بسم الله الرحمن الرحيم
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ورعاه ـ تستضيف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في محافظة جدة مؤتمراً إسلامياً عالمياً يجمع وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية في العالم الإسلامي ، وهذه القصيدة دعوة للمجتمعين للاعتصام بكتاب الله والاحتكام إليه مع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى تعيد الأمة أمجادها.
عبدالمجيد بن محمد بن سليمان العُمري
مدير عام إدارة الدعوة بأفريقيا
أهلاً بأهل العقد والإحكام = في نبع إسلام ودار سلامِ
يا أيها الحكام تلك رسالتي = حبرتـها بمحـبـة ووئـامِ
كم في بلاد اللمسلمين مواجعٌ = وفواجعٌ تعصى على الأرقامِ
كنا وكنا في زمان سابق = أسطورة الأمجاد والأعلامِ
نحن الأئمة في عصور أسلفت = واليوم سرنا دون أي نظامِ
حزنا العلا سبقاً وكنا أمة = تعلو السماك بمجدها البسامِ
المجد والتاريخ يشهد أننا = نحن العدول بسدة الأحكامِ
أذكرتم قول الرشيد لغيمة = حلي بأرض الهند أو بالشامِ
قد أرغمت كل البلاد لأمره = بالرغم من أطرافها المترامِ
واليوم نرجو لقمة من غيرنا = ونهان منه لكسوة وطعامِ
أجدادنا نالوا الزعامة والعلا = بالسنة الغراء والصمصامِ
الله أكبر كم تردد نطقها = عبر البلاد وسائر الاكامِ
واليوم طأطأنا الرؤوس مذلة = ومهانة من سائر الأقوامِ
واليوم نرضى بالهوان كأننا = شخص يجر لساحة الإعدامِ
يا أيها الحكام تلك أمانة = أوكلتموها وهي خير وسامِ
لا تنصتوا لمفرق ومشتت = يدعوكم للذل والإحجامِ
ما عابنا الإسلام لكن عابنا = سوء التصرف من بني الإسلامِ
يا أيها لحكماء هذا يومكم = قوموا ببث الروح في الأجسامِ
هيَّا نوحد بالكتاب صفوفنا = فبنهجه نعلو على الأقوامِ
والوحدة الكبرى سبيل نجاحنا = وبغيرها نبقى على الآلامِ
هدي الشريعة فيه كل فلاحنا = لا تسمعن مقولة اللوامِ
إن العلاج بعودة لشريعة = ليس العلاج بنبذها لسقامِ
صونوا حدود الله فهي سياجكم = نعم السياج لمقتد وإمامِ
إن التضامن والتلاحم مطلب = لاسيما في هذه الأيامِ
والحكم بالقرآن خير وسيلة = لرضا الإله وهو خير نظامِ
ماذا استفدنا من نظام جاهل = تشريع غير الله محض ظلامِ
ما الخير إلاّ في اتباع محمد = وكتاب رب الخلق ذي الإنعامِ
من قال إن الدين رمز تخلف = فقد افترى زوراً بسوء كلامِ
ليس التقدم في التأخر عنهما = إن التقدم في عرى الإسلامِ
إنا أضعنا الدين والدنيا معاً = بتخلف وجهالة وقتامِ
يا أمتي هد الشقاق جسورنا = وأحالنا لشراذم وحطامِ
إن التنازع للدمار ذريعة = فلتعدلوا عنه لنهج كرامِ
يتكاتف الأعداء في ساحاتهم = والمسلمون بلجة وخصامِ
يا إخوة في الدين لا تتنازعوا = وحذار أن نغدوا طعام لئامِ
فرح العدى بخلافكم ونزاعكم = فلتكبتوهم باتحاد سامِي
بان الخفاء وبان مكر عدوكم = فالغرب يعبث مسفرا للثامِ
