يـا صفـوة الأحبـاب والخـلاّن
عفواً إذا استعصـى علـيّ بيانِـي
الشعر ليس بِمسعـفٍ فِي ساعـةٍ
هي فوق آي الحمـد والشكـرانِ
وأنا الذي قضّـى الحيـاة معبـراً
ومـرجعـاً لِخوالـج الوجـدانِ
أقفُ العشيـةَ بالرِّفـاق مقصـراً
حيـران قد عقد الجميـلُ لسانِـي
يا أيها الشعـر الذي نطقـتْ بـه
روحي وفاض كما يشـاء جنانِـي
يا سلوتِي فِي الدهـر يا قيثارتِـي
ما لِـي أراكِ حبيسـة الألحـانِ؟
أيـن البيـان وأيـن ما علمتنِـي
أيـام تنطلـقـيـن دون عنـانِ؟
نَجواك فِي الزمن العصيب مُخـدَّرٌ
نامت عليـه يواقـظ الأشجـانِ
والناسُ تسأل والهواجـسِ جَمـةٌ
طـبٌّ وشعـرٌ كيـف يتفقـانِ؟
الشعرُ مرحَمـة النفـوسِ وسـرُّه
هِبـةُ السَّـماءِ ومِنحـةُ الديَّـانِ
والطبُّ مرمَحـه الجسـومِ ونبعـهُ
من ذلك الفيـض العلـيِّ الشـانِ
ومن الغـمام ومن معيـنٍ خلفَـهُ
يَجـدان إلـهـامـاً ويستقيـانِ
يا أيها الحـبُّ المطهـرُ للقلـوب
وغـاسـل الأرجــاس والأدرانِ
ما أعظم النجوى الرفيعـة كلـما
يشـدو بِهـا روحـان يَحترقـانِ
أنفـا من الدنيـا وفِي جسديهـما
ذُلُّ السجيـن وقسـوة السجـانِ
فتطلعـا نَحـو السَّـماءِ وحلَّقـا
صُعُـداً إلَـى الآفـاق يرتقيـانِ
وتعانقا خلـفَ الغـمامِ وأترعـا
كأسيهـما مـن نشـوةٍ وحنـانِ
أكتبْ لوجه الفَـنِّ لا تعـدلْ بـهِ
عرَض الحياةِ ولا الحطـامِ الفانِـي
واستلهـم الأمَّ الطبيعـةَ وحدَهـا
كم فِي الطبيعةِ من سَـرِي مَعـانِ
الشعـرُ مَملكـةٌ وأنـتَ أميـرُها
مـا حاجـة الشعـراءِ للتيجـانِ
هوميـر، أمَّـرهُ الزمـانُ لِنفسـه
وقضت لـه الأجيـالُ بالسلطـانِ
اهبطْ على الأزهار وأمسح جفنـها
واسكب نداك لظامـىءٍ صَدْيـانِ
فِي كلِّ أيكٍ نفحةٌ وبكـل روضٍ
طاقـةٌ مـن عـاطـر الرَّيْحـانِ
للشاعر: إبراهيم ناجـــــــي