الإنسان بين الشيطان والقرآن:
الإنسان: هل من أحد يعيد لي الآمان
من قاع الروح سُمِع صوت إنسان صارخًامستنجدًا..
ضاع قلبي، من على قلبي يدلني؟
تاهت روحي، مَنْ على روحي يرشدني؟
وعلى نفسي بكت نفسي، فمن يمسح دمع نفسي؟
وعلى لوعتي ناحت لوعتي فمن يسمع نوح لوعتي
وكُرْبَتي هَاجَتْ أنًتي، فَمَنْ يسمع أَنَّتي ويُفَرِّجُ كربتي؟
ويَومي لَقيط بين الأيام لاهوية ولا نَسَب، فَمَنْ يردُّ هويتي إليً
وإلى نسبي يَنْسُبُني؟..
نومي أرق، وليلِي قلق، وفي جنبيَّ واخزات محرقات مؤلمات...
وأنا شبح شاحب يطويني الخوف ، في الليل الكالح، تائهًا
كبحار يقود حُطَامَ سفينته إلى شاطئٍ بعيدالمنال يغشاه
الضباب والسراب والخوف!..
الشيطان: لا تخف فالدنيا وشهواتها لك
ويحك يا إنسان.. ما أشقاك وأتعسك.. صوت عذابك وصل إلى أرضينا
، وأنينك هَزَّ في أسافل الظلمات من تحت
أبِينا "إبليس".. ما خَطْبك؟! وأيُّ داهية حلَّتْ بك وقلبتْ كيانك؟!
تلتمس قلبك فلا تجده..!!!!
حسنًا لا تفزع.. هو عندي وبمعيّتي،
ناديته، أغريتُه، فأتاني على عجل.. وعلى عجل أبحرتُ به إلى
عوالمي الشيطانية لأُسَلّيَهُ وأُنسِيَهُ هَمَّ نفسه.. فسقَيتُه من
كؤوسي، وأشربته من شرابي.. حتّى دارعقله، وانتشى لُبُّه،
وغاب عن نفسه، وضلَّ عن ذاته.. ولقد اقتحمتُ جُمجُمَتَه وأدهشني
ما تزدحم به من عظيم الأفكار.. وبنفخة واحدة طار كل شيء
وصارتْ فارغة تعصف بها الأهواء.. لقد مررتُ بكل الأزمنة،
والْتقيتُ "الإنسان" في كل مكان، ولم أدهشْ لشيءٍ بقدر دهشَتي للفكر
المستولي على القلب البشري كيف يتحول إلى شعلةمتوقدة في
دم الحضارات، وكيف يغدو معراج ارتقاء وسُلَّمَ سُمُوٍّ للإنسان..
فحزَّ ذلك في نفسي، فشققتُ الأرض عويلاًوصراخًا، وأسرعت
أطوي بحار الظلمات حتى لحقتُ به، وسلبتُه كُلَّ فكرٍ معقد ،
وأبدلته عن ذلك حَشْوًا هائلاً من ترهات الأفكار التي لا تشحذ
ذهنًا، ولا تضيء وجدانًا!.. فبَعد كُلِّ هذا الذي فعلتُه لقلبك يا
إنسان تتهم محبتي لك، وإخلاصي من أجلك؟.. فما أَقَلَّ وفاءَك، وأكبر غدرك!..
القرآن: لا تخف ولا تحزن فإن الله معنا والنعيم في الجنة لك
يا إنسان!.. يا موضع نظر آياتي، يا قطعةً من روح كلماتي، يا
قلبًا نازلاً من فوق سبع سموات، يا مأوى حكمتي، يا نجم
سمائي، يا مقيمًا في ثنايا ضميري.. باسمك دعوتُ، وأبوابي لك
فتحتُ، والأبديةَ إليكَ كانت، وأقباسًا من روحي في روحك
أشعلتُ، ولغتي لك أضوأت، وأزليتي لك أَقْرَأْتُ!..
أعطيتك قلبي ليخفق في قلبك، وأَعَرْتُكَ عيني لتنير في عينك..
فاسْتُرْ شَجْوَك، وَاكْتُمْ وجَعَكَ.. فقلبك السليب آيب، وروحك المتشردة
إليك عائدة.. لا تخفْ، ولاتَذُبْ أَسًى وحسرةً، فَلَنْ تموتَ روحك ولو
باتَتْ تتعذَّبُ ألفَ سنة فيجحيم الشيطان.. ولن تصهر النيران
جوهر ذاتك ولو سلَّطَ عليها الشيطانُ كُلَّ شواظات ذهنه الجهنمي..
يخطئ اللعين إذا هو ظنَّأَنَّ الهلاك مقدور لك ولا مناص لك منه!..
عُدْ إليَّ يا إنسان فأغمرك بنوري، وأجلبك بحبوري، وأنشر
عليك رحمتي، وأرتفع بروحك،وأسمو بعقلك، وأُرهِف حِسَّك،
وأُهَذِّب شعورك، وأُحرّركمن قَيْدَي زمانك ومكانك، وأنقذك من
الفناء، وأصِل حَبْلك بحبل البقاء، وأحفظك من العدم، وأهديك
الوجود، وأخلّصك من الزوال، وأدفعك إلى الخلود..و كوني سآتي شفيعا لك يوم القيامة
فسوف أشفع لك ليجعلك الله إنسانـيَّ النـزوع، عظيم النفس، أخلاقي
السلوك، مُتَجَدِّد الذّات، لا تتَعتَق أبدًا، ولا تتعب أبدا.. شبابك
دائم، وروحك طاهرة نقية ، وقلبك لا يَبْلَى بإذن الله
إخواني وأخواتي أبعد الله عنا وعنكم كل أذى وحفظنا الله من الشيطان الرجيم
لا تنسوا تلاوة القرآن الكريم
الذي هو ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا ونور أبصارنا وجلاء أحزاننا
وقائدنا إلى جنات النعيم
أعجبني فأحببت أن أنقله لكم فأرجوا أن يعجبكم
تحياتي لكم ولا تنسوني من صالح دعائكم
زهرة الليل
التميز
الإهداءات
الإنسان بين الشيطان والقرآن
رد: الإنسان بين الشيطان والقرآن
