الصداقة عملة نادرة يصعب الحصول عليها هذا الزمان، فكثيراً ما تتعرض لصدمة في صديق بعد سنوات طويلة، وتكشف لك الأيام أنك مخطئ بشأن شخص لا يستحق صداقتك، فمن منا لم يكتشف زيف بعض الأصدقاء المحيطين به، لذا يقولون أن الناس كالمعادن فمنهم المزيف وآخرون كالذهب الخالص لا يتغيرون مع الأيام .
لذا عليكِ في كل الأحوال اتخاذ الحذر والحيطة عند الاختيار، واحرصي على ألا تجعلِي لكِ صديقة مقربة إلا إذا توافرت فيها بعض المواصفات، وهذا ما أمرنا به الإسلام لأن الصديقة السيئة يمكن أن تؤثر بالسلب على حياتك وتندمين على معرفتك لها يقول اللَّه تعالى في سورة الفرقان ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) وقال سبحانه وتعالي فى سورة الزخرف : (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ).
وقد دعانا الرسول الكريم إلى اختيار الصديق حين قال : "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، وفي حديث آخر عقد صلوات الله عليه مقارنة بين صورتين من الأصدقاء وتأثيرهم على المرء حين قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا منتنة" متفق عليه.
وقال سليمان بن داود: "لا تحكموا على أحد بشيء حتى تنظروا من يخادن". رواه أبو داود والترمذي، والمقصود هنا أنه يحكم على الشخص بالنظر إلى قرينه وصاحبه وصديقه وجليسه، لأنه يكون مثله في كل شئ .
الصديقات أنواع
هذا لا يعنى أنه من الصعب وجود أصدقاء فى حياة الإنسان بل على العكس فالأصدقاء قد يطيلون العمر أحياناً، وهذا ما أشارت له دراسة كندية حيث توصلت إلى أن زيادة عدد الأصدقاء قد تطيل العمر.
وأوضح العلماء أن الحياة الاجتماعية النشيطة تزيد من كفاءة جهاز المناعة، مما يكسب الإنسان تسعة أعوام إضافية، كما أن صعود السلم الاجتماعي يؤدي الى اكتساب عادات أفضل، وهو ما يزيد العمر بمقدار أربعة اعوام، أما من لا يجدون الرفيق أو الصديق المناسب، فعليهم تربية أحد الحيوانات الأليفة، لأنها تساهم في إطالة العمر، لتقويتها الشعور بالذات، و الثقة بالنفس.
ولم يترك علماء النفس أيضاً البشر بدون عمل تصنيف لقياس شخصياتهم وإلى أى مدى هي ملائمة لكي يكون صديق مقرب أم لا، لذا وضعوا تقسيم لأنواع الصديقات اللآتي من الممكن أن تقابليهن في حياتك وإلى أي مدي يصلحن، لذا تابعينا وتعرفي على شخصياتهن :
الصديقة الدكتاتورة
شخصية لديها بعض القناعات مثل " لا أحد يفهم غيري .. لا أحد يقترح غيري .. وإذا خالفتني في الرأي فلا مكان لك بجانبي .. إما أن تكوني معي .. أو تصبحين ضدي "
هكذا تتعامل هذه الشخصية مع صديقاتها، لن تجدي حولها إلا الفتيات المهزوزات صاحبات الشخصية الضعيفة، إنها الفتاة التي تخلق المشاكل أينما وجدت، تجدينها محل انتقاد مدرساتها وكل المحيطين بها، ويعتبرها كل من حولها زعيمة "مدرسة المشاغبات" لأنها تفتعل المشاكل و تجر إليها من حولها دون اعتراض، وتحاول معرفة نقاط ضعف صديقاتها حتى يصبحن طوع أمرها دون مناقشة، إنها نموذج مصغر لزعيمة العصابة .
