الحياة ممر والأخرة مقر
وجدنا بهذه الحياة
لا أحد منا يدرك ساعة صرخته الأولى
تلقفتنا أيدي المحبين والأهل بالحب والفرحة
بدأنا نأخذ من الحياة ما شاء الله لنا
اولها : أحلام الطفولة ... كبيرة في مخيلتهم صغيرة في نظر الكبار
لا تعدو عن لعبة او حلوى او شيء من هذا القبيل .
ومع مرور الأيام نكبر وتكبر معنا الأحلام والطموحات .
ربما نشعر في ساعات أننا مقيدين من قبل الأهل لالزامهم لنا بأشياء ونحن لا ندرك
بعد فائدتها لنا مثل: الدراسة والرقابة فنرى أن هذه أمور ثقيلة على أنفسنا ولربما تمنينا
لو نتخلص منها ولكن هذا بدافع رغبة وقتية سرعان ما تزول حينما نكبر فندرك أن ذلك
كان لمصلحتنا ونبدأ نمارسه تجاه أبنائنا فيما بعد.
وبعد الطفولة ننتقل لمرحلة أخرى هي فترة المراهقة والشباب والتى تتحول معها الأحلام والأمال
الى منحى مختلف تصبح أكبر نتمنى الزواج ونحلم بالثروة والسيارات الفارهة وربما حلم البعض
بالرحلات والسفر ليطوف العالم من أقصاه الى أقصاه .
وشيئا فشيئا تبدأ والأمور تتغير حينما نرى أن هذه الطموحات والأحلام تحتاج الى مقومات ودعائم لتحقيقها
وأولها توفر المال(المادة) التي بها نحقق تلك الأشياء .. فمن أين وكيف؟
قليل من تتوفر لهم هذه الأشياء من خلال موروث الأباء
ولكن غالبية البشر يحتاجون للكفاح من أجل توفير ذلك
نبدأ برحلة البحث عن العمل.. ثم رحلة التوفير
وبدون أن نشعر نج أنفسنا درنا بدوامة الحياة
تزوجنا وأنجبنا وبدأنا نمارس دور الأباء والأمهات
بأنا نفكر بأبنائنا وننسي أنفسنا
نحلم بأن نحقق لهم العيش الكريم والحياة الكريمة
نتألم لألامهم ونحلم بأحلامهم
ونسير شيئنا ام أبينا بركب الحياة
متوجهين الى النهاية
وكأن أيام العمر وسنينه التي مرت علينا
مجرد لحظات نتذكر كيف كنا بالأمس أطفالا
وكيف صرنا أباء وأمهات
وربما مر علينا لحظات تمنينا فيها لو عدنا
الى الوراء لنسمتع بلحظات أصبحت اليوم
ممنوعة علينا إما لعجز او عدم مقدرة
وخلال هذه الرحلة القصيرة من أعمارنا
نسى أنفسنا ونحرمها من كثير مما ينفعها
ونظن أننا بما نجنيه بالحياة الدنيا هو غايتنا
وبين لحظة وأخرى
تطوى صفحة الوجود
ننتقل لعالم أخر الله وحده الذي يعلمه
ليس به عمل ولكنه لجني ثمار مرحلة الحياة
فإن كانت خير وجدناها وإن كانت غير ذلك لقيناها
لن تنفعنا أموالنا التي جمعناها ورحلنا وتركناها فهي لم تعد لنا
أصبحت لغيرنا .. قد نكون حرمنا أنفسنا منها وهم من يسمتعون بها
وقد ينسون حتى الدعاء لنا بالرحمة ولربما إختلفوا عليها فتلحقنا لعنتهم الا من شاء الله من الصالحين.
لذا اقول:
لمن يقرأ ما دونته .
1- أن الأرزاق بيد الله وما خلق من دابة الا وهو سبحانه متكفل برزقها .
2- سعادتك الحقيقية ليست بهذه الدنيا ولكن بما بعدها فهل قدمت لنفسك شيئا تلقاه
هل أطعت الله فيما أمر وأجتنبت ما نهى عنه وزجر؟.
هل قدمت لنفسك صدقة تستظل بظلها يوم لا ظل الا ظله؟.
هل عملت بدنياك خير تلقاه أمامك؟ز
3- تذكر دائما بأن هذه الحياة الدنيا مرحلة عمل بلا حساب وأن الأخرة
حساب بلا عمل فإما الى جنة عرضها كعرض الموات والأرض ونعيم له أول ما له أخر
يفوق الوصف فبالجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
واما الى نار وقوها الناس والحجارة ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر.
تخيل أين ترغب أن تكون ..؟
اللهم إختم لنا بالخاتمة الطيبة وأجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك.
وأخر دعوان أن الحمد لله رب العالمين.