حتى كتاب الله لم يسلم وكم = قد طاله التدنيس من أزنامِ
ما ردهم شهر عظيم يخسأوا = فمذابح تجري بشهر صيامِ
هم يدعون تحضراً بنظامهم = وحقوقهم بانت كخلق رمامِ
هم ينحرونا كالخراف لأننا = عشنا بهذا الوقت كالأنعامِ
يبغون للإسلام ضعفاً دائماً = نعتوه بالإرهاب والاجرامِ
وتفننوا في مكرهم وخداعهم = لشعوبنا بوسائل الإعلامِ
يا أمة الإسلام هيا فانهضي = داس اليهود ثراك بالأقدامِ
المسجد الأقصى يئن ويشتكي = والجرح منه بالتخاذل دامِ
لم يرحموا كهلاً وشيخاً مقعداً = أو يرحموا طفلاً بسن فطامِ
عاثوا بنو صهيون في أرجائه = فئة من الأوغاد والأقزامِ
كم اشغلوا أبناءه بتناحر = أو وسط راقصة وكأس مدامِ
هذي حكاية أمة مكلومة = أبناؤها قتلوا بغير حسامِ
من للأرامل والثكالى والنسا = من ذا تراه يرق للأيتامِ
رقوا لحال يتيمة ودموعها = من حرقة فوق الخدود سجامِ
منعوا الإغاثة والتراحم معهم = تركوه دون ملاحف وطعامِ
لا هيئة الأمم استعادت حقهم = والكل عن انصافهم متعامِي
(فيتو) يصادر أرضهم وحقوقهم = ويردها بالكبت والإلجامِ
أين السلام؟ وما رأينا منصفاً = والبعض عن فعل العدو يحامِي
يا أيها الحكام هل من عودة = تصحوا بنا من غفوة النيامِ
يا أمة الإسلام طال سباتنا = ورقادنا في آخر الأعوامِ
وشبابنا ما بين فكر طارف = أو آخر أضحى قتيل غرامِ
لا نبتغي رجلاً يميع دينه = أو خارج يقسو على الأرحامِ
قودوا الشباب لمنهج متوسط = ردوه عن (لغم) وفعل حرامِ
حثوا البلاد لنهضة وتعلم = وصناعة مرموقة بزمامِ
حثوا الشباب لصنعة وزراعة = قوموا بهذا الأمر خير قيامِ
إنا سئمنا من اضاعة وقتنا = في لهوة الزمار والأنغامِ
فالجهل ينخر في البلاد بأسرها = والفقر يهتك سترها بسهامِ
تاهت على سعة الطريق دروبنا = ومسيرنا فيها على الأوهامِ
كل الشعوب تطورت وتقدمت = وشعوبنا عجزت لأجل فئامِ
يا أمة الإسلام طال منامك = ليست مواجهة العدا بمنامِ
لنزيل ثوب الذل عن أوطاننا = ونعيد ثوب العز بالإسلامِ
فالعز ليس بضاعة مجلوبة = ما أن ينال العز بالأحلامِ
والعز ليس بخطبة رنانة = فالعز بالتخطيط والإقدامِ
هي صفحة سوداء نبغي طيها = ونزيل كل جهامة وقتامِ
لا تيأسوا فالله منجز وعده = أمر أكيد ليس قول أنامِ
يا خادم الحرمين بورك سعيكم = بلقاء أهل العلم والإحكامِ
شكراً لسعيك في اتحاد صفوفنا = من بعد طول تشتتٍ وخصامِ
الصدقُ منك سجيةٌ وجبلةٌ = لم تستند للكذب والإيهامِ
ولأنت عبدالله خير مؤمل = في عودة وقيادة لزمامِ
بوركت عبدالله رائد وحدة = فالعز والتمكين في الإلحامِ
من أمة المليار ألف تحية = فسبيل وحدتنا أعز مرامِ
والله أسأل أن يؤلف بينكم = حتى تعيدوا وحدة الإسلامِ
والله أسأل أن يكلل جهدكم = في أن نعود لعزة وسنامِ
يا رب وفقهم ويسرهم إلى = سبل الرشاد على مدى الأيامِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