نصيحة: احذري الاقتراب منها أو مصادقتها و إلا احترقت بنيرانها، ولن تجني من ورائها سوي المشاكل.
الصديقة المتسلقة
توجد بجانبك طالما لها مصلحة معكِ، تجدينها دائما بجانب الناجحات و المتميزات أو الثريات، تعيش بجانبهن لتنال بعضا ً من شهرتهن ونجوميتهن وتظهر على أكتافهن، تتظاهر بالحب والثقة .
نصيحة: لا تتعجبي إذا انقلبت ضدك بعد ذلك وجعلتك مادة لسخريتها وتهكمها .
الصديقة الصبار
هي الإنسانة المتكيفة مع جميع الظروف (كالحرباء) تتلون وتتكيف مع كل مكان تذهب إليه، لا تكون موضع ثقة فما تخبرينها به اليوم يصبح غدأ حديث المدينة، وغالباً ما تكون سببا ً في جر المشكلات عليك، لذا فالصديقة الصبار غير مخلصة .
نصيحة: لا يمكنك الاعتماد عليها أو وضع ثقتك بها، فوجودك بجانبها يعني أشواكاً وألما دون فائدة تذكر.
الصديقة النرجسية
تجدينها بجانبك وفقاً لظروفها فقط، لا تكون موضع ثقة ولا تقدم لك دعما ً حقيقيا ً ولا معنويا، فهي تحول كل الأمور حول نفسها، على سبيل المثال تقول لكِ { ما كان يجب أن تفعلي ذلك..أنظري إلي قمت بكذا وكذا وكذا } ثم تبدأ بالكلام عن نفسها .
النرجسية لا تتأثر بك كما أنها لا تأثر فيك، فكل اهتمامها وحديثها منصب حول نفسها فقط، فهي ترى أنها الأصح والأدق والأكثر خبرة .
الصديقة القبطان
شخصية قادرة على قيادة الدفة في أحلك المواقف، لديها قدرات رائعة على القيادة ويلتف حولها الجميع بحب ،لا تتسلط على صديقاتها بل تناقشهم وتقنعهم برأيها، دائما بارزة ومحل اهتمام.
مع الصديقة القبطان إذا أردت تحقيق فكرة جيدة فهي الوحيدة القادرة على مساندتك وكسب الدعم و التأييد لمشروعاتك، حيثما وجدت نجد النجاح والتميز والأفكار المتجددة ،يجتمع حولها دائما الناشطات وصاحبات روح العمل الجماعي .
الصديقة الزهرة
غالباً ما تكون إنسانة ذات عقل راجح و أفكار جريئة وحجة مقنعة، مناقشتك معها تفيدك و تؤثر في شخصيتك دون أن تشعري، وجودها في حياتك يترك أثرا فعالا على شخصيتك يلاحظه كل من حولك ،تنال ثقة والديك ويرتاحان لوجودك بجانبها .
الزهرة من الممكن ألا تكون من النوع الخدوم الذي يبذل الكثير من أجلك لكنها ودودة مستمعة وناصحة جيدة ،إنها كاتمة أسرار ومستشار مثالي ،يمكنك أن تسمعي نصائحها بثقة وتستشيرينها دون خوف، إنها ببساطة الصديقة التي توافق والدتك على ذهابك معها إلى أي مكان دون اعتراض، فطالما إنها موجودة فالأمور تحت السيطرة .
الصديقة الشمعة
تحرق نفسها من أجل صديقاتها مما قد يعرضها للكثير من المشاكل في حياتها الشخصية ،متواجدة دائماً لتستمع إليك وتؤازرك وتقدم لك النصح عندما تحتاجين إليه، موضع ثقة صديقاتها فهي لا تخون الثقة حتى ولو على حساب نفسها،تنصت لكِ باهتمام وتقدم لكِ دعمها الحقيقي وليس المعنوي فقط حتى لو تعدى ذلك حدود إمكانيتها، تتأثر جداً بصديقاتها وتحاول دائما ً أن تكون لهم أماً.
