سألت البدر ليلا
يابدر هل إذا أقبل الهلال
بعليائه شامخا غرة ؟؟
فأجابني متفاخرا
أنا البدر في منتصف السماء
كالب إمرء في ريعان الشباب
هل يغار من عجوز هرم أم
من طفل في المهد لازال
أنا البدر هل من هلال هزيل أغار ؟
بالأمس كنت أخشى عليه من الحزن
كثر هزاله حتى ماعاد يرى
فهل منه بلله عليك أغار ؟؟
*******
يا بدر ماذا بصنيع الشمس أنت فاعل ؟؟؟
إذا أقبلت بنورها ودفء شعاعها تتبختر
فقال :
بيني وبين الشمس عهد
لا أنا أضعته فيعتمة ليلي
ولا هي أحرقته بلهيب شعاعها
*****
فأنا شعاع أمل لغد بالمجهول قد حيك
واستراحة عقل من التفكير قد تعب
وهدوء نفس أرهق كاهلها هموم غد
أنا البدر في عليائي
تتخاطفني الأبصار
كحسناء تتبختر إذا أقبلت
*****
يا بدر كفاك تبختر و غرورا
ورحم نجم من نورك قد خفى نوره
وطال به السير حامل ذيل غرورك
وأعياه تسلط قراراتك
ترسم به أمل وتمحوه
وإذا ما عجب الناس يوما
من بريق ذاك النجم
أمرته للنوم أن يخلد
هل لغرورك حد
أم أنك للغرور قد أضفت غرورا
تمشي متبخترا بالسماء
تحرسك نجومه
إذا غبت يوما
ترى الليل البهيم من الحزن قد بكى
وبللت دموعه أرضنا
وعيون ذبلت تنتظر إطلالتك
وشعرائنا سطرة ألف معلقة بحسنك
علك إن سمعة بها خرجت شاكرا
لكنك تأبى
فأنت البدر من أضفى على تلك المعلقة معنى
فلولاك ماكانت معلقة
تغنى بسحرها الشعراء
يا بدر أنظر ماذا صنعت بالبشر
كثر النظر إلى حسنك الفتان
حتى صرت في وصف الحسن أنت المثل
كفاك غرورا كفى
******
فقال البدر كفي عن الكلام ياحسناء ونصتي
أنا لست كما تنعتينني
أنا والنجم كالأب يحتضن صغاره
فتلك النجوم صغاري
أحبها وأحتضنها بدفء بجوري
أنا لست إلى كوكب
قد أعياه كثرة الحفر
رئفت الشمس يوما بحالي
وأمدتني بشعاع نور
فأضاءة ظلامي
عرفانا بجميلها
أخبرتها أن عليها أن ترتاح ساعات من العمل
فقالت إذا غبت يوما أنا وسترحت
سادت ظلمت اليل
وشاعت أساطير الخوف
أخبرتها إني بنورها سوف أأتي
لأضيء في الليل البهيم
وكان عهدنا الذي طال
إن وصفني شاعرا يوما بالغرور
فلجهالة منه أو إشفاقا على حالي
*******
فأنا رسالت جميلة سطرها
عاشق لحبيب قد غاب
أو إنني مجرد ذكرى في طياتها
تحمل ألم الفراق
هذا هو سري فهل استرحة ياحسناء
فتركيني في غروري أسير
ففي غروري قد تغنى الشعراء
وفي شعاعي الفضي قد اسرت
كل معاني الحزن والحب
أنا أعجوبة هذا الكون
فأنا ماكنت لولا الليل
سبحانه الخلاق
حاك حسني بشعاع فضي لامع
ونسج ليلي بخيط حرير أسود
فكيف للشعراء أن لاتتغنى بحسني
وأنا من أبدعني الخالق
اسير في الليل البهيم
بشعاع لامع
فأخطف الأنظار
وأدهش العقول
من تناسق الألوان
فنعتيني أو لا تنعتيني بالغرور
أنا لست مغرورا أو متعجرف
لكنني اعتدت سماع
اسمي مقروننا بالغرورحتى صار يزعجني
أن يقال البدر بدون الغرور
فإذا يوما شاعر أبله
شبه حسنك بالبدر
فلا تحزني ياصغيرتي
فأنا لم أسرد حكايتي إلى لك
فسي ياحسناء في الليل
فأنت البدر
لابل البدر قد استمد نوره
من نور وجهك الوضاء
فلا تخبريهم بحكايتي وصمتي
فهذا سر غروري
بقلم
السراب