بحضور جماهيري كثيف جداً تجاوز الخمسين ألف متفرج التقى المنتخبان العراقي والفلسطيني في ملعب الشعب الدولي في بغداد في مبادرة لكسر الحظر الرياضي المفروض على الكرة العراقية منذ عام 2002.
وقد زحفت الجماهير العراقية منذ الصباح وملأت مدرجات الملعب شباباً ورجالاً ونساء واطفالاً وتزاحم الالاف خارج الملعب لعدم قدرتهم على الدخول بسبب امتلاء مدرجاته وتعطش الجماهير العراقية لرؤية منتخبها الوطني في العاصمة بغداد منذ سنوات عديدة.. وقد اختلطت المشاعر الجياشة بين الفرح والفخر, وكذلك توهجت مشاعر الشكر الكبير للمبادرة الرائدة والرائعة للشقيق الفلسطيني في تصميمه على ان يكون صاحب الخطوة الأولى والمهمة في رفع الحظر عن اقامة المباريات في العراق ولعبه على ارض ملعب الشعب الدولي في بغداد.
وحينما دخل افراد المنتخب العراقي لارض الملعب قوبل لاعبوه بوابل من التصفيق الحار والهتافات العالية التي تؤكد حب الجماهير العراقية للاعبي منتخبهم الذين حرموا من مشاهدة مبارياته على أرضه منذ سبعة أعوام. بعدها شكل اللاعبون حلقة في وسط الملعب وسجدوا شكراً لله على هذا الحدث الكبير.
وقد تأخر وصول المنتخب الفلسطيني لملعب المباراة نتيجة العاصفة الترابية التي هبت على العراق وأخرت وصول الطائرة الخاصة التي اقلت الوفد الفلسطيني من مدينة أربيل في شمال العراق الى العاصمة بغداد. وادى هذا التأخر الى تأخيرانطلاق المباراة اكثر من ساعة. وعند وصول المنتخب الفلسطيني الى مطار بغداد الدولي توجه مباشرة الى ارض الملعب دون التمتع باي قسط من الراحة ليشارك اخوته العراقيين عرسهم الكروي الكبير.
وقد انطلقت المباراة بتحكيم طاقم عراقي بقيادة الحكم الدولي صباح عبد وبروح رائعة تجمع لاعبي الفريقين الذين يعرفون ويعون عمق ونبل الهدف الذي اقيمت من أجله هذه المباراة بعيداً عن اي نتيجة من فوز أو خسارة.
تسيد المنتخب العراقي معظم الشوط الأول لعباً بينما شكلت الهجمات المضادة للمنتخب الفلسطيني خطورة حقيقية في العديد من المناسبات. في الدقيقة الثامنة والعشرين تقدم العراق بهدف تاريخي حمل توقيع اللاعب هوار ملا محمد ليسجل أسمه كأول لاعب عراقي يسجل هدف على أرض ملعب الشعب الدولي في بغداد منذ فرض الحظر على اقامة المباريات في العراق منذ سبعة أعوام, ولينتهي الشوط الأول بهذا الهدف وبأداء جميل ونظيف وأخوي من الفريقين.
وأستمر التفوق العراقي في الشوط الثاني مع انخفاض واضح في اداء المنتخب الفلسطيني نتيجة الاجهاد الكبير الذي عانى منه الفريق في طريقه الى العاصمة بغداد. وقد ادى ذلك الى تسجيل العراق لثلاث اهداف اخرى حملت توقيع كل من كرار جاسم د. 58 و علاء عبد الزهرة د. 73 واخيرا عماد محمد في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء. ولتنتهي هذه المباراة التاريخية بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء لصالح المنتخب العراقي
يذكر ان هذه هي المباراة الثانية التي يلتقي فيها منتخب فلسطين شقيقه العراقي على ارض العراق في محاولة لكسر الحظر الرياضي على اقامة المباريات على الأراضي العراقية. حيث شهد يوم الجمعة الماضي العاشر من شهر تموز لقاءً ودياً دولياً على ارض مدينة أربيل شمال العراق وانتهى عراقياً ايضا وبثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
وفي حديث لقناة العراقية الرياضية اكد السيد جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على عمق العلاقة التي تربط الفرق العريبة مع بعضها وفخره لكون المنتخب الفلسطيني كان صاحب المبادرة في كسر الحظر الرياضي المفروض على العراق. كما وعد السيد الرجوب بأن يلعب المنتخب الفلسطيني مباراة ثالثة مع منتخب العراق وهذه المرة على ارض مدينة النجف جنوب العراق في وقت لاحق.
فيما عبر لنفس القناة أيضاً الاعلامي الأردني محمد قدري حسن الذي رافق رحلة المنتخب الفلسطيني الى العراق فخره بمشاركته في هذا الحدث الكبير, واكد على الحالة الامنية الجيدة التي تعيشها مدن العراق التي زارها. واوضح السيد حسن بأن مشاعر لاعبي المنتخب الفلسطيني كانت متأججة وهم يطأون بأقدامهم ارض مطار بغداد الدولي ومن ثم سيرهم لمسافة تربو على العشرين كيومتراً مروراً في شوارع العاصمة بغداد وفوق نهر دجلة, وان بعض لاعبي المنتخب الفلسطيني قد أنهمرت دموعهم وهم يقتربون من ملعب الشعب الدولي ويرون الاعداد الهائلة من الجماهير العراقية التي زحفت من كل أرجاء العراق للمشاركة في هذا الحدث التاريخي.