يمكنك وضع ثقتك بها لكن عليك مراعاة مصالحها لأنها سوف تتغاضى عنها من أجلك ،وانتقي لنفسك.
لكِ ولصديقاتك
والآن بعد تقييم صديقاتك، يمكنك أنتِ أيضاً إجراء هذا الاختبار لاكتشاف شخصيتك كصديقة ومعرفة الصفات التي تحتاجينها عند اختيار أصدقائك المقربين فقط أجيبي عن الأسئلة الآتية:
اخترتِ صديقتك المقربة لأنها
أ- صريحة معك دائما لا تخدعك.
ب- تساندك في كل شيء.
ج- لها اهتمامات و ميول مماثله لاهتمامك.
د- تراعي الآخرين و تضعها دائما في حساباتها.
تفضلين ضمن صفاتها أن تكون
أ- واثقة من نفسها.
ب- منطقية منظمة الفكر.
ج- مرحة بشوشة غنية بالتفاؤل.
د- ناعمة وتوافقك في كل ما تفعليه.
لتدعمين علاقتك مع صديقتك المفضلة تشعرين بأنه ِ
أ- يجب أن تعدلي بعض طباعك و تصرفاتك لتزيد انسجامكما.
ب- يجب ألا تحاول أن تغيرك و إذ لم يعجبها ذلك لا تريدين صداقتها.
ج- يجب أن يقبل كل منكما الآخر كما هو
د- من واجبها ان تغير هي نفسها لتعجبك.
حين تكونين مع آخرين تشعرين بالضيق من صديقتك إذا
أ- لم يعطها الآخرون اهتماما جيدا بشكل كافِ.
ب- إذا عارضتكِ.
ج- إذا ظهر عليها الملل و عدم الاهتمام بالآخرين.
د- إذا لفت الأنظار أكثر منك.
إذا كانت عندك مشكلة تقلقك تتوقعين منها
أ - أن تساعدك في اتخاذ قرار بشأنها.
ب- أن تساندك في الرأي و تتعاطف معك.
ج- أن تروح عنك.
د- ألا تضيف إلى مشاكلك مشاكلها هي.
والآن تعرفي على ما ينقصك في شخصيتك وشخصية الأصدقاء المحيطين بكِ وما تحتاجين إليه فى هذه المرحلة .
إذا كانت أكثر إجاباتك (أ): أنتِ تحتاجين لصديقة قوية الشخصية تقودك و تحمل عنك المسؤوليات تفيض عليكِ بالإطراء أحياناً، و النقد أحياناً أخرى ،وكأنها والدتك!
إذا كانت أكثر إجاباتك (ب): أنتِ عملية تبحثين عن رفيقة متزنة و مستقرة لا تتغير، لكنك تخشين أن يكون مثل هذه الصديقة فاترة أو مملة تفتقر للمبادرة و المغامرة!
إذا كانت أكثر إجابتك (ج): حياتك عبارة عن مدينه ملاهي و حديقة ألعاب وتسالي ،أنتِ تبحثين عمن يلعب فيها معك، شخصية تتميز بالتفاؤل خفيفة الدم مليئة بالحركات و المفاجئات.
إذا كانت أكثر إجاباتك (د): أنتِ تبحث عن ضحيه، تهوين العبودية، تريدين من يطيعك في كل شيء، ترغين في صديقة مستعدة دائما للتضحية باحتياجها، و هذا شيء لا يشرفك.
يقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه.. فكــل قــرين بالمقـارن يقتـدي
لذا لا تتسرعي فى إصدار القرارات على أصدقائك، وتخيري الصديقات الصالحات، ولا تطلقين على كل من ترتاحين لها إلى معاملتها كلمة صديقة حتى يظهر لكِ معدنها الحقيقي، لأن الصديقة هي التي تجلب الخير والصلاح معا ً.