حرفي دائما يصرخ بأعماقي
يناشدني أن أطلق له أفاقي
كم يعاني من القيود التي كبلته بها منذ زمن بعيد
يناشدني الرحمة به ويعاهدني بأن يكون طوع أمري
ولكني لا أثق به فقد عرفته متمردا حتى على ذاته
فأخشى أن تأخذني به رأفة ثم يقلب لي ظهر المجن
وبدلا من قيده تصبح القيود في أنا
حرفي منذ نطق به لساني وخطه قلمي به طموح يفوق طموحي
لا يرضى بالنزر اليسير في البوح والتعبير
يريد أن يغوص بأعماق بحار الفكر بكل أشكالها المباح والممنوع
قد أكون أنا من علمه الشقاوة في مقتبل عمره
لكنه حينما إشتد ساعته أعلن العصيان والتمرد
فلم يكن بد من زجه بزنزانة إنفرادية
لكي لا يجلب علي وعليه كارثة لا أستطيع معها الدفاع عنه
ولكنه ورغم ذلك يختلس من وراي ومن خلال نافذة زنزانته
بعضا من جموحة يرمي بها المارة فتصيب من تصيب
ولكنه قناص ماهر يعرف من أين توكل الكتف
لكي لا يزيد غضبي عليه
هذا تمرد حرفي
ولا أدري هل إكتسبه مني حينما ربيته صغيرا ؟
ام هو تفوق الطالب على معلمه ؟
كل الإحتمالات واردة
ولكن سيبقى رهينا بمحبسه الى ما شاء الله
ولن تأخذني به لومة لائم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجاء عدم الإحراج لا أحد يتوسط لإطلاق سراحه فهو رهين المحبسين .