سلام على عرق اللوى عـدد القطـر
وحـيـاة هـطـال تحلـيـه بالـزهـر
ديـار إذا شمـت مـن الغيـث نفحـة
تفـوح منهـا طيـب النبـت بالعـطـر
سـلام علـى آكمامـهـا وإعلامـهـا
سـلام علـى سكانهـا البـدو والحضـر
تحيه صب قد بـرى الشـوق جسمـه
وادمعه مـن حـر نـار الجـو تجـري
فيـا حبـذا تلـك الديـار وان نــأت
ولا حبذا مصـر وان كنـت فـي مصـر
بهـا فتيـة مثـل الربيـع لجـارهـم
ويحمونهـا بالبيـض والذبـل السـمـر
ولاسيمـا فـي يـوم كــل كريـهـة
يسير بها الركبـان فـي البـر والبحـر
وما كنت ممن يبرى الشـوق جسمـه
لغير القنـا والبيـض والضمـر الشقـر
إلى أن بدت لي مـن سعـاد محاسـن
سبت مهجتي من حيث ادري ولا تـدري
لهـا شعـر كاليـل اسـود فـاحـم
وجيـد كجيـد الريـم والوجـه كالبـدر
عسيريـة العينيـن روميـة اللمـى
تهاميـة الساقيـن نجـديـة الخـصـر
وفي حبها كـم قلـت يومـا لعاذلـي
صدقت ولاكـن لا سبيـل الـى الصبـر
فدع عنك عذلي في هواهـا وأهلهـا
هـم قدوتـي حتـى أوسـد فـي قبـري
تذكرتهـا والليـل قـد مـد جنحـه
وحولي حـراس حـراص علـى اسـري
فجاوزتهـم مستصحبـا مشرفـيـة
كـأن علـى أعطافهـا لهـب الجـمـر
ويممت أرضا لا أنيـس بهـا يـرى
سوى الذئب يعوي من أمامي وفي اثـري
كأن عليـه الغيـث اصبـح ساخطـا
فليـس بهـا سـوى الرمـل والصخـر
ومالـي آلا الأســودان معيـشـة
ومالي ظهر في فلاهـا سـوى صبـري
وصيـرت إقدامـي ذراعـا بقفرهـا
وقطعتهـا حتـى وصلـت بـنـي ......
فلمـا وصلناهـم وجدنـا اناسـهـم
جياعا من التقـوى شباعـا مـن الكفـر
أرادوا لنـا كيـد فعـاد عليهـمـوا
وابنـا بحـمـد الله بالـعـز والنـصـر
فـأن رغبـت عنـي سعـاد فإننـي
اشد على خطـب الزمـان مـن الصخـر
ولي همـه تعلـوا علـى كـل همـة
تبلغني المقصـود آن مـد فـي عمـري
سلي إن جهلتي سيرتني وسريرتـي
فليس أخو جهـل سـواء ومـن يـدري
وحولي أشيـاخ علـى كـل سابـح
يرُون لـدى البهجـاء كالأنجـم الزهـر
رقوا من حصون المجد كـل مشيـد
الـى آن رءوا فـوق الكواكـب والبـدر
ودانت لهم شـرق البـلاد وغربهـا
واسقوا ملوك الأرض كأسا مـن الذعـر
وكم مـن مليـك غادرتـه سيوفنـا
قتيـلا لـدى الهيجـاء للذئـب والنسـر
أتانـا بقـوم آهـل بـاس وقــوة
ولكـن لقينـاهـم بقاصـمـه الظـهـر
طحناهـم طحـن الرحـى بثفالـهـا
ومن عاش من تلك الجنود ففـي الأسـر
ودار آخذناهـا وقـد بـزت الـورى
طلعنـا عليهـا بالهـلاك مـع الفـجـر
محصنـه أمسـت وهـي مطمئـنـة
عليهـا ثيـاب لا تـرام مـن السـتـر
فذاقت عذابـا مـا رأت قـط مثلـه
والبسهـا قومـي ثيابـا مـن القـهـر
وقد كنت في عرق اللوى اسعد الورى
وحولـي قـوم يعرفـون بـه قــدري
فطورا ترانـي رأس حصـن مشيـد
وحينا تراني بأبيات ترانـي مـن الشعـر
وطــورا تـرانـي بالـنـمـاري
وتارة بخوبر بين الشيح والرند والنهـر
ويوم بأعلى شعب قـارة طـاب لـي
نعمـت بغيـد فيـه كالأغصـن الخضـر
وقد طـرزت كـف الغمـام رياضـه
بنبـت نمـى بيـن المسايـل والوعـر
فيـا آيهـا الريـح اليمانيـة ابلغـي
بنـي عمنـا منـي سـلام بـلا حصـر
فلولاهم ما حزنـي البيـن والنـوى
فاني علـى ضيـم الزمـان لـذو صبـر
ولولا إمـام العلـم والحلـم والتقـى
لما هزنـي صـوت الحمامـة والقمـري
إمـام لقـد أضحـى وحيـد زمانـه
هـو الشيـخ إبراهيـم مرتفـع الـقـدر
إمام هدى من بيـت فخـر وسـؤدد
منازلهـم فــوق الكـواكـب والـبـدر
بهم أصبحـت تلـك الديـار منيـرة
واحيـوا بهـا تلـك المساجـد بالـذكـر
عليهـم مـدى الأيـام منـي تحيـة
يفوق شذاها المسـك والعنبـر البحـري
فجسمـي بمصـر والفـؤاد لديهـم
ودمـع عيونـي بـل تسكابـه حجـري
وان جد بي شوقـي فبينـي وبينهـم
قفـار تـرد الريـح منحطـم الـصـدر
ولكننـي ارجــوا الآلــة بمـنـه
يـبـدل عليـنـا العـسـر بالـيـسـر
منقول من بريدي
تحياتي