يبادر الأخصائيون في توعية الناس حول منع مشاكل الرؤية التي تسببها الحملقة الطويلة في شاشات الكمبيوتر نتيجة الضوء المنعكس منها مما يجعل العين تعمل بجهد إضافي.
ويعتقد أن هناك أكثر من خمسين مستخدما للكومبيوتر في الولايات المتحدة مصاب بظاهرة رؤية الكمبيوتر التي تتضمن حرقة العين وتعبها وجفافها وصداعا متعلقا بها.
وتفيد رابطة أخصائيي العيون الأميركية حسب صحيفة السفير اللبنانية، أن ساعتين يوميا أمام شاشة الكمبيوتر كافية لتعريض المستخدم لخطر الإصابة بمشاكل العين. وينصح الخبراء وضع فلترات (مصفيات) تمنع انعكاس الضوء أو تمتصه أمام الشاشة لخفض إعياء العين بنسبة النصف، إضافة إلى وجوب رمش العيون للمحافظة على ترطيبها، والاسترخاء بين الحين والآخر بوضع الكفين على العينين المغمضتين لمدة دقيقة مع التنفس بعمق وبطء.
هذا وأظهرت دراسة يابانية مؤخرا بأن الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالقلق والأرق بالإضافة إلى المشاكل الجسدية.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية أن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب يؤدي إلى مشاكل في النظر وتشنجات في الذراعين بالإضافة إلى التهاب في أعصاب الرسغ.
وأجرى الباحثون دراستهم على أكثر من 25 ألف موظف ياباني خلال عامين قام الموظفون خلالها بإبلاغ الباحثين عن المدة التي يقضونها أمام الحاسوب وعن مدى الأرق الذي يشعرون به وعن الأوجاع التي يعانون منها.
وأظهرت النتائج بوضوح، أنه كلما زاد وقت العمل على الحاسوب زادت الأوجاع الجسدية حيث اشتكى المشاركون الذين يعملون لأكثر من خمس ساعات على الحاسوب من التعب في العيون والصداع وشد في الأكتاف وآلام المفاصل بالإضافة إلى الشعور بالقلق والأرق.
ونصحت الدراسة الأشخاص الذين يعملون لفترات طويلة على الحاسوب بأخذ استراحات قصيرة والنظر لمسافات بعيدة بالإضافة إلى الجلوس جلسة صحيحة.
والطريف في الموضوع أن دراسة أوربية سابقة كانت قد حذرت من أن بعض المهن التي تعمل فيها السيدات تزيد خطر إصابتهن بسرطان الثدي.
وأوضحت الدراسة السويدية التي سجلتها المجلة الأميركية للصحة العامة أن السيدات العاملات في مجالات الصيدلة والتعليم والحاسوب وتحليل النظم إضافة إلى عاملات مقاسم الهاتف والإذاعة والتلغراف والطابعات ومغلفات الصفائح المعدنية إلى جانب إصابتهن بسرطان الثدي بحوالي 20 % عن غيرهن.
واعتمدت هذه الدراسة على معلومات سجلات السرطان البيئية في السويد ومعلومات العمل في الإحصاءات الوطنية السويدية التي سجلت بين عامي 1960 –1970 بحيث تتبع الباحثون ظهور سرطان الثدي بين أكثر من مليون امرأة سويدية في الأعوام 1971 – 1989.
ووجد الباحثون أن عاملات الطباعة وتغليف الصفائح المعدنية واجهن أعلى خطر للإصابة بسرطان الثدي، أي كان الخطر مضاعفا، أما السيدات اللاتي عملن في مجالات البرمجة الحاسوبية وتحليل النظم فقد تعرضن لخطر إصابة عال وصل إلى 65 في المائة.
وأشارت الدكتورة مارينا بولان من مدريد وبير داستافسون من استكهولم إلى بعض الأسباب المحتملة لارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي في هذه المهن ومنها التعرض للإشعاع والمجالات الكهرومغناطيسية أو المواد المسرطنة كالكيماويات المستخدمة في منتجات الشعر والتجميل أو الطبيعة الجلوسية للكثير من المهن والوظائف في الوقت الذي أثبتت فيه الدراسات السابقة أن الرياضة تحمي من سرطان الثدي.
إعداد بنت الجود ـ كول الأمارات