عبر الانترنت وتستهدف أبناء السعودية .. القاعدة تبدأ حملة لـ"اصطياد" الشبان وتزويجهم
السبت, 18 يوليو 2009 ( الرياض) :
في محاولة جديدة لـ"تنظيم القاعدة" لاجتذاب الشباب والتغرير بالمندفعين أو المترددين ممن يحملون الفكر التكفيري أعلن عبر أحد المواقع الالكترونية القريبة من "القاعدة", عن انطلاق حملة (مثنى وثلاث ورباع للزواج من زوجات الشهداء)، لاصطيادهم وتجنيدهم داخل التنظيم، وذلك خلال رسائل انتشرت على أكثر من 500 موقع على شبكة الانترنت بعد أن أدرك التنظيم صعوبة الحصول على مجندين جدد.
وقال الموقع الذي أطلق حملة «شموخ الإسلام»، أنه ستبدأ حملة للزواج من أخواتنا زوجات الشهداء إكراماً لهم ولروحهم الطاهرة الزكية التي ضحوا بها، مشيرة إلى أن الحملة «تهدف إلى إحياء السنة وصون وحفظ أعراض زوجات الشهداء، وكفالة اليتيم، وزيادة النسل».
وطبقا لما نشرته " الحياة" , طلب مجلس شورى الشبكة التي تختص بنشر المقاطع الصوتية والمرئية لقيادات «القاعدة»، بنشر الحملة في السعودية ومصر والشام والمغرب، وذلك بالتنسيق مع المجلس في حال عقد أي شخص العزم على الزواج بحسب بيانهم.
وشملت الحملة مواقع إسلامية ومعظمها تختص بالشبان في الخليج العربي خصوصاً السعودية، وبلغ عدد الروابط على محرك البحث google أكثر من 532 رابطاً، وتستمر لمدة 8 أشهر بحيث يتم نشر الحملة على سبعة منتديات يومياً حتى يتمكنوا من نشرها على 2000 موقع الكتروني، ويتم عملية الزواج بواسطة البحث والتأني على أرض الواقع وليس بواسطة الإنترنت.
تحذر من هذه الحملات المشبوهة التي تستهدف الشباب السعودي بصفة خاصة , وأبناء المسلمين عامة للدفع بهم إلى المهالك والخروج عن ولاة الأمر , وتحويلهم إلى أداة في يد أعداء الإسلام والمسلمين.
من جهة أخرى، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الدينية الدكتور علي خشيبان لـ«الحياة»، أن هذه الحملة تعتبر غريبة في مضمونها، وأن هناك أهدافاً أخرى خلف هذه الحملة هي أكبر من عملية الزواج من زوجات الشهداء كما يطلقون عليهم، مشيراً إلى تنظيم «القاعدة» وعبر هذه الأساليب التي تخاطب الغرائز لتفتح أبواب جديدة للتجنيد في صفوف الشباب.
وقال خشيبان، إن هؤلاء الشباب الذين قد يستجيبوا لهذه الحملة لابد لهم أن يبحثوا عن قنوات اتصال لهؤلاء النسوة من زوجات الشهداء، كما يدعون وعبر بحثهم عن هذه القنوات سيتم اصطيادهم وتجنيدهم وهذه حقيقة الحملة.
فيما قالت الباحثة في شؤون الجماعات الفكرية بينة الملحم لـ«الحياة»، أن الفكر المنحرف تسلل تحت عباءة الشريعة الإسلامية، وخاض جولات كثيرة في تغيير وجهة الثقافة للمجتمع ونجح في اختراق الكثير من الأسر التي راح أبناؤها ضحية مؤكدة للفكر المنحرف، ونجاح التنظيم في تمرير وتحقيق أهدافه المبطنة من تحت عباءة الدين هي التي جعلت التنظيم لا يزال يعتقد أن بإمكانه الاستمرار على النهج نفسه وإن استبدل قنواته.
وأضافت: «أعتقد أن الهدف من إطلاق الحملة هو لبث مزيد من التحفيز في نفوس الشباب، في حين قد تضعف عزائمهم بين فينة وأخرى، خصوصاً خلال انحسار وتفكك نشاط الجماعات الإرهابية، وتبديد كثير من مخططاته».
وأشار الباحث في شؤون الجماعات الدينية إلى أن أسلوب الحملة يجب تعريته، والكشف عنه، خصوصاً أن زوجات ممن قتلوا في مواجهات في مناطق الفتن والصراعات أو في الداخل وأطلقوا عليهم «شهداء» كما يدعون، لم تشتك إحداهن ومعظمهن متبرئات من أفعال أزواجهن.
ولفتت إلى أنهن لا يرحبن بدعوة تنظيم «القاعدة» لهن بالزواج مرة أخرى، خصوصاً وأن «القاعدة» هي سبب موت أزواجهن ومن الطبيعي أن يكون لهن موقف مضاد لدعوات تلك الجماعات.
وذكرت الملحم، أن التنظيم مجنّب لدور المرأة أو وضعها في حسبان استنفاذ نجاح تحقيق أهدافه من خلال قنوات أخرى، وأن الفرد الإرهابي هو في حال تغيب العقل تجعله لا يفكر ولا ينظر إلا إلى أمامه، وما وعده منظرو تنظيم «القاعدة» من وراء تفجير نفسه، صحيح أنه لا ينظر للخلف (أي أسرته)، فحين تبث «القاعدة» ضمانة اطمئنان لهذا الفرد فهي تضمن تماماً عدم التفاتته ومراجعة أهله وأسرته وزوجته واستنكارهم لتصرفاته.