هذه القصيدة من عيون الشعر العربي ومن أكثره تعبيرأ عن الروح الابية للشاعر العربي ، وقد أنشدها الشاعر طرفة بن العبد عند ما أيقن بأن عامل المناذرة على البحرين سيقتله في قصة طويلة ليس هذا مقام سردها .
ألا أعتزليني اليوم خولة أو غضي=فقد نزلت حدباء محكمة العض
أزالت فؤادي عم مقر مكانه=و أضحى جناحي اليوم ليس بذي نهض
وقد كنت جلداً في الحياة مدرئاً=وقد كنت لباس الرجال على البغض
وإني لحـلو للخليل و إنني=لمر لذي الأضــغان أبدي له بغـضي
وإني لأستغني فما أبطر الغنى=وأبذل ميسوري لمن يبتغي قرضي
وأعسر أحياناً فتشتد عسرتي=وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي
وأستنقذ المولى من الامر بعد ما= يزل كما زل البعير عن الدحض
وأمنحه مالي وعرضي ونصرتي=وإن كان محني الضلوع على بغض
ويغمره حلمي ولوشئت ناله=عواقب تبري اللحم من كلـم مض
وما نالني حتى تجـلت وأسفرت=أخو ئقة فيها بقرض ولا فرض
ولكنـه سيـب الاله وحرفتي=وســد حيازيم المـطية بالـغـرض
لأكرم نفسي أن أرى متخشعاً=لذي منة يعطي القليل على الرخض
أكفى الاذى عن أسرتي متكرماً=على أنني أجزي المقارض بالقرض
وأبذل معروفي وتصفو خليقتي=إذا كدرت أخلاق كل فتى محض
وأمضي أموري بالزماع لوجهها=إذا ما أمور لم يكد بعضها يمضي
وأقضي على نفسي إذا الحق نابني=وفي الناس من يقضى عليه ولايقضي
وإني لذو حلم على أن سورتي=إذا هزني قوم حميت بها عرضي
وإن طلبوا ودي عطفت عليهم=ولاخير فيمن لايعود إلى خفض
ومعترض في الحق غيرت قوله=وقلت له: ليس القضاء كما تقضي
ركبـت به الاهـوال حتى تركته=بمـنزل ضـنك ما يكد ولايمـضي
ولست بذي لونين فيمن عرفته=ولا البخل فأعلم من سمائي ولا أرضي
قد أمضيت هذا من وصية عبدل=ومثل الذي أوصى به عبدل أمضي
إذا مت فأبكيني بما أنا أهله=و حضي علي الباكيات مدى الحض
ولا تعدليني إن هلكت بعاجز=من الناس منقوض المريرة و النقض
حلفت برب الراقصات إلى منى=.يبارين أيام المشاعر و النهض
لئن هبت أقواماً بدت لي ذنوبهم=مخافة رحب الصدر ذي جدل عض
لقد طالما هزوا قناتي وأجلبوا=علي فما لانت قناتي على العض
وقد علموا أني شج لعدوهم=وأني على شحنائهم كثر ما أغضي
ولكنني أحمي ذمار عشيرتي=ويدفع من ركضت دونهم ركضي
بمشهد لا وان ولاعاجز القوى=ولكن مدلاً بخيط الناس عن عرض
لأبعد بني ذرى بن عبدل إذ غدا=بهم من يرجى لذة العيش بالخفض
مضوا وبقنا نأمل العيش بعدهم=ألا سار من يبقى على أثر من يمضي
فحسبي من الداء الذي ليس بارحي=وبعض هموم لم يكد وجدها يفضي
ألم ترى أن العين فاضت سجامها=من الدمع حتى لم يكد جفنها يغضي
كأن مجاج السنبل الورث فيهما=تداعت به الارواح في ورق رحض
كما ينظر الوراد خيـلاً سريعة=مقيدة تنـدو إلى الحلس و الغرض
خذوا حذركم أهل المشقر و الصفا=بني عمنا و القرض نجزيه بالقرض
ألا أبلغا بكر العراق بن وائل=بكأس سقى النصري شاربها رمض
فإن يقتل النعمان قومي فإنـما=هي الميتة الاولـى وتقدمـة القبـض
فميلوا على النعمان في الحرب ميلة=وكعب بن زيد فأشغلوه عن المحض
هما أورداني الموت عمداً وجردا=على الموت خيلاً ماتمل من الركض
رديت ونجى اليـشكـري حذاره=وحاد كــــما حاد البعـير عن الدحض
ولو خفت هذا الفتك في الدين دافعت=بنو مالك حتى يردوا الذي يقضي
فياعجباً للجـذع أرفـع فوقـه=وللصلب حظي من عداة و من قرضي
وكنا على ذي مرة وسط قومنا=ضبيعة قدماً نضرب الناس عن عرض
أبا منذر أفنيت فأستبق بعضنا=حنانيك بعض الشر أهون من بعض
أبا منذر إن كنت قد رمت حربنا=فمنزلنا رحب مـسافته مفضـي
أبا منذرمن للـكمـاة نزالها=إذا الخـيل جالت في قنـا بينها رفض
أبا منذر كانت غروراً صحيفتي=ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي
أبا منذر من للأمور التي ترى=على مرة تحدو الشرائع بالنقض
أبا منذر رمـت الوفاء فهبته=وحدت كما حاد البعير عن الدحض
ترى الناس أفواجاً إلى بـاب داره=ليعلم حـي مايرد وما يـمضي
فلست على الاحياء حياً مملكاً=ولست على الاموات في نكتة الارض
يقال أبيت اللعن و اللعن حظه=وسوف -أبيت الخير-تعرف بالخفض
فأقسمت عند النصب أني لـميت=بمتلفة ليست بغرب ولا خفـض
وتصبحك الغلباء تغلب غارة=هنالك لا ينجيك عرض من العرض
ويلبــس قوم بالمشقر و الصفا=شآبيب موت تستهل ولا تغضـي
تميل على العبدي في حد أرضه=وكعب بن سهل تخترمه عن المحض
فلا أرفد المولى العنود نصيحتي=إذا هو لم يجنح إلي ولم يفض
فما كل ذي غش يضرك غشه=ولا كل من تهوى كرامته ترضي