مشتاقة
وحيدة أنا في همي وفي قدري
والليل جزار يقتل كل أروقتي
في زقاق الحي أناجي وحدتي مللا
علي ألملم جزء من ألام أوجعتي
تغربت وللأهوال فكري قد توقعها
فأوصدت الباب أمام طريق مملكتي
أتحدث عن غربة طال الزمان بها
وودت العودة لعائلتي ومدرستي
وغدا االعيش على أيامي يضيق درعا
وغدا الخوف بالأستسلام مطالبتي
ورفضت مطلبه بالأستسلام قطعيا
وطلبت منه على الفور منازلتي
أحن لأم قد جن جنوني بها
لحضنها وقبلها مع نومي وأغنيتي
أحن لها وعلى الدوام أناديها
علي أخفف من شوقي لأمنيتي
وأبا له في الأخلاق منزلة
ياليتها تصل لنصف مسيره منزلتي
وصدقا زاد على أخلاقه ضعفا
مامن يوازيه في أيام أزمنتي
عيناي تشتاق والجبال تخشاها
من صغري كل عمري وأيامي وساعاتي
أعترافي أنهم هم حياتي وكلتا أجنحتي
وهم الدم اللذي يسيل ضمن أوردتي
وهم التاج اللذي أرفع فيه مرتبتي
لهم بالأخلاص وعلى الوفاء معاهدتي
أخشى الفراق كلما قررته عنهم
وغدوت أصاحب الهم في عيشي مسكنتي
ليت الفراق يفارقني ويرميني
وينساني لحين الردى مناسبتي
جسدي كيان من الأشواق وموطنا
أوزع منه الشوق للعالمين بأمتي
فمن يجابهني أنا بأشواقي
فالشوق بالحياة هو سري وأعجوبتي
كل شخص قد أشتاق واجب عليه تذكري
وكل شخص يخوض الفراق وجب عليه مناجاتي
جميل لو كنت للأشتياق وساما
في قلوب كل العاشقين تكمن سماتي
أداعب الحب وفي القلب أشاركه لاأعرف الوقت والدخول بأوقاتي
أنا كالحب لست بعينه أقاربه
في البعد أفوقه وفي الجفاء ساعاتي
أنا أاتي في كل لحظة للشخص يطلبني
أنا أتي بوحدته كما كان بحالاتي
لاأود لشخص أن يعيش ماعشت به
ولا أود أن يذوق ماقد ذاقته ذاتي
*********
فصوت الهوى يدوي كنار جَهَنمِ...
يحرِقُ دَمي الذي سالَ كالحِمَمِ...
في ليلٍ اختفى فيهِ ضياءُ الأنجُمِ...
أطفئُ ضوءَ غرفتي فيعودُ ويُضرَمِ...
من نار شوقي المُحرِقِ المُؤلِمِ...
صَفَحاتُ دفتري سوداء سواداً مُعتِمِ...
لم تبقى صفحةٌ إلا وحرَقتُها بحبرِ القلَمِ
الذي يسيلُ من قلبي وعروقي كالدَمِ...
مُشتاقَةٌ... وبروحي حرقةٌ ممزوجةٌ بالألَمِ...
لا أعرفُ متى وأينَ سأرتوي ولو بالحُلُمِ...
مللت الأيام َ فما زادتني إلا سَقَمِ...
قرأتُ وسمعتُ ما يكفي من الكَلِمِ...
ما وجدتُ الراحةَ في أخبارِ الأمَمِ...
فرُغمَ اختلافِ الأعراقِ والأحزابِ والسُنَنِ...
حياة الإنسانِ لم تتغير رغمَ تغيُرِ الزَمَنِ...
أحاولُ إيجادَ الحلِ فَأُمعِنِ
بجدوى الأيامِ طويلَةِ المحَنِ...
وساعاتٍ أُحِسُها على صدري كالكَفَنِ...
عِشتُ من الدهرِ ما يكفي ولوعَتي
أني لم أرى تَحَقُقَ أمنيَتي...
حبٌ ... يملأُ الدنيا وأزمنتي...
حبٌ ... يعيشُ لتعيشَ فرحتي...
حبٌ ... لا يموتُ بموت ابتسامَتي...
حبٌ ... يزهرُ وإن لاحتْ مَنيَتي...
فَعش أيها القلبُ ولا تيأَسِ...
رغم شرابِ العلقم الذي تحتسي...
ربما تأتي الأيامُ بما هو أتعَسِ...
أو تُشفى جراحي
من بوح قلمي
السراب