أيها التاريخ ,,, أشكو إليك
تعبي,,,
و ضجري ,,,
وتوهاني ,,,
أكتب إليك بحبــر
جسدي و بأقلام وجداني
أقٌبل يديك .
كي تنساني..
.
وتقتل كل دليل يدل على مكاني
وتمحي أثار رحيلي وعلامات فقداني..
وأرجوك ,,,
أن تمحي اسمي ..
من اليوم الذي وجدت فيه ..
إلى اليوم الذي بعده لن تلقاني...
و أرجوك ..
أن تنسى ملامح وجهي ..
وكل بصماتي ...و كلماتي ...
كل بسماتي .. وأحزاني ...
فما أنا إلا...
قصة ٌعابثة ٌارتمت بين أيامك
نسمات هواءٍ لامست أوراق أشجارك
حروف منفصلةٌ عن أبجديتي كلماتك
ما أنا إلا...
قصيدة تائها غنتها شفاهك
أحلامٌ وردية مرت صوب مخيلتك
رسائل منسية تحت أبواك
..مرمية ...تحت شباك
وكلمات مطوية بين سطورك
أرجوك,,,
أن تنسى أنني قد نـــٌسيت..
وأنني يوماً قد حييت ..
وأنك أيها التاريخ في يوم ٍ منسي
شطبت اسمي وعنواني ..
وكل حقائب سفري وكل ألواني
..
من ملامح وجهك ..
وأيامك الطويلة ..
فأنا تعبت ..
واخترت ..
أن اترك الديار ,,
والعواصف الهوجاء
ورمال البحار ...
اخترت ترك كل السفن الراحلة..
إلى الديار ..
وأن أعيش بأكواخ ... بدون هواء
كي أتنفس الهدوء ..
واكتب ذكرياتي على النمارق
وعلى جدران الزوارق ..
لكن ..بدون أثار أقلام ...
لكي لا يكتشفها الزمان
ويعلم أن أحداً من البشر
كان يوما في هذا المكان...
لا تقول لي لا ...أيها التاريخ
فما أنا إلا سجل في طياتك
كطعنة سكين في خاصرتك
لا تقول لي لا ...
فأنا قد جهزت كل حقائبي
و ملأتها بأحزاني ومشاكلي
وبدموعي وبمناجلي
التي قطفت بها ورودك
وقطعت بها أشجارك
دعني أرحل ...
ولك كل أحلامي ..
وقصائدي ...
وكل طيوري وبحاري
..
وشطئاني..
دعني أرجوك ... فلست أقوى على الصبر
في مكان يـُقتل به الصبر
وتجلد فيه الأحاسيس
وتنتصر به الدموع
و التنازلات .
.
فأنا تنازلت عن ميراث من الأحزان
ميراث مزيف كالأحلام
ميراث ملوث بكل أنوع الهوان
فخذه كله ... لا تتركه لي
فأنا لا أستطيع حملها بين حقائبي ..
وبين دفاتري
...
شكرا لك أيها التاريخ ..لمنحي تذكرت الرحيل
من بين أوراقك وسجلاتك ..
فأنا الآن قد اجتزت الحدود ..
ولن أعود لن أعود ...
ولكني أرجوك ...
لا تترك لي اي عنوان
بقلم السراب