بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مرثية كتبها الشيخ الشاعر \ عبدالمجيد بن محمد بن سليمان العُمري
في أخته \ لولوة بنت محمد بن سليمان العُمري - رحمها الله -
إني لأؤمن بالمكتوب والقدرِ
فالحمد لله في صفوٍ وفي كدرِ
(وبشِّر الصابرين).. الله واعدنا
صدقاً لما جاء في الآيات والسورِ
هذي المقادير لا طبٌّ سيدفعها
وليس ذو حذرٍ ينجو من القدرِ
قالوا لنا نكباتُ الدهرِ حاكمةٌ
وأيُّ نفسٍ عليها الدهر لم يجرِ
سهم المنية لن يبقي على أحدٍ
سهم المنية سيَّارٌ على البشرِ
غشى الأحبة أمر قضَّ مضجعهم
ما أثقل الموت من هول ومن خبرِ
أذكيت أختاه بالتوديع لوعتنا
فكلنا بين محزون ومنفطرِ
قد هزَّ فقدك منا كل جانحة
بنت الكرام وداعاً درة العُمرِي
مرأى ارتحالك يا أختاه ذكرني
رحيل أمي يوماً كنت في الصغرِ
أختاه إنَّا إلى الرحمن مرجعنا
ونحن بعدكم نمشي على الأثرِ
أختاه أختاه كم في القلب خافقة
على رحيلك يبكي الطفل في الحجر
أنت اللآلئ عندي لست لؤلؤة
وكان منطقك فيضاً من الدررِ
إن قلتُ مدرسة أو قلتُ جامعة
فلا مشاح لما أبقته من أثرِ
عانت سنين وما أنَّتْ ولا جزعت
وأقرب الناس لا يدري عن الخبرِ
مع الأقارب والأرحام في صلةٍ
تبدو كما الشجر الملآن بالثمرِ
كم يعرف الأهل والجيران طيبتها
بفعلها الخير لم تبقِ ولم تذرِ
تمسي وتصبح والإخوان هاجسها
من كان في حضرٍ منهم وفي سفرِ
بالعلم والفضل والإيثار تنصحهم
تدعو لإخوتها بالعزِّ والظفرِ
تبغي المعاليَ للأحباب منزلةً
لا ترتضي الخَلْفَ أو ترضى بذي الخورِ
حديثك العذب كم أطرقت أسمعه
ما غاب طيفك يا أختي عن البصرِ
يبقى الوفاء ولو فارقتنا جسداً
فليس حبُّك في الذكرى أو الصورِ
يا رب آنس بوسط القبر وحشتها
من الضياء يواري ظلمة الحفرِ
إني سألت إله الكون يجعله
في جنة يرتجيها كل مصطبرِ
وأسأل الله أن يعلي منازلها
في جنة الخلد في عالٍ من السرر
مع النبيين والأبرار في عدن
في صحبة المصطفى مع خاتم النذرِ
واغفر لها يا إلهي كل ما كسبت
واجعل ملابسها من سندس خضرِ
هذي مشاعر مكلوم ومنفطر
وذي أحاسيسُ قلبٍ ليس من حجرِ
صبراً جميلاً فذي الأقدار نافذة
إن النوائب فيها منتهى العبرِ
وفي الختام صلاة الله دائمة
على النبي المصطفى المختار من مضرِ