بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي منتديات القوافل العربيه
إليكم أولى كتاباتي في هذا المجلس ( الاسلامي )
والله أسأل أن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل
فمن تقدير العليم الحكيم ان أخفى علم وقت قيام الساعه عن جميع خلقه واختص به سبحانه وجعله من غيبه الذي لم يظهر عليه أحد من ملك مقرب ولانبي منزل فقال سبحانه : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لايجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لاتأتيكم الابغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولاكن أكثر الناس لايعلمون ) وقال عز من قائل : ( يسألك الناس عن الساعه قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) وقال تعالي : ( وتبارك الذي له ملك السموات والارض ومابينهما وعنده علم الساعة واليه ترجعون )
غير أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بماجاءه عن ربه بأماراتها وعلاماتها الدالة على قرب وقوعها ودنو زمنها ومن تلك العلامات كثرة الزلازل في آخر الزمان ولاشك أن هذه الزلازل فيها من البلايا والرزايا ونقص الاموال والانفس والثمرات مالاياتي عليه الحصر ولايستوعبه البيان ، غير أنها لاتخلو من آثار رحمة الله بعباده وكريم عنايته وعظيم إحسانه اليهم وقد جاء بيان هذه الحقيقة وإيضاح هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده وابو داود في سننه والحاكم في مستدركه بأسانيد حسان واخرى صحاح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أمتى هذه أمة مرحومه ليس عليها عذاب في الآخره عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل )) وهذا الحديث كما قال أهل العلم في الثناء على هذه الأمة ومدحها باختصاصها بهذه الفضيله عن غيرها من الامم بأن الله رفع عنها الآصار والاغلال التي كانت على الامم الماضيه .
وان غالب أفراد هذه الأمه يجزى بأعماله في الدنيا بالمحن والامراض والرزايا التي منها الزلازل تكفيرا وتطهيرا ، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن ابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مايصيب المسلم من نصب ولاوصب ولاهم ولاحزن ولا أذي ولاغم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه )) والنصب هو التعب والوصب هو المرض ، وفي البخاي ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من يرد الله به خيرا يصب منه )) أي ينزل به من الوان المصائب ما يكونكفارة لذنوبه إذا هو صبر واحتسب ، وأما أهل الكبائر من أهل التوحيد وماتوا من غير توبه فهم تحت مشيئة الله ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم لقوله سبحانه : ( إن الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشاء .. الآيه )
الا وان المسلم ليقف أمام هذه البلايا والزلازل موقف تفكر وتدبر في قوة الله تعالى وقدرته ، القوة والقدرة التي لاتماثلها أي قوة أخرى مهما بلغت من السطوة والنفوذ ، فلا عجب أن وصف ربنا نفسه بالقوي فقال عز من قائل : (( ماقدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز )) وقال تعالى : (( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز )) وقال عز وجل : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ))
فإذا استقر هذا المعنى في القلب أورث العبد خوفا من الله وتعظيما وإجلالا له سبحانه ونفرة من معصيته وتجنبا .
ثم إن إفتقار العبد الى الله سبحانه وتعالى ودعائه وكثرة الإستغفار والذكر والاحسان الى عباده بالصدقات وسائر ألوان البر الأخرى ، كل هذا دائم متأكد في كل الأوقات لكنه في وقت الشدائد أعظم تأكدا مع لزوم المحافظة على الصحيح الثابت من أذكار الصباح والمساء لما فيها من تحصن واستعاذة بالله واحتماء بسلطانه القوي الاعلى من جميع الشرور والآفات ومن طوارق الليل والنهار.
كما أن إستخدام التقنيات من أجهزة إنذار مبكر وغيرها أنعم الله بها على عباده لاينافي كما التوكل عليه سبحانه لأنها من تقدير الله ونعمه التي هيأها لعباده فالله عز وجل علم الانسان مالم يعلم .
والمسلم لايفر من قدر الله الا الى قدر الله كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه حين عجب من نهي عمر عن دخول البلاد التيي تفشى بها مرض الطاعون فقال : أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين ، فأجابه عمر قائلا : لوغيرك قالها يا أبا عبيده ! نعم نفر من قدر الله الى قدر الله ، أرأيت لو ان لك إبل فهبطت واديا له غدوتان إحداهما خصيبه والأخرى جدبه ، أليس إن رعيت في الخصيبه بقدر الله وإن رعيت في الجدبه من قدر الله ؟! فجاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان متغيبا لحاجته فقال : إن عندي علما في هذا فقد سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( إذا سمعتم به أي: الطاعون بأرض فلاتقدموا عليه وإذا وقع بأرض وانتم بها فلاتخرجوا فرارا منه ) فحمد الله عمر وانصرف .
ختاما أسأل الله عز وجل أن يكون لأخواننا في أرض العيص وأملج وما جاورها عونا وظهيرا وسائر بلاد المسلمين وأن يأمن روعهم وان يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذالك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
محبكم
أبوعمر العدواني