الـحزن اجتاح قلبي و القلق أعياني ،
دموعي أصبحت عنواني ،
و قلـبِ متيـتم أصبح قانون في أوراق دستوري ،
ألم مزمن هو الحال اليومي ،
لم يعتد القلب على ألم كهذا
و لم تعتد الأعين على دمعٍ كهذا مالحٌ مألم ،
لكـن البعد و الفراق هي من تجعلنا نتطلع إلى الألم هنـآ ،
نعم أحادثه نعم أنا معه بقلبي ،
لكن القلب يسكر ضيقاً برحيله ،
و يتألم بصمت حتى لا تؤلمه دمعاتي بسقوطها ،
بل تصمت دمعاتي بحرقةٍ في عيني ،
و تتأرجح على خدي
إن كنت لوحدي ألملم أحاسيس تشتت ،
ضاعت و انهارت،
قلبـــــي
أحــب و صدق في حبه ،
أخــلص ، وفـآ و ما زال يناضل وفاءه ،
ها هو يبدأ بالبكاء و ها هنا أضمد نفسي بنفسي ،
لا أحاسيسٍ أستطيع أن اهديها إليه ،
و لا قلبٍ يستطيع البوح له،
فها هو ينشغل و يبتعد تارةً فتاره ،
رغم معرفتي بشوقه المتولد في قلبه ،
إلا أنه انشغل حتى عن قلبه ،
بعد داره ، و بعدت عني عينيه ،
أيـن هو ؟
هل هو يقرأ ؟
هل هو نائم ؟
هل يعد همساته الفنيه لي ؟
هل يركب الموج ؟
هل يود أن يقول أحبكِ ؟
أيــن هو ؟
..
للأسف قلبي بدأ يعيآ و يمرض ،
مرض الشــوق ،
مرض هتفات الحب ،
مرض تمزيق الواقع ،
مرضٌ غريب ،
لا يحمله سواي ..!
فأحلامي البريئة في صندوق..
داخله صندوق داخله صندوق..
المفاتيح الثلاثة في يدي
و لا يفهم أحجياتي غيري..
خلف قضبان الذكرى..
عصافير صغيرة و وحوش ضارية..
حقائق و أساطير و حمائم خلفها تطير..
دواءٌ و جروح ترحل بها الروح..
و في ذاك السجن..
أسيرٌ مسجون..
أميرٌ فقير..
فرحٌ و شجون..
نظرياتٌ و فرائض..
أكيدٌ و ظنون..
و من نافذةِ تلك الغرفةِ القاتمةِ الظلمة..
يطل ضوء القمر على ظلمة القدر..
أسطورة تبحث لنفسها عن إقامة..
و في هوام الليل..
تظهر جنية تنسدل مع ضوءِ القمر..
تشير لي بعصاها و تقول:
أنتِ أيتها المسكينة..
إنسي أحلامك الوردية..
و ابحثي عن ورقٍ جديد..
ورقٍ أبيض كمثلِ نقائك..
و انفثي حبركِ فيه دنياً جديدة و سنةً كئيبة ..
أفتح عيني..
لقد أتتني الملائكة لتنفض الضباب عن سمائي..
و تنفر عبر أجنحتها همسات النجوم..
لازال الضوء هناك..
و لو أن الضباب قد أسدل ستائره عليه لزمن..
إن كان ذاك الزمن طويلاً..
لكن الضوء لم يزل هناك..
لن أكُفَّ عن ملاحقةِ حاضري بالبعدِ الزمني..
يجب أن أترك هناك صورة لحمامة وسط الصحراء..
و لن أعوِّل على الغدِ !!
فبعد أسر أحلامي
وبعد غروب شمسي
لن يبقى لي سوى
دمعاتي التي تسكب مع حبر قلمي ،
فاعذروا حبري ،
فهو يود التوقف
السراب