم لمواجهة تعثر مالي ، إلى أحزان بوفاة قائده الجديد.
وكان اللاعب في حجرته بالفندق الواقع ببلدة كوفيرتشانو ، عندما داهمته الأزمة القلبية ، بعد أن تغيب في الصباح عن جولة سياحية قام بها الفريق متعللا بإرهاقه البدني.
وعندما انتبه زميله في الغرفة فيران كوروميناس إلى غيابه عن العشاء قرر الذهاب للبحث عنه ، ليجده ممددا فاقد الوعي ، وقام على الفور بطلب مساعدة طبية لم تتمكن من فعل شيء.
وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "إل موندو" أن خاركي كان يتحدث عبر الهاتف إلى خطيبته (حامل في الشهر السابع) عندما داهمته الأزمة.
وقرر الفريق الأسباني على الفور تعليق جولته الإيطالية ليعود اليوم الأحد إلى برشلونة.
وبالتأكيد ، ستفتح وفاة خاركي الباب مجددا للحديث عن الضغوط التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم ، ومدى عواقبها الصحية.
فالأمر يذكر بوفاة مدافع أشبيلية أنطونيو بويرتا الذي وافته المنية بعد أيام قلائل من إصابته بإغمائه في المباراة أمام خيتافي في الأسبوع الأول من بطولة الدوري الأسباني موسم 2007/2008 .
كما يذكر الأمر بحالات الوفاة المفاجئة التي تعرض لها في الأعوام الأخيرة الكاميروني مارك فيفيان فوي (2003) والمجري ميكلوس فيهر لاعب بنفيكا (2004) والبرازيلي سرجينيو لاعب ساو كايتانو (2004) والمصري محمد عبد الوهاب لاعب الأهلي (2006).
وكان روبن دي لاريد لاعب ريال مدريد هو المتسبب في آخر حالة رعب أصابت الجماهير الأسبانية ، بعد أن تعرضه لإغماءة خلال مباراة النادي الملكي أمام ريال يونيون في بطولة كأس ملك أسبانيا في 30 تشرين أول/أكتوبر 2008 .
وتحقق أطباء النادي من أن اللاعب /24 عاما/ يعاني من مشكلة في القلب ، الأمر الذي منعه من العودة إلى اللعب حتى الآن ، ونوه ريال مدريد نفسه إلى أن اللاعب سيغيب عن الموسم المقبل.
وأصبح خاركي ، المولود في أول كانون ثان/يناير عام 1983 قائدا لاسبانيول هذا الصيف ، خلفا للقائد التاريخي راؤول تامودو رغم أن الأخير لا يزال مستمرا مع الفريق.
وانضم خاركي إلى صفوف الفريق في سن الثانية عشرة ، وشارك للمرة الأولى مع الفريق الأول في 20 تشرين أول/أكتوبر عام 2002 أمام ريكرياتيفو هويلفا ، وشارك الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو ، المدير الفني الحالي لاسبانيول ، مركزي قلب الدفاع خلال رحلة الفريق من أجل الفوز ببطولة كأس ملك أسبانيا عام 2006 .