بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين الذي خلقنا من طين وأمرنا ببر الوالدين ومصاحبتهما إن كانا كافرين والصلاة والسلام على النبي الأمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:
كُلنا نعرف فضل عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ومكانته في الإسلام وحُب الرسول صلى الله عليه وسلم له فهو الذي يفر الشيطان منه فإذا سلك عمر-رضي الله عنه- طريقاً سلك الشيطان طريقاً آخر وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم فيما معناه: ((لو وزنت أعمال الأمة بكفة وأعمال عمر بكفة من غير الأنبياء وأبو بكر لرجحت كفة عمر))مع هذا الفضل والمكانة للفاروق –رضي الله عنه- أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بأن سيفد عليه رجلاً من التابعين من الكوفة وذكر له أسمه وشيئاً من صفاته فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم عمر إن رأى هذا الرجل فليطلب منه أن يستغفر له الله فهو مستجاب الدعوة.
فضل عظيم جدا ومنزلة وأيما منزلة رجل يوصي به الرسول صلى الله عليه وسلم ثاني أعظم رجل في الإسلام لأن يستغفر له مالعمل الذي أوصله إلى هذه المنزلة وجعله ينال هذه الكرامة!!؟
أتدرون مالعمل؟... إنه بره بأمه هو الذي أوصله لهذه المنزلة والكرامة
أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر . وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس . فقال عمر : هل ههنا أحد من القرنيين ؟ فجاء ذلك الرجل . فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ((إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس . لا يدع باليمن غير أم له . قد كان به بياض . فدعا الله فأذهبه عنه . إلا موضع الدينار أو الدرهم . فمن لقيه منكم فليستغفر لكم)) &&&
أحبتي من منا وصل لبر هذا التابعي بأمه قد يكون منا من وصل ولكن الكثير قد فرط وقصر نعم لايجزي الولد والديه ابداااا ومهما قدم وفعل إلا في حاله واحده وأظنها نادره إن لم تكن معدومة في هذا الزمان وهي عندما يكون الوالدين أو أحدهما مملوكاً فيشتريه فيعتقه.
قال صلى الله عليه وسلم: ((لايجزي ولد والداً، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه))
لا أحد يُنكر فضل الوالدين فالإسلام حثنا على البر بهما ومصاحبتهما حتى وإن كانا كافرين فكيف بهما إن كانا مؤمنين فالتكليف أشد وأوثق قال تعالى : ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً))
التقصير بحقهما كبير ومهما فعلنا فلن نُجازيهما بما فعلا فلو عاد كُل واحدٍ منا بذاكرته لوجد أنواع متعددة من العقوق كبُر أم صغر وأقله التأفف.
ومع هذا لانجد من الوالدين إلا الصبر على كُلِ زلةٍ بحقهما والفرح لنا حين فرحنا.
نحن نستطيع أن نفعل شيئاً مهماً لوالدينا ونكون سبباً مباشراً في رفع منازلهما في الجنة
قال صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي يرويه عن ربه: ((إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أني هذا؟ فيُقال: باستغفار ولدك لك))
هذا ما بأيدينا أن نفعله الدعاء والاستغفار لهما حتى ترتفع منازلهما في الجنة بسببنا فلا نبخل عليهما فمن حقهما علينا أن نتذكرهما في كل صلاة وندعو لهما وأن نتحين مواطن إجابة الدعوة حتى نجعل لهما نصيباً من دُعائنا واستغفارنا
قال تعالى : ((وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا)) فسر أحد التابعين هذه الآية بقوله: من دعا لأبويه في كل يوم خمس مرات فقد أدى حقهما لأن الله تعالى قال: ((أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)) فشكر الله تعالى أن تُصلي في كل يوم خمس مرات وكذلك شكر الوالدين أن تدعو لهما في كل يوم خمس مرات.
أحبتي هانحن عرفنا طريقاً من طُرق بر الوالدين وهو طريقاً مهماً جدا فهو ينفعهما في الدنيا والآخرة وفي حياتهما ومماتهما وفي صحتهما وعافيتهما فكل شخص ومنزلة والديه لديه تتضح من خلال جَدهِ في الدعاء لهما، وكل واحد منا يتمنى أن يُكثر لهما من الدعاء والاستغفار حتى يكون سبباً في سعادتهما في الآخرة ورفع منازلهما للفردوس الأعلى.
&&&
اللهم إني اسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يُلد ولم يكن له كفواً أحد أن تغسل والدي من ذنوبهما وخطاياهما بالماء والثلج والبرد وأن تُنقيهما من ذنوبهما وخطاياهما كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وأن تُباعد بينهما وبين ذنوبهما وخطايهما كما باعدت بين المشرق والمغرب، وأن تُعاملهما بالإحسانِ إحسانا وبالإساءة عفواً وغفراناً، وأن تجعلهما ممن يُستقبل بروحٍ وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان، وتُيسر حسابهما وتُيمن كتابهما وتبيض وجهيهما وتُقر عينهما برؤية وجهك الكريم، وتجعل منازلهما مع الأنبياء والشهداء والصديقين في الفردوس الأعلى.
&&&
كتبت ماكتبت فما صح منه فمن الله وحده ومازللت به واخطأت فمن نفسي والشيطان.
&&&
[/grade]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»