أنـــــــا و قاربي ....
في أحد الأيام ركبت قاربي الصغير و أبحرت في بحر الحياة العميق ... فما لبثت إلا قليلا حتى تقاذفتني أمواجه العاتية يمينا و شمالا فكدت أن أهلك قبل أن أصل إلى شاطئ الأمان . فلم أجد مفراً من أن أصارع الموج العاتي و أمضي قدما في طريقي بالرغم من تكسر مجدافي !
و لكنه كان أقوى من نفسي الضعيفة و امتصت أمواجه الهائجة كل قوة يمكن أن تساعدني على المقاومة . فألقى بي بكل قوة ..... بل بكل قسوة على جزيرة الذكريات القديمة فشعرت بالألم في كل ذرة من قلبي و لم أستطع أن أنهض من مكاني و لكني تحاملت على نفسي و وقفت مرة أخرى على قدميّ و أخذت أنظر إلى شاطئ جزيرة الذكريات .
و رأيت قاربي الصغير و قد اصطدم بصخرة الحاضر و تحول إلى قطع متناثرة ... فأتت موجة من بعيد و أخذت إحدى القطع و هربت إلى البحر .....صرخت ... ناديت عليها أن عودي .... تسألت لماذا أخذتها ؟!! .... حاولت أن أركض لأتبعها فلم أستطع حراكا فقد غاصت قدماي في رمال الذكريات الناعمة .
فأخذت أنظر إليها و هي تبتعد رويدا رويدا حتى غاصت في أعماق البحر.
ففزعت كثيرا ........ و بكيت أكثر .... ثم حاولت أن اخرج قدماي اللتان كادتا تغرقان في تلك الرمال الناعمة !
ثم بدأت أسير بتثاقل نحو ما تبقي من قاربي لأتشبث به بكل قوتي قبل أن يهلك هو الآخر .
و عندئذ لن يبقى لي سوى شاطئ الذكريات القديمة
تحياتي
عفوا الروابط لمنتديات أخرى يعتبر دعاية وإعلان غير مسموح به(حذف الرابط من الإدارة)
باسم
جريح الوقت