على بحرها المائج
أبحرت سفينتي
تصارع أعتي أمواج كأنها الجبال
وفي خضم ذلك الهول لم أفكر لحظة بالهلاك
رغم أنه قاب قوسين او أدنى
كان همي مغائر لهم سفينتي
فهي تصارع الموج بحثا عن النجاة من هلاك شبه محقق
يكاد يصم أذني أنين محركاتها من هول معاناتها وألامها
وأنا أحلق في عالم مختلف
أحلام وردية
بعروس البحر
أنتظر متى وكيف وأين سالتقي بها
فهي تعيش بداخلي
مختلفة عن كل النساء
تمتلك
أنوثة طاغية
وسحر بابلي لا مثيل له
في عينيها
في شفتيها
في جدائلها
في قوامها
في لونها
في أناقتها
في ذوقها
ومضت بي سفينتي الى أعماق محيطها
أحمل معي الهدايا والعطور
وباقات من أجمل الزهور
جملتها ببطاقات من الحس والشعور
من الشعر والمنثور
كي أقدمها لها حينما نلتقي بأعماق البحور
وفيما بين غمضة عين وإنتباهتها
حصل المظور
فقد أعلنت وبكل سرور
عبر وسائلها التي تمتلكها هي
أعلنت بأنها قد قررت وبدون سابق إنذار
بأنها لا ترغب في اللقاء
وكأنها بهذا الفعل تريد قتلي بإستحياء
ربما يحق لها ذلك
لأنها وجدت بي نوعا من الغباء
حينما سميتها بأجمل الأسماء
وفضلتها على كل النساء
فما أنا الاواحد من ضمن الغرباء
فعالمها غير عالمي
وأحلامها غير أحلامي
لكنها وبدون أن تعلم قد علمتني
بأن الوفاء لم يبق له وجود فوق أرض ولا تحت سماء
فقررت أن أمتطي أحلامي البائدة
وأعود لصحاري وطني كي أعيش فيها
فما أنا الا عربي تعشقني الصحراء وأعشقها
تعودت علي وتعودت عليها فهي بالنسبة لي كالبحر وأنا بها كالسمكة
لو خرجت منها حتما ولا محالة سوف أموت فعطشها خير من ملوحة ماء البحار
رمضاؤها وسماؤها وصفاء أجوائها ولمعان نجومها بظلمة ليلها أحب الي مما سواها
لكم
أطيب تحية
والى لقاء في أسطر قادمة