قف للمعلم
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أشرف أو أعز من الذي
يبني وينشىء عالماً وعقولا
لكن أحمد شوقي لم يمارس مهنة التعليم ولم يجرب المصاعب التي تعترض حياة المعلم، هذا الإنسان الذي يعطي الكثير ليؤدي رسالته الخالدة رسالة التعليم، والذي يدفع شوقي للتفاعل مع قضايا المعلم حبه للعلم ورغبته في أن ينجح المعلم بهذه المهنة. لكن الشاعر المعلم الذي جرب التعليم وآلامه لم يعجبه قول أمير الشعراء فرد عليه معترضاً:
شوقي يقول ومادرى بمصيبتي
قم للمعلم وفه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلا
لو جرب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولاً
حسب المعلم غمة وكآبة
مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
ولو أن في التصليح نفعاً يرتجى
وأبيك لم أك بالعيون بخيلا
لكن أصلح غلطة نحوية
مثلا وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهداَ بالغر من آياته
أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي
ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى
وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حماراً بعد ذلك كله
رفع المضاف إليه والمفعولا
يامن يريد الانتحار وجدته
إن المعلم لايعيش طويلا