إذن انا لست الأعمى الوحيد
الذي يوهم نفسه بعشق كل ماهو جميل
هناك آخرين أبيضت أعينهم مثلي
ولكني الوحيد الذي أرتكب الخديعة في حق نفسه
خدُعت بكم وبنفسي
وكيف استحال الذهب في يديّ غباراً جشعاً
يلتهم حاسة الإبصار
كيف حسبت انكِ كنتِ يوماً ما كــ أنا !
ونحن النقيضان الشتيتان اللذان لن يجتمعاً
ولن يكونا إلا خصوماً
انا خدعت نفسي بكم
وكنتٌ أبعد عنكم حتى أنفاس اللظى
لأني اعلم كيف ستحترقون جميعاً كـ القش
في مهب الروح !
انتم الهباء الذي عكفت دهراً أهندسه
لأجعل منه شيئاً ذا قيمة في عيناي الفاقدتان شهيتهما في النظر !
انتم الكذبة الأطول عمراً التي عايشتها
كم صدقتكم من قبل
ليس لأني لا أبصر
ولكن لأني لا أريد ان أرمقكم على حقيقتكم فقط
يا لهذا العمر من كومة من قش وشقاء
كانت تنتظر غواية عود ثقاب
لتلقي بكم – يا جميعاً – في جحيم الحقيقة
الوجوه الحزينة ليست أكثر مني بهاء
والإسامي الخالدة ليست أكبر مني شهرتاً
انا حاسة الأبصار المزجاة في ضمير الحياة
معطلُ حتى حين
في أجازه – قصرية– دون راتب غير الوجع
دون وجبة سوى الاصطدام
أتلمس أحلام هشة تبعثر الذاكرة
وصوت غائباً حاول ان يسافر دون تذكرة إياب
النور ليس أكثر مني وضوحاً
لولا اني متهمُ بالعمالة لصالح – الغموض –
الكتب المفتوحة ليست أكثر مني صدقاً
لولا أني لا أرضى بالحلول الصائبة وكفى
توغلت في مدنكم أكثر من ما يحق للغرباء
فانكسرت جراء التوطين الغير الشرعي
أوراق هويتي لم تبثت حتى الآن
هويتي المرتبكة لم تعد في حاجة لبهارج
حتى تتأقلم مع أي الشروط
أخيراً انتشلتها إلى الصبح لتعرف كيف تعيش
وتنمو وتكبر
كما وجدت لتكون
المكفوفون ليسوا أقل حظاً مني
ولكني كنت أجيد ان العب دور البطولة في أي رواية للبؤساء
كنت التراجيديا الذي عجز عنها عمالقة السينما
تحياااااااتي
أوراق هويتي لم تبثت حتى الآن