نهايتي في بدايتي
قد كانت لي حلما من الأحلام المتتابعة
والتي لم يتحقق لي منها الا أقل القليل
وتبخر الباقي فحملته رياح النسيان بعيدا عني
الا هي
حلمت بها وتمنيت أن يتحقق حلمي بها فقط دون غيره من الأحلام
سعيت وسعيت
بكل وسيلة ممكنة
لألفت إنتباهها الي
كرجل
وكمعجب
وكحبيب
كمبدع
وختلف
ويبدو أني من حيث لا أعلم قد دقيت أخر مسمار بنعش أحلامي
بدأت تقترب مني رويدا رويد
فبادرت بالركض نحوها
كان لقاء الأحلام
بدأت تبحث بأعماقي عن الماضي
وكأنها عالم أثار يريد أن يكتشف مخلفات الزمن الغابر
وبدأت أعينها في نبش مقابر أيامي الماضية
أجمع لها رفات ذكرياتي
كانت تجاملني حينا بكلمات ما
وتلزم الصمت أحيانا كثيرة
رميت بين يديها كل أوراقي
وبسطت لها ما بداخل أعماقي
لم أعلم بأن في هذا نهايتي
وفجأة
قالت لي:
فلان
فقلت لبيه
قالت: أنت مختلف
فظنيت هذا عجبا منها
لم أتصور غير هذا
قلت نعم
قالت : هذا فراق ما بيني وبينك
أنت رجل شرقي
بك عنفوان وصلابة
تعتز بماضيك ولا تنظر لمستقبلك
وأنا أريد رجلا عصريا
رمانسي متحرر
يعاملني معاملة الند للند
لا أريد أن أكون أنثى فحسب
أدركت من قولها بأنها تريد أن تسلبني رجولتي
وتمحو ماضي بأسره
أيقنت بأنها لم تعد حلمي
فهي بهذا التوجه لا تلزمني
حتى وإن كانت من بنات جلدتي
فقد لبست ثوبا غير ثوبها
غيرت جلدها وتريدني أن أغير جلدي
تريدني أن أكون تابعا لها وليست تابعة لي
فقلت: فلانة
قالت: يس
قلت هذا فراق ما بيني وبينك
لكم دينكم ولي دين
ولكم أطيب تحية