الإهداء : ما تعوّدت يوما على رثاء الموتى غير أن ّ المصاب الجلل يعلّم الأمّي فنون الكتابة وينطق الحجر فالتي عاجلها الموت في غفلة منيّ ومن المحيطين بها من أحبّتها يدفعني دفعا إلى محاولة البكاء عليها غير الدّمع قد يستعصي على المحزون والمكلوم وقد لا ترتقي الكلمات إلى مستوى الألم إذ أن ّ …
الحزن أصناف في النّـفس يعتمــــــــــل
والكون من حزني بالدّمع يغتســــل
واريت دمعي يا من فاتهم وجعــــــــــي
ما أبخس الدّمع إن كان ينهمـــــــل
هل أطفأ الدّمع نارا إذا اشتعلــــــــــــت
أم ردّ ميتا النّوح أو القبــــــــــــــــل
أزهار حزني في الرّوح منبتهــــــــــــا
واللّفظ يا صحبي ضاقت به السّبـــل
الحزن في قلبي خمر معتّقــــــــــــــــة
والجسم يفنيه السّم كما العســــــل
تذوي الشّموع الدّامعات في خجــــــل
تستغفر الله ليلا وتبتهــــــــــــــــــــل
يا صاحبي أنسي كفّا ملامكمــــــــــــا
فالدّمع غال ما شحّت به المقـــــــل
بالأمس كان الصّبر مملكتــــــــــــــي
واليوم يا ربّ ما عدت أحتمــــــــــل
تعوي الرّياح في القلب مذ رحلــــــت
تلك التي كانت بالحبّ تحتفــــــــــــل
كانت .. وكان الحبّ يجمعنـــــــــــــــا
كنّا نجوما ،، وهي البدر مكتمــــــل
الشّعر كانت .. حين الوحي يعجزنـي
والحلم كانت ،، منها ينبع الأمــــــل
جاءت إليها خيل الموت مسرجـــــة
فاستقبلتها : لا خوف ولا وجــــــــل
في لهفة ،، راحت للموت مسرعــة
في غفلة منّا بالموت تحتفـــــــــــــل
الدّار تبكي والحقل بعدما رحلــــــت
قفر .. وتاهت عن أفراخها الحجــل
إن تدعني الأشواق لرؤيتهــــــــــــا
يوما ،، لها روحي لا بدّ ترتحــــــــل
إن مات في صدري الشّعر والغـــزل
فالحبّ باق ما امتدّ بي الأجـــــــــــل